التعامل مع الموظف ذي الرائحة الكريهة

المشكلة
"كيف أخبر الموظف الذي يعمل لدي أن رائحته كريهة؟"
أدير شركة إعلامية صغيرة وضمن كادر الموظفين، هنالك شاب رائع يقوم بعمله بأحسن صورة، معروف، وسوف يشتهر بين أقرانه، وهو لاعب جيد ضمن الفريق. لكنه يأتي إلى العمل برائحة كريهة. ولا أعرف إن كانت هذه الرائحة تصدر من تحت إبطه، أو ملابسه، أو أقدامه. لكن الرائحة الكريهة هي موضوع الكثير من التعليقات في المكتب وهي مثيرة جداً للاشمئزاز. وأعتقد أن الموظفين الآخرين يتوقعون مني أن أقوم بشيء ما حيال ذلك، لكن ما الذي يمكنني القيام به؟ هل أستطيع أن أوكل مهمة إخباره عن ذلك إلى شخص آخر أم علي أن أقوم بذلك بنفسي؟ وكيف أقوم بذلك؟

مدير، 49 عاماً

الحل
هنالك فقط كلمة واحدة تملأ نفسي بالذعر في رسالتك. وهذه الكلمة لا تتعلق بالرائحة الكريهة التي يصدرها- بل بالصغر.
وأتساءل، ما مدى صغر الشركة الإعلامية التي تديرها؟ هل هي صغيرة جداً بحيث إنه لا يوجد لديك مساعد شخصي يمكن أن تلقي بهذه المشكلة على ظهره؟ إن إحدى السمات الجمالية للموظفين هي أن بإمكانهم أن يخبروا العمال ذوي الرائحة الكريهة أن عليهم الاغتسال بعناية أكبر، ومن ثم يمكنهم أن يعطوا تعليمات دقيقة حول كيفية القيام بهذا.
وعلى فرض أنه لا يوجد هنالك مثل هذا الشخص، فأنت واقع في مشكلة خطيرة. وهذه هي الطبيعة الجنونية والملتوية لإدارة الأشخاص الآخرين التي يكون فيها إخبار شخص ما بأن هنالك رائحة كريهة تصدر من جسده يمكن أن يكون أقسى من إخباره بأنه مفصول.
ويعود ذلك بصورة جزئية إلى أننا شديدو الحساسية وتعلمنا منذ الطفولة أن علينا ألا نصدر ملاحظات شخصية. وهذا أيضاً يعود إلى أن الطبيعة الحميمة لما يقوم به المرء (أو لا يقوم) في الحمام هو خارج غفران المديرين. والاصطدام في هذا الأمر سيكون محرجاً جداً بالنسبة لك، ومخزياً بالنسبة للشخص الذي تصدر منه الرائحة الكريهة. والأسوأ، أنه بعد هذا الإذلال المشين، يحب استئناف علاقات العمل الطبيعية. وفي جميع الأحوال، سيكون من الأفضل للجميع لو أنك أسندت هذه المهمة إلى شخص آخر.
هل لديك مساعد لطيف؟ وإلا فيمكنك أن تختار شخصاً آخر في القسم يمكنه أن يقوم بذلك بالنيابة عنك. ولو تعاملوا مع تلك المهمة الإدارية بلطف، فإنهم يستحقون ترقية.
وهنالك خطر بسيط بأن يجعلك التفويض تبدو ضعيفاً أمام فريقك. ويمكن تجنب هذا من خلال الشرح للوسيط أنك لا تريد إحراج الشخص المعني. وستكون هذه هي الحقيقة- جزئياً.
وأخبر الوسيط أنه عليه أو عليها أن يكونوا صريحين. لقد عانى زوجي في إحدى المرات من مشكلة مشابهة وتعامل معها بطريقة حمقاء، بحيث تمكن من إيذاء مشاعر الشخص الذي يصدر رائحة دون أن يجعله يغير عاداته القذرة.

أعلنها بوضوح
إن إخباره من صميم مسؤولياتك.
احصل على بعض الكتب التي توضح أهمية غسل المرء لملابسه ولجسمه يومياً. اجلس معه واجعله يقرأ ذلك بكل لطف. وشبه ذلك بالتدخين، حيث إن المدخنين لا يدركون أن هنالك رائحة كريهة تصدر عنهم من جراء التدخين، ولكن جميع من حولهم يدرك ذلك. شدد له على أن عمله جيد، وأن هذه المشكلة ستعوق تقدمه إن لم يعالجها.
مدير مالي، في الخمسينات

رائحة القذارة المتسللة
أرسل إليه رسالة إلكترونية من دون توقيع. هنالك العديد من المواقع الإلكترونية التي يمكن أن تساعدك في ذلك ( بعضها مقابل أجر). فعلت ذلك بنجاح لعدد من الزملاء الذين كانت تصدر منهم رائحة أنفاس كريهة. إن القيام بذلك بهذه الطريقة يجعل الأمر أقل إحراجاً لكل واحد منكما.
مديرة، 26 عاماً

تصنيف الرائحة
هذه هي الطريقة التي عالجت الأمر من خلالها، حيث طلبت من الشخص المعني أن يحضر إلى مكتبي، وقلت له إن الزملاء تحدثوا عن رائحة جسمه الكريهة، وسألته ما إذا كان يعاني من حالة مرضية يجب أن نعلم عنها؟ وقد أحرج الشاب المسكين كثيراً، وقال لي إنه كان مستعجلاً جداً هذا الصباح في إعداد أولاده إلى المدرسة، ولم يكن لديه وقت ليستحم. واقترحت عليه أن يستخدم حمامات المكتب، كما اقترحت عليه استخدام مزيل الرائحة. وبعد أسبوعين ظهر فجأة في مكتبي وسألني ما إذا كان هنالك المزيد من الشكاوى، وقلت له إنه لا توجد أي شكوى، وشكرته لقيامه بالمطلوب- وكان ذلك هو نهاية الموضوع.
مدير، 51 عاماً

الرائحة الكريهة مغطاة
كانت لدي في الماضي امرأة لبقة وممتعة بين فريقي تصدر منها رائحة مزعجة. لم أقل لها شيئاً، وإنما اشتريت معطر جو وكنت أعطر المكتب كل مرة بعد أن تغادره.
تنفيذي، 46 عاماً

مسألة أعمق
أعرف مديراً تكلم على انفراد مع شخص ما ليخبره أن رائحته كريهة. وتبين أن الشخص يعاني من مشاكل في النوم. يمكن أن يكون هنالك سبب وجيه للمشكلة التي يعاني منها الموظف الذي يعمل لديك- وعليك أن تعرف سببها لمصلحة الجميع.
مديرة، في الأربعينات

هل تسمي هذه مشكلة؟
إن هذه المشكلة أقل المشاكل صعوبة. أخبره، وأخبره الآن. أعتقد أن البريطانيين يعانون من هذه المشكلة أكثر من أي شعب آخر- فهي أثر من بقايا الاحتشام الفيكتوري. كم أتمنى لو أن جميع مشاكل الأداء التي أتعامل معها التي تثير تقارير مباشرة كانت تتعلق بأمور بسيطة مثل الوظائف الجسدية، وليست أموراً أصعب مثل التحفيز، إلخ.
تاجر، هولندي