"جوجل" تعتمد 1.65 مليار دولار لموقع الأفلام

"جوجل" تعتمد 1.65 مليار دولار لموقع الأفلام

"ماي سبيس"، "يوتيوب"، "فيسبووك، فليكر"، هكذا يُسمون الممثلين للجيل الجديد من شركات الإنترنت، التي غالباً ما تندرج تحت قائمة المصطلح الجديد "ويب 2.0"، وتُلخّص بها. هذه الشركات تجعل من الإنترنت قاعدة، والتي تُصمم وتُشكّل من قبل الأعضاء أنفسهم. هؤلاء يعرضون نبذات شخصية عن أنفسهم، ويتواصلون بين بعضهم بعضا، ويتبادلون المحتويات، والصور، أو الأغاني. فقد تم تأسيس "ماي سبيس" مع بداية عام 2004، وبالتالي فهي أشبه ما تكون بالشجرة القديمة المعمّرة.
إن موقع الأفلام، يوتيوب، يوجد منذ عام واحد فقط، وقد كانت هذه المفاجأة كبيرة، عندما دفعت عملاقة الإنترنت "جوجل"، لتلك الشركة الصغيرة واليافعة جداً 1.65 مليار دولار. وقد بيعت "ماي سبيس" العام الماضي مقابل مبلغ صغير جداً لا يُقارن بما سبق بما يعادل 580 مليون دولار إلى المجموعة الإعلامية "نيوز كورب"، لصاحبها روبيرت ميردوخ.
وبقي المؤسسان كريس دي وولف، وطوم أنديرسون، في ماي سبيس. ودي وولف (41 عاماً)، حاز لقب المدير التنفيذي المسؤول، وأنديرسون (31 عاماً )الرئيس. وينمو الموقع الإلكتروني حتى اليوم بصورة سريعة، وهو يملك اليوم ما يزيد على 140 مليون عضو. ومنذ بضعة أشهر أصبح يوجد صفحة باللغة الألمانية. ولم تعلن مجموعة نيوز كورب عن أية نتائج مالية منفردة فيما يتعلّق بـ "ماي سبيس – My Space". وبيتر شيرنين المسؤول عن التجارة اليومية، صرّح قبل بضعة أيام، بأن "ماي سبيس" ستكون في مجريات العام التجاري 2006/2007 (30 حزيران – يونيو) قريبة من عتبة الأرباح.

دي وولف، هل كان شراء "جوجل" "يوتيوب" مقابل 1.65 مليار دولار دافعا لك لشراء "ماي سبيس" مبكراً؟
دعني أعبّر لك عن الأمر على النحو التالي: أنا أحاول، ألا أثق بالشيء بعد حدوث الحدث. الحقيقة، لقد فوجئت بحجم المبلغ، الذي سلّمته "جوجل". وبصورة عامة، ارتفعت أسعار الشركات الموجودة في سوقنا بقوة. ويجدر بي على الأحرى أن أقول، إننا نملك حصة كبيرة من ذلك. إننا قمنا بالبيع، فقد لعبنا دور المستكشفين والرائدين. ولولا عملنا المشترك مع "نيوز كورب"، لما قامت هذه الصفقة بين "يوتيوب"، و"جوجل" ضمن هذه الأبعاد.

هل يهدد البورصات خطر فقاعة الإنترنت من جديد؟
بوسيلة معلومة. الكثير من الشركات، أعتقد أنها لا تملك فرصة للبقاء على قيد الحياة، وهي متخصصة في بعض الأمور، ويمكن أن تكون جميلة ومفيدة كخدمات ووظائف فردية ضمن مجموعة كبيرة من المبادئ، ولكنها لا تكفي لإيجاد شركة مستقلة بحالها.

في الماضي كان يستخدم المراهقون دفتر الملاحظات والأفكار اليومية، والذي كانوا يحتفظون به لأنفسهم، واليوم يسطرون على صفحات ماي سبيس ما يدور في رؤوسهم أمام العالم بأكمله.. كيف يمكن أن توضّح هذه النقلة؟
أنا اعتقد، بأنه يوجد تحوّل اجتماعي كبير حقاً لنصل إلى مثل هذه النقلة. إن شباب اليوم نموا وتربّوا على الإنترنت، وهم يشعرون بالتأقلّم مع هذا الوسط، إضافة إلى هذا، لا شك يوجد إلحاح ودفع كبير نحو التعبير عن الذات. انظر إلى نجاح تلفزيون الواقع رياليتي – Reality. دوماً المزيد من الناس، مثلي، ومثلك، يعرّفون بأنفسهم أمام الحشود العامة. إن الناس اليوم يريدون أن يُعرفوا. وعلى الأحرى يفضلون أن يصبحوا مشهورين.

ولكن ألا يمكن للمرء بهذا القدر الجيد أن يعرض، بأن يتم توظيف حركة ارتجاعية في وقت ما من جديد؟ حيث يتأكّد الناس، أنهم تواصلوا مع العالم العام أكثر مما كانوا يودون؟
لا، أنا أعتقد، أن هذه وجهة طويلة الأمد. ويوجد في الحقيقة، راحة كبيرة في التواصل عن طريق الإنترنت، وهذا لن يتبدّل. ونقدّم نحن في الطليعة في موقعنا ماي سبيس، خيار المزيد من الخصوصية. ويمكن للمستخدمين أن يقيّدوا سيرهم الذاتية على العامة، وأن يحددوا لمن يتيحون المدخل إليها.

لطالما كان البث التلفزيوني MTV علامة الشباب المهيمنة.. فهل تعتقد أنها ستستمر في ذلك المركز؟
أنا أعتقد، أن كلتا العلامتين تقع في ثقافة الشباب. والفرق هو: "إم. تي. في" تعرض البرامج، التي تقصد بها شركة البث، الوصول إلى المستخدم. ولكن نحن قاعدة تُصنع من قبل المستخدمين أنفسهم، وهي بالتالي تتناسب بصورة تلقائية مع أذواقهم. وهذه بالطبع ميّزة ضخمة بالنسبة لنا. ونحن لا نجد أنفسنا رازحين للضغوط، وبأنه علينا أن نطوّر لاحقاً البرنامج التلفزيوني الناجح.

هل تقصد أن "ماي سبيس" اليوم أكثر إثارة من "إم. تي. في"؟
نحن لا نحاول التأكيد أو التحديد ما الشيء المثير وما هو غير ذلك، على المستخدم أن يقرر ذلك. ولكن بالتأكيد لا يوجد هناك شك بأن "ماي سبيس" في غمرة الإثارة. انظر فقط، كيف تشتهر غالباً الفرق الموسيقية الجديدة عن طريق مقابلاتها على موقع ماي سبيس.

ولكن كيف لا تُقدّر قوة الصفحات على "ماي سبيس" على أنها وسيلة للترويج؟ يوجد على سبيل المثال حديث وبلبلة كبيرة عن أفلام، قبل عرضها في السينما، والتي فشلت عقب ذلك..
يمكنني أن أذكر لك أمثلة عكس تلك الحالة. لقد قمنا بصنع حملة ترويجية هذا العام لفيلم ديزني Step up، الذي كان ناجحاً حقاً. وفي دراسات استفتائية قال ما يزيد على نصف الجمهور، إنهم سمعوا عن الفيلم لأول مرة عن طريق موقع ماي سبيس.

لا يمكن اعتبار الشباب على أنهم أناس مخلصون. من الممكن أن يكون "ماي سبيس" اليوم عنوانا إلكترونيا "مثيرا"، ولكن من الممكن أن يكون غداً شيئاً آخر تماماً في الوُجهة المتبعة، ومن الممكن أن يفقد زبائنه.. ما رأيك؟
جواب: أنا أعتقد، بأن عدم الإخلاص المزعوم هذا، أسطورة. لقد برز هذا الخطر، عندما كان يوجد لدينا مليون مستخدم أو أكثر، انظر اليوم أين أصبحنا؟ إن اتساعنا الكبير يحقق لنا ميزة شبكة ضخمة. عندما يكون أصدقائي كافة على "ماي سبيس"، عندها لا تكون الخيارات أمامي كثيرة.

ولكن يوجد دوماً المزيد من المنافسين مقابل "ماي سبيس".
أنا لا أبخس قيمة أي منهم. إن عناوين الإنترنت الكبيرة، مثل ياهو، وMSN ، تعمل على بناء خدمات مماثلة، ولكن لحسن الحظ ليست ناجحة إلى ذاك الحدّ. إن مجموعات الإعلام تعمل على الاستراتيجيات، وعندها يوجد منافسون غير مباشرين مثل "يوتيوب"، و"فيس بووك"، وأنا أحترمهم جميعاً. إن مهمتنا، العمل باستمرار على تطوير خدمات جديدة لزبائننا. وقمنا بعقد ائتلاف مع الشركة المشغّلة للاتصالات اللاسلكية سينجولار – Cingular، التي من الممكن أن تجعل الدخول إلى موقع ماي سبيس عن طريق الهاتف النقّال أمراً ممكناً. وتُعتبر التوسعة في الخارج من أهم الأولويات بالنسبة لنا، حيث يوجد موقع ماي سبيس اليوم في ثماني دول، من بينها ألمانيا. وخلال الأشهر المقبلة، ستُضاف ثلاث أو أربع أخرى، حيث توجد قدرة كامنة كبيرة في أوروبا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.

إن الجزء الأكبر من حجم المبيعات لديكم يتحقق عن طريق الإعلانات على موقع "ماي سبيس". فهل ستتحوّل ميزانية الإعلان أكثر على الإنترنت؟
هذا ما أسمعه على الأقل من دوائر التسويق لكثير من الشركات، وهذا ما أكدناه عليه في تجارتنا. ويوجد لدينا زبائن إعلان من القطاعات الاستهلاكية كافة. لقد عقدنا هذا العام ائتلافا إعلانيا كبيرا مع "جوجل"، حيث من المفترض أن يحقق لنا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة على الأقل 900 مليون دولار إجمالاً. وتتبع أحجام المبيعات الحقيقة، بأن المستهلكين يقضون نسبياً مع وسائل الإعلام الأخرى، المزيد من الوقت على الإنترنت.

هل ما يزال جيل "ماي سبيس" يقرأ الصحيفة؟
لا أعتقد أن مستخدمي "ماي سبيس" يتجاهلون الصحيفة بالكامل، وبالتأكيد يتابع الكثير منهم الصحف المنشورة على الإنترنت. ولكن إن كان سؤالك: "هل يقرأ مستخدمو "ماي سبيس" يومياً الصحيفة المطبوعة؟" عندها سأرد قائلا: على الأغلب لا.

أين ترى "ماي سبيس" خلال عشرة أعوام؟
على أية حال، شركة كبيرة ومتحكّمة عالمياً. ولكن بالطبع هيكلتنا ستتغيّر: وحتى ذلك الحين، على الأغلب سنحقق القدر نفسه من المبيعات في الخارج كالذي نحققه في الولايات المتحدة. إن حصة الإعلام من حجم المبيعات لن تسجّل 100 في المائة تقريباً، ولكن على الأغلب بين 60 و70 في المائة. ويعود الباقي على عروض أخرى مثل خدمات الهاتف النقّال.

كيف هو العمل لحساب روبيرت ميردوخ؟
إن روبيرت ميردوخ عبارة عن رجل صاحب تصورات. لقد عمل على قلب صناعات بأكملها، ودمج قطاعات الصحف. لقد بدأ في أمريكا قناة تلفزيون جديدة، بينما كان الجميع يقول، إن السوق ممتلئة بالكامل. إنا نراه مرة واحدة في الشهر. وبالطبع تغيّرت وظيفتي منذ عملية الاستحواذ من قبل "نيوز كورب"، بعض الشيء، وكل شيء مهيكل بعض الشيء. ولكن هذا ضروري أيضاً، لأننا نتوسّع بسرعة. يوجد لدينا الآن 300 موظف، وسنعمل بالأحرى على توظيف من 40 إلى 50 شهرياً، ولكن يصعب الحصول عليهم وانتقاؤهم. فنحن بحاجة إلى مهندسي البرمجيات قبل كل شيء.

إن عقدك وكذلك عقد طون أنديرسون مع "نيوز كورب" ساريان حتى تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2007، فهل ستبقى في "ماي سبيس" عقب ذلك؟
إننا محظوظون جداً هنا، وطالما هذه الحال مستمرة وباقية، لا يوجد لدينا سبب للمغادرة. إن نيوز كورب تدعنا نعمل على المسارب الطويلة، وهذا ما يساعدنا.

الأكثر قراءة