"جمان".. طرح تشكيلي يبتعد عن الجمود

"جمان".. طرح تشكيلي يبتعد عن الجمود

قال السفير أحمد الزعابي عقب افتتاحه المعرض التشكيلي الثاني لجماعة الجمان في قاعة الفنون التشكيلية في دار الأوبرا المصرية إن هذا المعرض يؤكد حضور المرأة الإماراتية فقد أثبت جدارتها وتميزها، و حققت إنجازات في المجالات كافة. فهذا المعرض هو الثاني لجماعة الجمان وهو لمسة وفاء منهم للقاهرة لأن عضوات الجماعة وهن ثمانية كلهن خريجات من كليات القاهرة ومن الإمارات ومصر ولبنان. المعرض ضمن إطار العلاقات الثقافية بين مصر والإمارات فيه تنوع جميل في اللوحات فهي تتميز بتنوع المدارس الفنية، وفيها قوة في الموضوعات التي تتناولها فهي مواضيع حديثة مزجت بين التراث والحداثة، حتى الألوان التي في اللوحات أراها جريئة وقوية.
وتحدثت الفنانة الدكتورة نجاة مكي رئيس الجماعة بقولها: تأسست الجماعة لحاجتنا إلى ظهور المرأة خارج الإمارات، ووجودنا في ذلك المعرض لأسباب عديدة منها ارتباطنا بأرض مصر كونها أرضا عربية ولها مكانتها التشكيلية على مستوى الوطن العربي، كذلك وجود العديد من الأدباء والنقاد والفنانين فيها مما يعطينا أبعادا ثقافية تشكيلية مهمة، لأن الفنان التشكيلي يستقي أفكاره من البيئة المحيطة به، كذلك وجود النقاد يضيف لنا بعدا آخر لأنه يوجهني توجيها إيجابيا وليس سلبيا، وأشارك في ذلك المعرض بست لوحات استخدمت فيها العديد من الخامات والألوان لكني لا أنتمي إلى مدرسة معينة، وتتناول لوحاتي صورة التعايش مع البيئة وركزت على العنصر البشري في لوحاتي، وأوضحت فيها مدى علاقته بالحياة والكون والطبيعة.
وترى الفنانة سلمى المري أنه حين يجتمع الطموح والحب والرغبة في المثابرة على البحث وتطوير المنتج الفني الذاتي والجماعي تبدأ الآمال بالتحقق فذلك ما تسعي إليه جماعتنا. وأشارك في ذلك المعرض بخمس لوحات وهي عبارة عن أعمال رمزية، وتدور اللوحات حول أنماط البشر فهو الغالب على معظم اللوحات، كما أني اخترت كذلك الألوان الصريحة وتتميز تلك اللوحات بالملمس ولقد استخدمت الإكريلك والسكين فمن ينظر لتلك اللوحات يشاهد ضربات السكين لأنها واضحة على اللوحة فالألوان تكاد تكون إعلانية. كما شاركت الفنانة مني الخاجة في المعرض بأربع لوحات ولقد استخدمت ألوان الإكريلك، فالألوان التي استخدمتها مستوحاة من ضوء الشمس ومن لون التراب وأعماق البحار، فهي ألوان غامقة وفاتحة، وتتناول لوحاتي موضوع التراث ولقد طرحتها بأسلوب جديد ليس كلاسيكيا لكني لا أنتمي إلى مدرسة معينة بل أخذت من كل المدارس، وأميل أكثر إلى المدرسة الرمزية لكن كانت بدايتي مع المدرسة الانطباعية.
لكن الناقدة الدكتورة مرفت الشاذلي تؤكد أن مثابرة الفنان على تطوير إنتاجه مهما اختلفت الأساليب يعد نواة للابتكار والإبداع، فجماعة الجمان هن مجموعة من الفنانات من أكثر من دولة عربية أغلبهن من الإمارات، يعبرن في تسام وتصميم عن رغبة متأصلة لديهم لتأكيد تطورهم وعدم رغبتهم في طرح تشكيلي يحمل سمات جامدة.
وتؤكد أعمالهم هذا المعني، فالدكتورة نجاة مكي الساعية بلوحاتها التجريدية الرمزية ذات الصراع بين الألوان الساخنة الدسمة والألوان الباردة بزرقتها ذات الزرقة المشربة بألوان بنفسجية لها إحساس بدائرة الإحساس الأنثوي مع تكوين مفعم بالحيوية والإسهاب اللوني يؤكد شاعرية الفنانة.
أما الفنانة مني الخاجة ومحاولاتها الجادة للربط بين التراث في صورة مستحدثة ذات سمات تؤكد على الهوية العربية بتشكيلاتها وتكوينتها الجريئة في تداخل نشم منه عبق التراث الإسلامي وتجريدية هندسية.
وعلى الطرف الآخر، تقدم لنا سلمى المري بحث الإنسان وصراعه في تجريد تعبيري مع ألوان لا تكف عن التناطح والتضاد وهنا الألوان جرئية متصارعة عبر مساحات اللوحة أتت لتدفع بجراءة الرؤية لديها.
أما شاعرية وفاء خازندار وإحساسها الأنثوي وشخوصها الهائمة في جو رومانسي رمزي يذكرنا برمزية بعض فناني الغرب لكن بطرح شرقي له سمات غارقة في الرومانسية، أما كريمة الشمولي ذات الحس الحداثي الجريء فلها وقع يؤكد على مبدأ الجماعة من حيث التناقض في الأساليب والموضوع. وتشترك معها ماجدة نصر الدين في الرؤية الفنية بمنظور حداثي له خصوصية ولكن في قدرة جيدة في السيطرة على المساحة المطروحة. أما هبة الإدريسي فقد تناولت أعمالها من آفاق سريالية ولكن ظلت خصوصية الموضوع مع الحس الرومانسي وأسلوبها البارز في أعمالها. أما حسناء أبو بكر فلها طابع عفوي يقترب من سذاجة وفطرية اللون مما يدفعنا إلى استشعار مدى تنوع طرح الجماعة للأساليب الفنية التشكيلية.

الأكثر قراءة