توقعات بطرح المزيد من الصناديق السعودية للمتاجرة بأسهم الدول الناشئة
معظم البنوك السعودية طرحت صناديق أسهم تستثمر في أسواق عالمية تتوزع بين السوق الأمريكي، الأوروبي، الآسيوي، والياباني والتي تم تأسيسها منذ مدة تتجاوز العشر سنوات وأكثر لدى البعض. وبعض البنوك أفرد صناديق تستثمر في الأسهم الصينية لوحدها أو تستثمر في الصين والهند معاً مُستغلاً فترة النمو التي تشهدها تلك الدولتان ويبدو أن هذه النوعية من الصناديق على قلتها نجحت في جذب المُستثمرين.
هذا التقرير سيستعرض الصناديق السعودية التي تستثمر في أسواق الأسهم العالمية ونُبين أفضلها أداءً ضمن كل فئة، لكنه لا يُغني عن طرح تفاصيل أكثر في تقارير مفصلة خلال الأسابيع المقبلة لنبين أفضل الفرص واحتمالات النمو في كل سوق من الأسواق العالمية وكل منطقة جغرافية، حيث سنتناولها قريباً بالتفصيل الدقيق حتى يكون القارئ والمُستثمر على علم ودراية بحقيقة كل فرصة ويتخذ قراره الاستثماري السليم مع بداية عام 2007.
صناديق الأسهم الأمريكية
هي من أكثر الصناديق جذباً للمُستثمرين السعوديين خصوصاً في التسعينيات وبداية الألفية الثانية حيث كونت أسهم شركات الإنترنت والتكنولوجيا سمعة قوية وأرباحاً ضخمة يُمكن للمُستثمر في الأسهم الأمريكية أن يجنيها دون خوف من الخسارة. وتتوافر تسعة صناديق تستثمر في الأسهم الأمريكية تُديرها ثمانية بنوك منها صندوقان لمجموعة سامبا المالية، أول صندوق أُنشئ في بنك الرياض في أيار (مايو) من عام 1992م وآخرها البنك السعودي للاستثمار في تموز (يوليو) من عام 2004م. وتختلف البنوك في كيفية إدارة الصندوق فبعضها يقوم بالاستثمار في أسهم الشركات الأمريكية الكبيرة حتى يبتعد عن المخاطرة، بينما صناديق أخرى تستثمر في الشركات الصغيرة الواعدة ذات المخاطرة الأعلى بينما انفرد صندوق ساب بالاستثمار في مؤشرات السوق الأمريكية أما الانفراد بصندوق شرعي جاء على يد البنك الأهلي.
الأسهم الأمريكية ارتفعت في عام 2006 بمقدار 16 في المائة وذلك حسب مؤشر داو جونز أما مؤشر S&P 500 فقد حقق 13.62 في المائة، وأفضل صندوق سعودي استثمر في الأسهم الأمريكية في عام 2006 هو صندوق "الأسهم الأمريكية" من البنك السعودي الهولندي محققاً أرباح بنسبة 13.8 في المائة يليه صندوق "محفظة الأسهم الأمريكية" من بنك الرياض بربح 12.35 في المائة ثم صندوق "مؤشر الأسهم الأمريكية" من بنك ساب مرتفعاً 11.35 في المائة. ويؤخذ على جميع الصناديق السعودية التي تُتاجر في الأسهم الأمريكية أن ربحيتها لم تكن على المستوى المطلوب عند مقارنتها بمستوى ازدهار السوق الأمريكي في 2006 الذي لم يتحقق مثله منذ عام 2003.
صناديق الأسهم الأوروبية
عددها تسعة صناديق أولها أسسه بنك الرياض في أيار (مايو) عام 1992 وهو الوحيد الذي يُقيم صندوقه بعملة اليورو وآخرها صندوق البنك العربي الوطني. وتوجد اختلافات بين سياسة كل صندوق وآخر مثلما يحدث في صناديق الأسهم الأمريكية أعلاه. وجميع هذه الصناديق تستثمر في أوروبا الغربية بينما البنك السعودي الفرنسي يستثمر في بورصة لندن، أما البنك السعودي الهولندي ومصرف الراجحي فيستثمران في شركات أوروبا الشرقية التي تملك فرصاً أكبر للربح من شركات أوروبا الغربية وجدير بالذكر أن ثلاثة صناديق من صناديق المُتاجرة بالأسهم الأوروبية هي شرعية.
أسوق الأسهم الأوربية حققت أداء قوياً في 2006 مقارنة بالأعوام الماضية حيث ارتفع مؤشر S&P Euro بنسبة 18.97 في المائة، وأفضل صندوق سعودي للمُتاجرة بالأسهم الأوروبية عام 2006 هو "صندوق الأسهم الأوروبية" من البنك السعودي الهولندي بنسبة أرباح 31.98 في المائة ثم "الصندوق الأوروبي" من البنك السعودي الفرنسي بنسبة 30.34 في المائة يليهما صندوق الأسهم الأوروبية" من البنك العربي الوطني بنسبة 28.19 في المائة. وقد تجاوز أداء معظم الصناديق السعودية أداء بعض المؤشرات العامة لأسواق الأسهم الأوروبية.
صناديق الأسهم اليابانية
عددها ستة صناديق أولها أسسه بنك الرياض كالعادة وآخرها البنك العربي الوطني أيضاً ويوجد من بينها صندوق شرعي واحد هو صندوق بنك الجزيرة. في الماضي كان الاستثمار في الأسهم اليابانية يلقى الاهتمام من المُستثمرين ولكنه بدأ يقل عالمياً إذ خطفت الأضواء كل من الصين والهند وقبلهما دول جنوب شرق آسيا، لكن في عام 2006 يبدو أن طبول سوق الأسهم اليابانية بدأت تُقرع من جديد مما سيُغير النظرة تجاهها في الفترة المقبلة ولكن بالتدريج. وقد حققت الأسهم اليابانية في عام 2006 ارتفاعاً يتجاوز 7 في المائة. وأفضل صندوق سعودي للمُتاجرة في الأسهم اليابانية عام 2006 هو صندوق "الأسهم اليابانية" من مجموعة سامبا المالية الذي ربح 5.43 في المائة وبعده صندوق "المشارق للأسهم اليابانية" بربح مقداره 4.84 في المائة ثم صندوق "مؤشر الأسهم اليابانية" بربح 3.43 في المائة، وأداء جميع الصناديق السعودية للمُتاجرة بالأسهم اليابانية لم يكن مُقارباً أو أفضل من المؤشر العام الأسهم اليابانية بل أقل.
صناديق أسهم جنوب شرق آسيا
دول جنوب شرق آسيا تُسمى بالنمور الآسيوية ثناءً عليها ويُقصد بها كل من سنغافورة وماليزيا وتايلاند وإندونيسيا وغيرها. وعدد الصناديق السعودية التي تستثمر في شركات دول جنوب شرق آسيا هي سبعة صناديق أولها طرحه بنك الرياض وآخره صندوق البنك السعودي الفرنسي ونُشير إلى أن جميع هذه الصناديق تستثمر في دول جنوب شرق آسيا ما عدا صندوق البنك الأهلي الذي يستثمر في أسهم شركات الباسفيك واليابان، ويقتصر صندوق البنك السعودي الهولندي عمله على بورصة هونج كونج. جدير بالذكر أنه يتوفر صندوقان شرعيان يُديرهما البنك الأهلي والبنك السعودي الفرنسي، وبالرجوع لأداء كل صندوق نجد أن أفضل صندوق سعودي يستثمر في أسهم جنوب شرق آسيا هو صندوق "أسهم جنوب شرق آسيا" من بنك الرياض حيث حقق أرباح بنسبة 35.53 في المائة في عام 2006، يليه صندوق "أسهم الشرق الأقصى" من مجموعة سامبا المالية بأرباح 30.01 في المائة ثم صندوق "الأسهم الآسيوية" من البنك السعودي الهولندي بنسبة 29.52 في المائة.
صناديق أسهم الصين والهند
إنها صناديق الموجة الجديدة في السعودية ولكنها فقدت حداثتها في باقي الدول حيث راجت هذه الصناديق التي تستثمر في هاتين الدولتين مستغلة فرص النمو الواعدة والتي تحققت فعلاً. والصناديق السعودية التي استثمرت في الصين والهند حققت أفضل العوائد خلال 2006 وتفوقت حتى على جميع صناديق الأسهم السعودية العالمية والمحلية، وتتوافر حالياً أربعة صناديق أولها صندوق "ازدهار" من مجموعة سامبا المالية المُنشأ في حزيران (يونيو) من عام 2005 وآخرها صندوق البنك الأهلي التجاري باسم صندوق "المتاجرة بالأسواق الناشئة" والذي لا يستثمر في الصين والهند فقط بل يُضيف البرازيل وروسيا الواعدتين استثمارياًً.
الأسهم الصينية من فئة (أ) و(ب) مجتمعة حققت ارتفاعاً يتجاوز 91 في المائة في عام 2006 بينما أسهم الهند حققت ارتفاعاً بنسبة 46 في المائة تقريباً وكانت ستُحقق أكثر لولا موجة التصحيح القوية التي أصابتها وهبطت بها في منتصف أيار (مايو) من عام 2006 وهذا يُوضح بجلاء خطورة الاستثمار في هذين السوقين مقابل الربحية العالية. وأفضل صندوق سعودي للمُتاجرة بالأسهم الصينية هو صندوق "ازدهار" من مجموعة سامبا المالية بل هو أفضل صندوق بين جميع الصناديق السعودية العالمية الأخرى وذلك لتحقيقه أرباح مقدارها 88.44 في المائة خلال عام 2006، يليه صندوق "أسهم الصين والهند" من بنك ساب الذي حقق 50.10 في المائة.
الخلاصة
توجد قناعة راسخة لدى معظم الأوساط الاستثمارية أن اقتصاد دول العالم سينمو بشكل جيد خلال عام 2007 أكثر من نمو اقتصاد الولايات المُتحدة الأمريكية، وبعيداً عن الغوص الممل في أرقام ومعدلات النمو التي سنخوض فيها الأسابيع المقبلة فإن الغالبية يُجمعون على أن أكبر نمو سيكون موجوداً في الصين والهند والأسواق الناشئة (روسيا والبرازيل مثلاً) يليها دول جنوب شرق آسيا ثم الاقتصاد الأوربي واليابان. ونظراً لأن الغالبية ترغب في تحقيق الربح السريع دون الاهتمام بعامل المُخاطرة فإننا نتوقع أن تطرح البنوك السعودية المزيد من الصناديق التي تستثمر في الصين والهند والأسواق الناشئة خلال عام 2007.
بالرغم من كل هذا إلا أنه لا أحد يُمكن أن يأخذ القرار الاستثماري نيابة عنك عزيزي القارئ ويجب ألا تسمح لأحد أن يقوم بهذا الشيء فأنت الوحيد القادر على فعل هذا، إذا كنت تريد تحقيق أرباح عالية مع قدرتك على تحمل خطورة المُغامرة فإن صناديق الاستثمار في الصين والهند وبقية الأسواق الناشئة هي وجهتك. أما المُستثمر الذي لا يهوى التعامل مع استثمارات عالية الخطورة ويرغب في أسواق أسهم ناضجة مستقرة، فإن صناديق الأسهم الأمريكية والأوربية واليابان ستكون محطته الاستثمارية في 2007 مع الانتباه لضرورة اختيار صندوق ذي أرباح تاريخية جيدة وذلك بسؤال مع مندوب البنك أو زيارة موقعة على شبكة الإنترنت.
إن توزيع استثماراتك بين عدة أسواق للأسهم سيضمن الجمع بين ميزة تحقيق الربحية العالية ذات الخطورة المرتفعة وبين الربحية المنخفضة ذات الخطورة الأقل، وهنا نؤكد أن الاستثمار في الأسهم مهما كان موقع السوق هو استثمار عالي الخطورة ولكن تتفاوت المخاطر بتفاوت المكان والزمان.