كيف تتطور المرأة العاملة ونحن نتجاهل استراتيجية "تمكينها"؟!

كيف تتطور المرأة العاملة ونحن نتجاهل استراتيجية "تمكينها"؟!

كيف تتطور المرأة العاملة ونحن نتجاهل استراتيجية "تمكينها"؟!

أكدت مختصة في الإدارة أن المنظمات والإدارات الحكومية في أمس الحاجة للتطوير لما تواجهه من ضغوط محلية وخارجية تطالب بالتغيير والتحول على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية مشيرة إلى أن العديد من المنظمات والأجهزة الإدارية الحكومية تعاني من عدة مشكلات وسلبيات بسبب المركزية الشديدة وهرمية المستويات, إضافة إلى طول خطوط الاتصال الرسمية وسرية حفظ المعلومات ومحدودية الصلاحيات التي تمنح للعاملين وكذلك تعدد الإجراءات التي يتطلبها إنجاز المعاملات.
وللتغلب على كل هذه السلبيات دعت الدكتورة إيمان أبو خضر منسقة قطاع الإدارة في معهد الإدارة العامة في الرياض إلى تبني مفهوم التمكين ونشره في مختلف القطاعات, مبينة أن مفهوم التمكين أحد المصطلحات الإدارية التي شاعت في أدبيات الإدارة الغربية خلال العقدين الأخيرين, بينما لم ينل نصيبه من الاهتمام في أدبيات الإدارة العربية وما زال غائباً عن التداول والتطبيق في منظماتنا العربية رغم أنه أحد أهم استراتيجيات التطوير التنظيمي لأنه موجه نحو الموارد البشرية التي تمثل العصب الأساسي في حياة أي منظمة.
تعريف التمكين
وأوضحت أبو خضر مفهوم التمكين بأنه منح العاملين السلطة والقدرة على اتخاذ القرارات والتصرف كشركاء في العمل الذي يؤدونه وكذلك إتاحة الفرصة لهم لاستخراج ما لديهم من مواهب وقدرات وإمكانات, مضيفة أن الأفراد لديهم ثروة معرفية ضخمة وكل ما يحتاجون إليه هو تحفيزهم وتشجيعهم على أداء أعمالهم بإبداع وتميز, ولتحقيق ذلك لا بد من إيجاد ونشر ثقافة تنظيمية تدعم تمكين العاملين من خلال مجموعة من الممارسات التي من أهمها مشاركة المعلومات من خلال وضع رؤية مشتركة للتنظيم ووضع أهداف واضحة معلنة وتطوير قدرات ومهارات العاملين من خلال توفير التدريب الذي يحتاجون إليه لتأدية أعمالهم بفاعلية وتهيئة بيئة تنظيمية تساعد على التعلم المستمر ووضع حدود لاتخاذ القرارات وكذلك نشر ثقافة تنظيمية تشجع على المبادرة والمخاطرة, مشيرة إلى أن جميع الممارسات السابقة تصب في اتجاه واحد وهو زيادة الاهتمام بالعاملين من خلال توسيع صلاحياتهم وإثراء كمية المعلومات التي تعطى لهم وتوسيع فرص المبادرة والمشاركة في اتخاذ القرارات وبالتالي تخفيف العبء عن المديرين والمسؤولين وتحد من تدخلاتهم في تفاصيل العمل وإعفائهم من مهام الرقابة والسيطرة والمحاسبة اليومية التي تثقل كواهلهم وبذلك يتمكنون من التفرغ للقضايا المهمة كوضع الاستراتيجيات ورسم السياسات وتقويم الأداء والإنجاز والتأكد من تحقق الأهداف والحفاظ على سمعة المنظمة وقدرتها التنافسية واستشرافها المستقبل المتوسط والبعيد المدى الذي تتطلع إليه.
فوائد التمكين
وتضيف الدكتورة أن تمكين الموظفين يعود بالفائدة على المنظمة وعلى فريق العمل ككل وعلى الفرد كذلك فبالنسبة للمنظمة يفيد التمكين في رفع الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات والخدمات وزيادة القدرة التنافسية وزيادة التعاون على حل المشكلات ورفع القدرات الابتكارية, أما بالنسبة لفريق العمل فتصبح جماعة العمل أكثر حماساً وفاعلية وتحقق نجاحا أكبر في إنجاز أهدافها, كما يساعد التمكين على إظهار قوة التعاون والعمل الجماعي, أما فيما يتعلق بفائدة التمكين على الفرد فإنه يساعد على إشباع حاجات الفرد من تقدير وإثبات الذات وبالتالي تزيد مقاومته للضغوط كما يزيد إحساس الفرد بالرضا عن وظيفته ورؤسائه وكذلك يزيد لدى الموظف الولاء للمنظمة وينمو لديه الشعور بالمسؤولية.

أدوات التمكين
ذكرت أبو خضر أن تمكين الأفراد يتم من خلال عدد من الأدوات تشمل التمكين من خلال إعطاء المعلومات الضرورية للموظفين لإنجاز أعمالهم وكذلك التمكين من خلال المعرفة, فتوصيل المعرفة وإثراؤها لدى العاملين يمكن أن يتحقق بوسائل وأدوات متعددة مثل توفير الإنترنت للاتصال ببنوك المعلومات ومراكز البحث, ومن أدوات التمكين كذلك التمكين من خلال الصلاحيات ويتحقق ذلك من خلال التفويض بنقل صلاحيات الرؤساء والمديرين للمستويات الأدنى الذي من شأنه أن يعطي الموظفين ثقة أكبر بقدراتهم ويشعرهم بضرورة تطوير الذات لإثبات الجدارة, مضيفة أن التمكين من خلال المكافآت من أدوات التمكين المهمة ولا يقتصر مفهوم المكافآت هنا على المردود المادي فقط بل يتعداه ليشمل كل الفرص والمزايا التي يتطلع إليها الموظفون أنفسهم, فالعقود الطويلة لمدى الحياة تكون مناسبة لبعضهم والرواتب التقاعدية المجزية تكون الأنسب لآخرين وهكذا تتباين طبيعة المكافآت والمزايا تبعاً لظروف الأفراد, المهم ألا تكون هذه المكافآت هي الهدف من سلوكيات التمكين وإنما مجرد حصيلة ونتيجه لها, وأشارت إلى أن التمكين من خلال دعم الذات يعتبر إحدى أدوات التمكين ويقصد به زيادة الشعور لدى العاملين بقوة التأثير الذاتية لديهم من خلال الأدوار التي تعطى لهم, فبدلا من أن يشتكي الموظفون من أنهم آخر من يعلم وأنهم مستضعفون ولا حول لهم ولا قوة فإن التمكين يجعلهم يشعرون فعلا بأنهم موجودون وأن لوجودهم تأثير في الأحداث والقرارات.

الأكثر قراءة