حائل ترصد تأثيرات "المدينة الاقتصادية" اجتماعيا واقتصاديا فى سكانها
حائل ترصد تأثيرات "المدينة الاقتصادية" اجتماعيا واقتصاديا فى سكانها
شكل إطلاق الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة، للأعمال الإنشائية والبنية التحتية لمشاريع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، تطورا في مسيرة التنمية المحلية، ومرحلة تاريخية تشهد تحولا كبيرا على الصعد كافة.
وبدأ أهالي المنطقة يستشرفون المستقبل الواعد الذي ينتظر مدينتهم الحالمة بين سفوح جبلي أجا وسلمى، ويرسمون الأحلام أثناء مرورهم على موقع المشروع على طريق حائل - الخطة في الجهة المقابلة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق.
وكشف لـ "الاقتصادية" الأمير عبد الله بن خالد بن عبد الله مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير حائل، أن الهيئة تدرس حاليا بالتعاون مع شركة ركيزة القابضة المطور الرئيسي للمشروع من خلال شركة عالمية متخصصة الآثار والتوقعات الاقتصادية والاجتماعية التي سيفرزها قيام المدينة. كما أكد أن توجه هيئة تطوير حائل يتركز في سبل الاستفادة القصوى من مخرجات ونتائج المشاريع الاقتصادية والتنموية كافة التي تنفذ في حائل كمنطقة.
وأضاف الأمير عبد الله بن خالد "هيئة تطوير حائل تنظر لمخرجات مثل هذه المشاريع برؤية تطويرية تسعى الهيئة لتفعيلها كعوامل محفزة للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ومنها على سبيل المثال تنمية وتطوير الموارد البشرية وإتاحة فرص العمل لشباب وفتيات حائل، تنمية المشاريع والأعمال الصغيرة والمتوسطة، تنشيط الحركة التجارية وتطوير صناعة السياحة، تحفيز فرص الاستثمار وتعزيز مفهوم الشراكة التنموية بين القطاع الخاص والمجتمع، وتفعيل روح المبادرة لدى شرائح وفئات المجتمع كافة".
وتوقع مساعد رئيس هيئة تطوير حائل، أن تتحول حائل خلال الفترة المقبلة لورشة عمل تنموية في ظل ما تشهده من نهضة تنموية كبرى برعاية الدولة ومتابعة الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة، ونائبه الأمير عبد العزيز بن سعد، رافعا بهذه المناسبة الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وللأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، على الرعاية والدعم الكبير اللذين تحظى بهما مشاريع وبرامج التنمية والتطوير كافة في جميع المناطق السعودية ومنها حائل.
وشدد الأمير عبد الله بن خالد، على أن الأمير سعود بن عبد المحسن يقف خلف هذه الخطوات الجادة والعملية لمراحل قيام المدينة وما سبقها من دعمه لبرامج التهيئة والتأهيل لخطط وبرامج ومشاريع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل.
من جانبه، قال خالد العلي السيف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في حائل "يحق لكل مواطن في حائل أن يفرح ويتفاءل ويأمل بالخير وهو يرى المعدات تكسر سكون الصحراء للبدء في تحقيق الحلم الذي راود أهالي المنطقة كثيرا وتحقق على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلطان". وأضاف "تعود أهالي المنطقة من الأمير سعود بن عبد المحسن أن يفاجئهم بين حين وآخر ببشائر الخير لحائل وأهلها".
وأكد السيف، أن مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية ستفتح أبواب الخير على مصاريف شرائح المجتمع كافة في حائل من مستثمرين ورجال أعمال وشباب يبحثون عن فرص للعمل ومواطنين يحلمون بالرفاهية والنماء، الذي يحققه إنشاء عشرات من المشاريع الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية الكبرى في المنطقة، واصفا المشروع بأنه عملاق سيحقق طفرة اقتصادية واجتماعية وعمرانية من خلال توفير الآلاف من فرص العمل والنهوض بشتى القطاعات الإنتاجية والخدمية. وأضاف السيف "ستؤدي المدينة الاقتصادية لانطلاقة تكنولوجية ومعلوماتية وزيادة في معدلات الاستثمار والإنتاج المحلي للمنطقة من السلع والخدمات، وتحقيق التوازن الإقليمي بين جميع المناطق السعودية".
وتأتي مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل في إطار التغيرات الاقتصادية في الأجندة الوطنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتطوير وإنعاش مناطق البلاد اقتصاديا، والاستفادة من وفرة الموارد الطبيعية وتقليل الاعتماد على النفط، إضافة إلى خلق الفرص الاستثمارية والوظائف للمواطنين، ورفع المستوى المعيشي في هذه المناطق.
وكانت شركة ركيزة القابضة - المطور الرئيس لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية - وقعت الأسبوع الماضي عقدا مع بنك BNP Paribas "بي إن بي باريبا" ومركز BMG للاستشارات المالية لإنشاء شركة سعودية للتعدين باسم شركة الشمال للتعدين برأسمال 1.5 مليار ريال ضمن المدينة الاقتصادية.
أمام ذلك، بيّن عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة شركة المدينة الاقتصادية أن مدينة حائل الاقتصادية ستصبح الأكبر من بين المدن الاقتصادية ذات بنية تحتية ذكية متكاملة للخدمات اللوجستية والنقل والإمداد في المنطقة، وأن الفرص الاستثمارية التي تم تحديدها والتعريف بها من خلال برنامج الاستثمار "360 درجة" جاءت لتكون النقلة التي ستساعد على الارتقاء وتطوير آليات التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية لنتمكن من تحقيق المشاركة الوطنية الفعالة في القطاعات التي تحتاج إلى المهارات المتوسطة والعالية. وأضاف "إن إنشاء مدينة حائل الاقتصادية سيحدث قفزة نوعية من حيث الوظائف كمّاً ونوعاً، حيث إنها ستسهم بشكل فعال في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للفرد في المنطقة".
وبدأت بالفعل أعمال التطوير والإنشاء في موقع "المدينة الاقتصادية" في حائل، بعد أن وقعت "ركيزة القابضة" عقد أعمال المرحلة الأولى من المركز التجاري والبنية التحتية بقيمة 500 مليون ريال مع شركة سعودي أوجيه في تشرين الأول (أكتوبر) 2006. وسيصل إجمالي الاستثمارات الاقتصادية خلال المرحلة الأولى إلى 30 مليار ريال، كما ستوّلد المدينة 30 ألف فرصة وظيفية، إضافة إلى أن عدد السكان في المدينة سيصل إلى 142 ألف نسمة في غضون سبع سنوات من الانتهاء من أعمال البنية التحتية.
وفي المرحلة الثانية (أي بعد عشر سنوات من الانتهاء من أعمال البنية التحتية) فإنه من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 265 ألف ساكن وعدد الوظائف للسعوديين 66 ألف وظيفة. أما إجمالي الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية فسيصل إلى 48 مليار ريال مقابل 9.8 مليار ريال للاستثمارات في البنية التحتية. فيما ستكون خلال 15 عاما من انتهاء أعمال البنية التحتية المدينة قد دخلت في طورها الثالث والذي سيكون فيه عدد السكان قد قارب 479 ألف نسمة مولدا بالتالي 119 ألف وظيفة و80.7 مليار ريال من الاستثمارات في القطاع الاقتصادي واستثمارات البنية التحتية في آن واحد.
وتقدم البنية التحتية الذكية لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل كقطاع التجارة والأعمال ومركز تبادل السلع المتعددة HMCX ومنصة تقنية معلومات حلولاً في التعدين ومواد البناء الأساسية والتجارة والصناعة الزراعية والغذائية والحيوانية والخدمات والتطبيقات والنظم وآليات العمل والبنية التحتية الأساسية وغيرها مجتمعة، تكون أساسا متينا وقاعدة صلبة تنطلق عبرها أول مدينة اقتصادية ذكية من نوعها في العالم.
ومن المعروف أن "ركيزة" تقوم بتطوير وإنشاء المدينة الاقتصادية في حائل على مساحة 156 مليون متر مربع باستثمارات تبلغ 30 مليار ريال، وتضم المدينة عددا من المراكز المتخصصة في القطاعات تشمل مركزا للإمداد والخدمات اللوجستية، الميناء الجاف، المطار الدولي، ومركز خدمات النقل البري، إضافة إلى مراكز للصناعات الزراعية والتعدين والطاقة ومنطقة الصناعات التحويلية ومناطق للترفيه والسياحة، إلى جانب مدينة سكنية متكاملة.
وهدف تدشين الأعمال الإنشائية والبنية التحتية في مدينة حائل الاقتصادية لإلقاء الضوء على ما تم إنجازه خلال العام الماضي في مسارات العمل المختلفة للمدينة والتعريف بما سيتم تنفيذه خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى إلقاء الضوء على الخطط والبرامج المستقبلية للشركة في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية. والتعريف بالقيمة المضافة لاقتصاد مدينة حائل بشكل خاص والمملكة بشكل عام، والتحدث عن برامج المسؤولية الاجتماعية (برنامج تطوير روح المبادرة مع MIT - بالتحالف مع صندوق المئوية)، والإشادة بدعم أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار، وبيان شرح أهمية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
ويتوقع لقطاع التعدين تنامي الاستثمارات التعدينية وعوائدها الاقتصادية على المنطقة الشمالية، بمعدل نمو تراكمي متوقع نسبته 9.1 في المائة سنوياً.
وتشير الدراسات إلى أن المنطقة الشمالية غنية بالمواد الخام المعدنية مثل البوكسايت، الكاولين، المنغنيز، الذهب، النحاس، والفوسفات. وتحظى المنطقة الشمالية حالياً بعدد 27 موقعاً مسخرة جميعها لأعمال التعدين.
ويتلخص ما تم إنجازه في الفترة الماضية لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل على توقيع عقد الاستشارات المالية لإنشاء شركة للتعدين برأسمال 1.5 مليار ريال في المدينة مع تحالف بنكي "بي إن بي باريبا" و"بي إم جي" وشركة الشمال للتعدين والتي ستعمل في مجال التنقيب والتصنيع والخدمات المساندة للتعدين في شمال البلاد. أما في مجال الصناعات الزراعية فيوجد 68 فرصة استثمارية، منها تجارة الماشية والسلع الزراعية، الصناعات التحويلية الغذائية، زراعة حبوب الصويا، تربية الماشية، المسالخ، والتمور.
فيما تعتمد المنطقة الترفيهية على المقومات الحضارية التي يأتي من أبرزها تمتع حائل بإرث تاريخي وثقافي عريق فهناك أكثر من 260 موقعا تاريخيا وسياحيا في المنطقة، وستستقطب المدينة 700 ألف سائح سنويا والتي ستأمن لهم الخدمات الأساسية كافة كالسكن والمواصلات ليتمتعوا بأجواء المدينة التاريخية والثقافية بكل سهولة ويسر.
بينما مركز الأعمال والمنطقة السكنية التي يبلغ تكاليفها عشرة مليارات ريال كحجم للاستثمار في قطاع الإسكان، وهو أكبر مبلغ استثماري في المدينة الاقتصادية، فقد خصص لإنشاء أكثر من 100 ألف وحدة سكنية و30 ألف وحدة مكتبية، وتقدر الطاقة الاستيعابية للمدينة الإسكانية بأكثر من 450 ألف ساكن.
أما منطقة المعرفة - التعليمية فتأتي بهدف سد العجز للاحتياجات التعليمية والبحثية والتقنية للطالب والطالبات على حد سواء، مما سيرفع المستوى التعليمي والثقافي لأبناء المنطقة كافة. ويصل عدد الفرص الاستثمارية المتاحة بعد أن تم تحديدها والتعريف بها من خلال كتيب الاستثمار "360 درجة"، والذي يحدد 360 فرصة استثمارية في القطاعات الستة المذكورة في مدينة حائل الاقتصادية. وتعتبر حائل مدينة واعدة لأي مشروع استثماري بسبب التركيبة الديموغرافية لسكانها، حيث إن 83 في المائة من السكان متوسط أعمارهم أقل من 40 سنة. في حين تعد مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية أول مدينة ذكية متكاملة في المنطقة من حيث البنية التحتية وأسلوب تصميم عناصرها المختلفة التي ستساعد القطاعات الاقتصادية والتجارية الأساسية.