83 % من المعلمين يجهلون أنظمة مهنتهم ؟!
حينما توضع اللوائح والأنظمة في أي مؤسسة كانت، يرجى من ذلك وضع الأطر العامة للسير وفق منهج واضح كي لا تسير الأمور اعتباطا.
والتعليم بحر هادر من الأنظمة التي لا تنضب وتحتاج إلى حصر واختزال ليتشربها التربويون كلهم أو جلهم.
"الاقتصادية" استطلعت في مسح ميداني رأي 930 معلما من مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية في الرياض، حول معرفتهم بلوائح وأنظمة التعليم المتحركة فكانت النتيجة غريبة، إذ أجاب 780 معلما بـ (لا) و150 معلما فقط قال (نعم) أي نسبة 83 في المائة من المعلمين يجهلون الأنظمة ونسب أغلبهم السبب في ذلك إلى كثرة تغيير الأنظمة باستمرار.
وعندما يجهل المعلم أنظمة مهنته ولوائحها يظهر أننا أمام خلل في محور العملية التعليمية يحتاج إلى جهد وبذل وإصلاح ذلكم الاعوجاج حتى لا يترنح المعلم بين الصواب والخطأ في التعامل مع مواقف يومية تستدعي حضوره وعلاجه المباشر، فكيف سيعالج المعلم مشاكله إذا كان يحتاج إلى علاج؟ وكيف سيداوي الطبيب مرضاه إذا كان عليلا؟ أو كما قيل: طبيب يداوي والطبيب مريض!
ولمعرفة أسباب ذلك الاختلال التعليمي بادرنا بسؤال رأس الهرم مدير المدرسة، لاستقصاء السبب الرئيس في جهل المعلمين أنظمة التعليم، فقال محمد القناص مدير مدرسة ثانوية في الرياض: لا بد أن يحيط المعلم بأنظمة التعليم كي يكون أكثر ثقة في ما يعمل.
وحمل القناص مديري المدارس جزءا كبيرا من مسؤولية جهل المعلمين بأنظمة التعليم، لافتا إلى أن بعض المديرين يحجب التعاميم الصادرة من الوزارة أو إدارة تعليم المنطقة إذا كانت تصب في صالح المعلم وتثقل كاهل الإدارة.
وأشار إلى أن بعض مديري المدارس وهم من القدوات والمثقفين إداريا يحاولون إطلاع المعلمين على كل صغيرة وكبيرة من الأنظمة كي يتثقف المعلم إداريا ويسير وفق إطار واضح.
واستغرب القناص من بعض المعلمين أو غالبيتهم حين يأتي إليهم تعميم جديد لا يقرؤونه ثم يوقع على الاطلاع عليه أو يلقي عليه نظرة سريعة دون تمعن في بنوده، لافتا إلى أن المعلم لا يخلو من المسؤولية في جهله لأنه لا يبحث ولا يسأل!
أما نايف وافي، معلم لغة عربية في مدرسة ابتدائية، فقال: المسؤول الأول والمتهم في تلكم المسألة وزارة التربية والتعليم أو قال إدارة التربية والتعليم في كل منطقة أو الإشراف التربوي في كل جهة لكثرة صدور تعاميم تجب ما قبلها.
وتابع: الوزارة تصدر قراراتها وإدارة التعليم ترسل أنظمتها وحتى مراكز الإشراف تثبت ذاتها بتعاميم خاصة بمدارسها لتكثر الأنظمة واللوائح والقرارات التي باتت أكثر من رمال الصحاري!
وأردف: لذلك بت أحاول ألا أقرأ التعاميم الجديدة ليقيني التام أن هذا النظام الجديد سيأتي آخر إلحاقي ينسخ ما قبله فلم التعب؟!!!
على الصعيد ذاته، اتهم ثامر الزيادي معلم في إحدى ثانويات الرياض، المعلمين في جهلهم للأنظمة، لافتا إلى أن اللائحة التعليمية وسياسة التعليم القديمة والجديدة موجودة بالتفصيل على موقع وزارة التربية والتعليم على الإنترنت.
وتابع: إذا، يجب على المعلمين حينما يعترفون بجهلهم للأنظمة أن يعترفوا بتقاعسهم في البحث عن المعلومة والنظام من مصدره وهذا لا يكلفه سوى دقائق على الإنترنت!
من جهته، استغرب محمد الشمالي معلم تربية إسلامية، ممن أجاب في الاستبانة بنعم، مشددا على أنه يصعب على أحد الإلمام بأنظمة التعليم الغزيرة التي لا يمكن أن يحيط بكله ولا جله أحد مهما كان.