المؤسس حث البدو على بناء المساكن.. والأرطاوية بداية تأسيس الهجر
أكدت دراسة حديثة أن الهدف الأساسي للدولة بناء المجتمع المستقر، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب مقومات أساسية تتمثل في الأرض والناس المرتبطين بها والسلطة الحاكمة التي تنظم أمور هؤلاء الناس.
وأوضحت الدراسة التي أعدتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أنه لما كان 90 في المائة من مواطني الدولة في بدايتها تغلب عليهم البداوة، وما يتبعه هذا النمط السكاني من عدم الارتباط بالأرض، إذ هم دائمو السعي نحو الماء والمرعى حيثما وجد، كان لا بد من تطور الحياة البدوية وإيجاد نمط جديد لها تجعل البدوي أكثر ارتباطا بالأرض، وبالتالي أكثر إذعاناً لسيادة السلطة وليس لسطوة القبيلة، لذلك قرر المؤسس الأول الملك عبد العزيز - يرحمه الله - تبني برنامج "توطين البدو الرحل"، وهو برنامج حضاري اجتماعي اقتصادي يستهدف استبدال أنماط الحياة البدوية غير المستقرة بحياة ريفية مستقرة عن طريق توطين هؤلاء البدو الرحل وتدريبهم على الزراعة في مواطن استقرارهم الجديدة التي أطلق عليها الهجر.
وأوضح تقرير صادر عن شركة دار الأركان للتطوير العقاري الحاصلة على جائزة الأعمال العربية للتطوير السكني للعام الثاني على التوالي، أن الملك عبد العزيز بدأ ببرنامج التوطين سنة 1332هـ / 1912م بتعليم البدو الرحل الزراعة والعيش في بيوت مبنية تشكل كل منها مجموعة من قرية صغيرة، وذلك بديلا عن متابعة العيش عن طريق الرعي وما يقتضيه من رحيل متواصل وحياة لا تعرف الاستقرار وما يرافقها من متاعب كنتيجة طبيعية من أعمال الغزو والسلب والنهب. فقام بدعوة القبائل المنتشرة في الصحراء المترامية الأطراف بترك حياة الارتحال في البادية والإقامة في هجر زراعية تنشأ خصيصا لكل قبيلة في البادية، تقوم كل هجرة على بئر أو نبع ماء لضمان توافر الماء لأغراض الشرب والري، ومد يد المساعدة لكل قبيلة تترك حياة البادية إلى الهجر على بناء مسجد ومدرسة يتولاها معلم من علماء الدين ليكون أول لبنة للاستقرار، ثم أخذ يعينها على إقامة بيوت من اللبِن لتسكنها بدلا من خيام الشعر التي اعتادوا على سكناها. وقدم العون لتعلم زراعة الأرض كما قدم إليهم كل ما استطاع من بذور النبات ومعدات حفر الآبار.
ولقد تم إنشاء أول هجرة سنة 1330هـ / 1912م، بحسب التقرير، وهي هجرة الأرطاوية في أطراف القصيم، على الطريق الممتد من الكويت إلى بريدة والتي تتميز بوجود الآبار، وكانت ممراً للقبائل لرعي المواشي والمسافرين والتجار للتزود بالمياه. ووزعت الأراضي على مجموعة من أهل العشائر وفي مقدمتها قبيلة مطير التي زودت الهجرة بنحو عشرة آلاف مستوطن. ولقد اشترك البدو مع عدد من الفلاحين لبناء أول هجرة تجمع بين خليط من مختلف القبائل والفلاحين تربط بينهم روابط الدين والانتماء لهذه الدولة.
وبين التقرير أن الملك عبد العزيز استطاع في حياته إنشاء نحو مائتي هجرة، وقد بلغ عدد القبائل التي وطنها أكثر من 12 قبيلة، وكانت تقسم بعض القبائل إلى أكثر من خمسة عشر فخذاً، كما كان الفخذ يضم من ثلاثمائة إلى خمسة آلاف نسمة.
وأكد تقرير "دار الأركان" استمرار منهج التوطين بعد حياة الملك عبد العزيز على شكل مشاريع توطينية كبرى وخاصة بعد زيادة دخل الدولة حيث تم تنفيذ المرحلة الثانية من برنامج التوطين سنة 1959م في حرض ووادي السرحان بالقرب من الحدود الأردنية.
بهذا المنهج الفريد وضع الملك عبد العزيز الأساس السليم لتحضير البادية وتعميرها وتحضير أهلها وإيجاد مجتمعات متطورة تعمر الصحراء والوديان. ولقد أسهم إنشاء الهجر، وفقاً للتقرير، في ظهور العديد من مراكز التحضر والتجمعات القروية خاصة في منطقة نجد وشمال شبه الجزيرة العربية، وقد تركت آثاراً واضحة على ارتفاع معدل عملية التحضر في المنطقة وبالتالي ارتفاع معدل التحضر وزيادة أعدد المساكن.
وكشف تقرير "دار الأركان" عن أن معظم الهجر شيدت على بئر أو نبع ماء، اختيرت مواقعها على أرض منبسطة كانت قبل ذلك تستغل للرعي لنمو الأعشاب فيها، أو على ضفاف الأودية أو على جوانب الطرق. لافتاً إلى أن المساحة المخصصة لكل هجرة تتفاوت بحسب حجمها وعدد سكانها، وتختلف في مخططاتها عن القرى القديمة، لكنها كانت غالبا متشابهة من حيث نسيجها العمراني، حيث يشكل السوق والمسجد النواة بالنسبة للهجرة. وتتداخل الأراضي الزراعية مع البيوت، حيث توجد آبار المياه، وتستغل البساتين والحدائق المنزلية المتناثرة داخل الهجرة لزراعة الخضار والأشجار المثمرة والنخيل، بينما خصصت الأراضي المحيطة لحقول الحبوب لنمو الحشـائش الطبيعية الصـالحة للـزراعة.
وتتكون المنطقة السكنية من مجموعة من البيوت التي تأتي متفرقة أو متلاصقة. وأقيم بيت لكل أسرة، وخصصت مساحة من الأرض للزراعة. ولقد استخدم السكان كل المواد المحلية المتوافرة، فكانت مادة البناء من الطوب اللبِن غير المحروق المخلوط بالتبن لبناء الحوائط والتي تغطى بعد ذلك بطبقة رقيقة من الطين لضمان تماسك الحوائط وتناسق سطحها. كما بنيت القواعد غالبا من الصخور المحلية، أما الأسقف فكانت من أخشاب النخيل، وكذا الأبواب والنوافذ كانت تصنع من الأخشاب سواء من النخل أو الأثل. ولما كان تفاعل السكان عاليا مع المؤثرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، جاء النتاج العمراني منسجماً مع البيئة ويفي بحاجات المجتمع ومتطلباته المعيشية ومتكيفة مع الظروف المناخية.
من جهة أخرى، سجل المؤشر العقاري الأسبوعي الصادر عن الإدارة العامة للحاسب الآلي في وزارة العدل، لكتابة العدل الأولى في كل من الرياض والدمام للفترة من يوم السبت 16/12 إلى الأربعاء 20/12/1427هـ ارتفاعا في قيمة الصفقات في كتابة عدل الرياض نسبته 12.44 في المائة، حيث بلغ إجمالي قيمة المبيعات خلال هذا الأسبوع 851.171.263 ريالا، كما انخفض المؤشر في كتابة عدل الدمام بنسبة 24.3 في المائة، حيث بلغ إجمالي قيمة الصفقات نحو 130.592.158 ريالا.
إلى ذلك، تلقت إدارة مبيعات مشروع القصر في "دار الأركان" اتصالات مكثفة من المواطنين بعد أن أطلقت الشركة حملتها الترويجية في السادس من كانون الثاني (يناير) الجاري لتسويق الوحدات السكنية في مشروع القصر الذي انطلقت أعمال تطوير بنيتيه التحتية والعلوية قبل أكثر من عامين.
وتمر الحملة التسويقية للمشروع بعدة مراحل، حيث ستنطلق مبيعات الفلل أولا بهدف بيع 254 فيلا سكنية متنوعة المساحات والتصاميم، لتنطلق فيما بعد مرحلة تسويق الشقق السكنية ومن ثم العمائر السكنية التجارية والمكاتب التجارية، مؤكدا أن الشركة تسير وفق الخطة المرسومة لاستكمال تطوير وتسويق كامل المشروع في مدة لا تزيد على سنتين.
ويمكن شراء الوحدة السكنية بدفعة لا تتعدى 10 في المائة من قيمتها، والباقي على أقساط تصل إلى 25 عاما لا تتجاوز قيمة الإيجارات الشهرية السائدة التي يدفعها المواطنون حاليا إلى غير رجعة.
وطبقت دار الأركان في تطوير مشروع القصر فلسفة التطوير الشامل ليكون نموذجا يحتذى به كبديل للمخططات الشبكية الشائعة في مدينة الرياض، حيث يتم تطوير البنيتين التحتية والعلوية واستكمال المباني دفعة واحدة من أجل تحقيق أقصى درجات الراحة والأمان والمتعة للسكان وبما يجعل وحدات الحي السكنية متعاظمة القيمة لتشكل أساسا قويا لتطبيق نظام الرهن العقاري المحفز للنمو الإسكاني من أجل تحقيق التوازن المطلوب بين العرض والطلب على الوحدات السكنية وتمكين المواطن من امتلاك الوحدة السكنية المناسبة لدخله وعدد أفراد أسرته في مقتبل العمر.