تباين أداء السوق السعودية وسط استمرار تعليق أسهم الشركات الخاسرة
تباين أداء السوق السعودية وسط استمرار تعليق أسهم الشركات الخاسرة
واصلت سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع تذبذباتها نتيجة عدة عوامل أبرزها إعلان هيئة السوق المالية تعليق تداول سهم "مجموعة أنعام الدولية القابضة" ابتداءً من السبت الماضي بعد إعلان الشركة عن توقعاتها وصول نسبة خسائرها المتراكمة إلى 95 في المائة من رأس المال. يذكر أن إعلان إيقاف السهم جاء بعد أيام من الإعلان السابق بتعليق التداول على أسهم شركة بيشة للتنمية الزراعية. وانعكست آثار إعلانات الإيقاف على بقية أسهم الشركات الخاسرة والتي تراكمت خسائرها إلى نسب مرتفعة من رأسمالها، الأمر الذي زاد من تخوف المتعاملين بهذه الأسهم بتعليق المزيد منها مما أدى إلى ضغوط بيعية على أسهم تلك الشركات التي انخفضت بالنسب القصوى لها خلال معظم أيام التداولات ما بين 16 في المائة و40 في المائة هذا الأسبوع.
وظهر واضحا خلال تعاملات هذا الأسبوع تبديل في المراكز الاستثمارية لمحافظ المتعاملين من الشركات الخاسرة إلى الشركات الاستثمارية مدعوماً بالنتائج السنوية الإيجابية لبعض تلك الشركات حيث تشكلت لدى المتعاملين قناعة بأن الاستثمار في أسهمها هو الأكثر أمانا واستقرارا للحفاظ على أموالهم والحد من الخسائر الكبيرة.
من جهة أخرى أعلنت مجموعة من الشركات المساهمة خلال هذا الأسبوع عن نتائجها المالية لعام 2006 والتي كان من أبرزها إعلان "سابك" تحقيق أرباح قياسية بلغت 20.3 مليار ريال بزيادة نسبتها 6 في المائة عن عام 2005 وهي أعلى أرباح تحققها الشركة منذ إنشائها، كما أعلنت أيضا كل من "الاتصالات السعودية" ومصرف الراجحي عن تحقيقهما أرباحا سنوية بلغت 12.8 و 7.3 مليار ريال على التوالي. وبدأت السبت الماضي التداولات على سهم شركة البولي بروبلين حيث ارتفع السهم في اليوم الأول بنسبة 78 في المائة ليصل إلى 17.75 ريال مغلقاً نهاية الأسبوع بارتفاع بنسبة 50 في المائة عند 15 ريالا.
وعلى صعيد آخر وردت أنباء عن مشروع إجراء تعديلات جوهرية في نظام الشركات يقضي بخفض القيمة الاسمية للأسهم إلى ريال واحد بدلا من عشرة ريالات حاليا، إضافة إلى تخفيض تآكل رأس المال قبل شهر الإفلاس من 75 في المائة كما هو حاليا إلى 50 في المائة.
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع متأثرة بارتفاع الطلب على وقود التدفئة نتيجة الطقس البارد في شمال الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى نية الولايات المتحدة رفع مستوى الاحتياطي النفطي لديها. حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس الثلاثاء الماضي مسجلا 53.5 دولار بارتفاع قدره 2.3 دولار أو ما نسبته 4.6 في المائة عن سعره قبل أسبوع.
وأغلق مؤشر "تداول" لجميع الأسهم الأربعاء مسجلاً 6987.86 نقطة بانخفاض نسبته 3.2 في المائة عن إغلاق الأسبوع الماضي. وبذلك يكون المؤشر تراجع بنسبة 12 في المائة منذ بداية العام.
أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد انخفضت هذا الأسبوع حيث بلغت 41.4 مليار ريال مقابل 43.4 مليار ريال للأسبوع الماضي. وقد استحوذت أسهم شركة البولي بروبلين المتقدمة على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 8 في المائة، تلاها أسهم شركة فواز عبد العزيز الحكير وشركاه بنسبة 6 في المائة، ثم أسهم الشركة السعودية للأسماك بنسبة 4 في المائة.
أداء مؤشر بخيت للأسهم الصغرى (أصغر 20 سهما)
هبط مؤشر بخيت للأسهم الصغرى بنسبة 11 في المائة هذا الأسبوع، في حين تراجع مؤشر بخيت للأسهم الكبرى بنسبة 3 في المائة فقط. وشكلت تداولات أسهم المؤشر نسبة 38 في المائة من حجم تداولات السوق لهذا الأسبوع. وجاء هذا الارتفاع بسبب المضاربات الكبيرة التي شهدتها أسهم المؤشر.
أداء مؤشر بخيت السعري
أغلق هذا المؤشر على انخفاض بنسبة 7 في المائة مقارنة بانخفاض 3 في المائة للمؤشر العام. ويأتي هذا التباين بسبب الانخفاض الحاد في أسهم الشركات الصغرى.
توقعات الأسبوع المقبل
بعد الخسائر المتلاحقة التي تحملها المتعاملون إثر المضاربة في الشركات الخاسرة لاعتمادها على الأرباح غير التشغيلية التي أدت إلى تلك الخسائر بالإضافة إلى الخسائر من تعليق تداولات أسهم بعض تلك الشركات، فيتوقع أن يتغير مسار المتعاملين نحو أسهم الشركات الاستثمارية والاقتناع بعدم جدوى عمليات المضاربة في الأسهم الخاسرة.