مفارقة: 854 مليون إنسان حول العالم يعانون من "جوع مزمن"

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أمس، إن برامج مساعدات الغذاء تحتاج إلى إصلاح شامل لتعزيز الحملة طويلة المدى ضد الجوع في العالم. وأفادت منظمة الأغذية والزراعة أن مساعدات لطوارئ أنقذت حياة ملايين الأشخاص لكن هذه المساعدات التي تقدم لفترات طويلة قد تزعزع استقرار الأسواق وتخلق الاعتماد على الواردات وتؤخر إصلاحات هناك حاجة إليها لزيادة طاقة الإنتاج المحلي. وقالت المنظمة في تقريرها بشأن حالة الأغذية والزراعة عام 2006 "إجراء إصلاحات في نظام مساعدات الأغذية العالمية ضروري لكن يجب أن يجري بعد أن يؤخذ في الاعتبار احتياجات أولئك الذين تعاني حياتهم من مخاطر." وأوضح جاك ضيوف مدير عام المنظمة "متى كان ذلك ممكنا من الأفضل دائما أن تعلم وأن تساعد الأشخاص على ممارسة الصيد بدلا من تقديم الأسماك لهم." وكشفت المنظمة أنه يوجد نحو 854 مليون شخص في أنحاء العالم يعانون من نقص الغذاء بدرجة تحول دون التمتع بحياة صحية وأن أكثر من 90 في المائة منهم يعانون من جوع مزمن". وإذا وزعت كل مساعدات الأغذية بالتساوي بين الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء وعددهم 850 مليون فإن نصيب الفرد سيكون أقل من 12 كيلوجراما. وقالت المنظمة "من الواضح أن مساعدات الغذاء صغيرة للغاية بدرجة لا يمكن عندها توفير الأمن الغذائي لجميع الأشخاص الذين يحتاجون إليه". وقالت المنظمة "رغم أنه لا يمكن إنكار أنه أمر أخلاقي تقديم مساعدة للأشخاص الذين يعانون من جوع شديد .. إلا أن البعض يتساءل ما إذا كانت مثل هذه المساعدات في الحقيقة لها آثار عكسية على الجهود طويلة المدى لتحقيق خفض مستمر في الجوع والفقر". وقالت المنظمة إنها تفضل بيع المساعدات الغذائية متى أمكن ذلك في الأسواق المحلية لجمع أموال للتنمية وحثت المانحين على التحول إلى تقديم المساعدات النقدية الموجهة وكوبونات أغذية عندما يتوافر الغذاء محليا.