دراسات كوكب الأرض عبر الفضاء تلفظ أنفاسها

دراسات كوكب الأرض عبر الفضاء تلفظ أنفاسها

حذر مجموعة من العلماء من عدم قدرة الولايات المتحدة على تتبع حركة الجليد القطبي، وتغير اتجاهات وأنماط موجات المد، وسقوط المطر، والتغيرات البيئية المختلفة؛ بسبب تراجع جهود استبدال المجسات القديمة المثبتة فوق الأقمار الصناعية في الفضاء". كما حذر مجلس البحث القومي للأكاديميين الوطنيين، في تقرير نشر على شبكة الإنترنت أخيرا على موقع www.nas.edu   ، من أنه بحلول عام 2010 ستكون أغلب أجهزة مراقبة الأرض المثبتة فوق الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا قد تجاوزت عمرها الافتراضي، ومن المتوقع أن تقل قدرة العمل لديها إلى 40 في المائة. ويأتي تراجع قدرة العمل بهذه الأجهزة رغم تركيز العلماء والإدارة الأمريكية على الأهمية المتزايدة لهذه الأجهزة لمتابعة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض والمخاطر التي تتعرض لها الطبيعة، ومتابعة حالة الغابات، ومصائد الأسماك، والمياه، والموارد الطبيعية الأخرى.
ورحب عدد من العلماء البارزين بالتقرير قائلين "إن سياسة ضغط الميزانية الأمريكية تؤثر في جهود مراقبة الأرض، كما أن دعوة الرئيس بوش وكالة ناسا للتركيز على بعثات الفضاء تُعرّض هذه الجهود للتراجع".
واقترح تقرير (علوم الأرض وتطبيقات الفضاء: متطلبات وطنية للعقد المقبل وما بعده) تخصيص زهاء 7.5 مليار دولار في عام 2006 لشراء المعدات الجديدة وبعثات الفضاء حتى عام 2020. وقال إنه سيكفي سد عدد من الأولويات العلمية والاجتماعية، بينما يتم الحفاظ على نسبة التكاليف السنوية كنسبة من الاقتصاد القومي في عام 2000.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يعد هذا التقرير هو الأحدث في سلسلة من الاكتشافات من هيئات ولجان علمية مختلفة أشارت إلى نفس المخاطر؛ بسبب غياب الاستثمار طويل الأجل في أنظمة مراقبة كوكب الأرض الذي يتغير بسرعة كبيرة ومستمرة. وقال انثز "إن هذا التوقيت هو الأخطر في تاريخ البشرية، حيث لم يكن عدد سكان الكرة الأرضية قد ارتفع بهذه الصورة، وزيادة الضغوط على الأرض". مضيفا "نحن فقط نريد الاعتماد على الولايات المتحدة التي كانت رائدة في هذا المجال بدلا من جهة لا يمكن الاعتماد عليها."
يذكر أن أنظمة مراقبة الأرض عبر الأقمار الصناعية باستخدام أجهزة الرادار والليزر والتقنيات الأخرى ساهمت في إحداث ثورة في علوم دراسة الأرض والمناخ، مما سمح للباحثين بتتبع العديد من القياسات بدقة مثل مستوى البحر، وحركة الأرض الناتجة عن الزلازل، وكميات المطر في الأعاصير، ونسبة الرطوبة في الهواء، ومتوسط درجات الحرارة لطبقات الهواء الجوي المختلفة. وحددت اللجنة فجوات واسعة في أنظمة ومدارات الأقمار الصناعية فوق قطبي الكرة الأرضية وخط الاستواء وثباتها في مواقعها أثناء دورة الأرض. ويعد إطلاق أقمار صناعية جديدة قبل أن تتعطل القديمة من أهم جوانب مراقبة كوكب الأرض. وبدون استبدالها سيكون من الصعب الحفاظ على تسجيلات طويلة مهمة ودقيقة، بحسب واضعي التقرير.

الأكثر قراءة