وزارة الصحة تنجح في إدارة خدماتها الصحية لضيوف الرحمن بكفاءة واحتراف

وزارة الصحة تنجح في إدارة خدماتها الصحية لضيوف الرحمن بكفاءة واحتراف

جاء شكر وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، لوزارة الصحة ومعالي الدكتور حمد بن عبد الله المانع وزير الصحة، على الخدمات صحية التي تم تقديمها لضيوف الرحمن في موسم الحج هذا العام، وذلك أثناء استقبال سموه أخيرا في مقر وزارة الداخلية في مكة المكرمة قادة قوات الأمن المشاركين في أعمال موسم حج هذا العام، بمثابة تتويج للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الصحة من أجل خدمة ضيوف الرحمن وتأمين أفضل مستوى خدمة صحية وطبية، وقائية وعلاجية، وبالمستوى الذي يليق بمكانة المملكة المرموقة في قلوب كل مسلمي العالم.
ولهذا كانت أيضا تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة نائب أمير منطقة مكة المكرمة في الحج دقيقة حول سر نجاح الحج بقول سموه إن نجاح موسم الحج هو جهود كل من قام على هذه الشعيرة المباركة، وهذا النجاح يجير لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو وزير الداخلية والإدارات المختصة وكل من بذل جهدا من أجل إنجاح الشعيرة، مشيراً سموه إلى أن الحج أظهر احترافية المواطن السعودي في التعامل مع ضيوف الرحمن في جميع المجالات الأمنية والخدمية وكل الأمور والمشاريع التي نفذت تتم وفق دراسات علمية وتخطيطية عالية المستوى وفق أرقام وأسس علمية.
وفي هذا الإطار أيضا لم يكن مستغربا أن يمتدح الدكتور محمد الشرهان رئيس البعثة الطبية في دولة الكويت، الخدمات الطبية التي تقدمها وزارة الصحة لضيوف الرحمن في موسم الحج.
وحرص الدكتور عبد الكريم الزرعوني رئيس البعثة الطبية في دولة الإمارات، على نقل إشادة وزير الصحة الإماراتي إلى نظيره وزير الصحة الدكتور حمد المانع بالخدمات والجهود التي تبذلها وزارة الصحة سنوياً لخدمة ضيوف الرحمن، منوهاً بالجهد الكبير الذي قطعته الوزارة في بناء مستشفى الطوارئ خلال فترة قياسية.
كما عبر رئيس البعثة الطبية في سنغافورة الدكتور شيخ أحمد بخاري عن تقديره للخدمات التي تقدمها وزارة الصحة للبعثة السنغافورية في مناطق الحج كافة.
وأيضا قدر الدكتور علي حدود رئيس البعثة الطبية الليبية باعتزاز الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين على المستوى الصحي من خلال انتشار الكثير من المرافق الصحية التي تضم أحدث الأجهزة الطبية.
ومن جهته، تمنى الدكتور جلال الناطور نائب رئيس البعثة الطبية اللبنانية، أن يصل مستوى الخدمات الصحية في لبنان إلى المستوى الذي تسير عليه الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية، التي تعد في طليعة مقدمي الخدمة في العالم، مشيداً بالجهد القياسي الذي بذله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تقديم مستشفى الطوارئ في منى هدية لضيوف الرحمن.
ومن جانبه، أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، أن وزارة الصحة تعمل بجميع أجهزتها وقطاعاتها على مدار العام لتوفير الرعاية الصحية للحجاج على أعلى مستوى، بالرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في وجود أعداد كبيرة من الحجاج على مساحة محدودة من الأرض، مبينا أن كل هذا التقدير لم يأت من فراغ بل كان نتيجة للاستعدادات الضخمة التي وضعتها ونفذتها القطاعات والإدارات المختلفة في وزارة الصحة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام، فقد جندت 9600 موظف وموظفة من أطباء وفنيين وتمريض وإداريين لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير الخدمات الوقائية والعلاجية في مختلف مناطق الحج والطرق المؤدية إليها، حيث أعدت خطة وقائية شاملة تكثف من خلالها حملات التوعية الصحية وفق برامج وخطط مقننة بدأت منذ نهاية موسم الحج للعام الماضي مباشرة استعداداً لموسم الحج هذا العام.
وتضمنت استراتيجية الوزارة هذا العام في تقديم الخدمات الصحية للحجيج عدة مستويات، بدأت بالمراقبة الوبائية وترصد الأمراض على الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية، وذلك من خلال التعاون الوثيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية الأخرى ذات العلاقة بالغذاء والدواء وأمراض الحيوان المشتركة.
كما قامت الوزارة عبر لجانها المختلفة بدراسة جميع السلبيات التي ظهرت أثناء موسم الحج للعام الماضي، وفي هذا الإطار نفذت العديد من المشاريع التطويرية والجديدة بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 230 مليون ريال في مناطق الحج المختلفة مع التركيز على المشاعر المقدسة التي تشهد وجود ملايين الحجاج في منطقة محدودة، وقد شهد هذا العام افتتاح وتشغيل مستشفى الطوارئ في منى بسعة 182 سرير طوارئ وتكلفة 185 مليون ريال على مقربة من جسر الجمرات، لإسعاف الحالات الطارئة وتقديم الخدمات لضيوف الرحمن الذين يحتاجون إلى خدمات طبية في هذا الموقع الحساس المزدحم، إضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني للطوارئ يتسع لست حاويات في منطقة جسر الجمرات، كما تمت توسعة مستشفى جبل الرحمة حيث تم إحلال وإنشاء العيادات الخارجية والطوارئ بسعة 50 سريرا وقيمة 15 مليون ريال، إحلال العيادات الخارجية في مستشفى نمرة بقيمة خمسة ملايين ريال، توسعة مستشفى منى الجسر، وإنشاء مستودع مركزي رئيسي في مستشفى عرفات العام بتكلفة ثلاثة ملايين ريال مع تطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية. كما طورت الوزارة 11 مركزا صحيا وأقساما للعناية المركزة في عدد من المستشفيات في المشاعر، كما أنفقت سبعة ملايين ريال للتجهيزات الطبية وغير الطبية تشمل صيانة الأجهزة القديمة وإحلال بعضها بأجهزة جديدة.
وهيأت وزارة الصحة 21 مستشفى دائم وموسمي في كل من العاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة تدعمها 145 مركزاً صحياً تقدم خدمات صحية رائدة ومتميزة خلال موسم الحج، تبلغ سعتها السريرية 3932 سريرا قابلة لزيادة 709 أسرّة، حيث شهد هذا العام إحلالا طبيا وغير طبي في المرافق الصحية في كل من العاصمة والمشاعر المقدسة بقيمة 18 مليون ريال.
وبالنسبة لمنطقة المدينة المنورة، فقد عمل فيها ثمانية مستشفيات يساندها 22 مركزاً صحيا، منها أربعة مراكز صحية موسمية في المنطقة المركزية حول الحرم النبوي الشريف وثلاثة مراكز صحية موسمية في منافذ الدخول، إضافة إلى مركزين صحيين على طريق الهجرة، مركزين صحيين على طريق المدينة تبوك، أربعة مراكز صحية على طريق المدينة الرياض، وسبعة مراكز صحية في مناطق سكن الحجاج، فيما عمل في العاصمة المقدسة ستة مستشفيات يساندها 41 مركزاً صحياً، منها 27 مركزاً داخل مكة المكرمة، تسعة مراكز موسمية على طريق مكة ـ جدة ومكة ـ المدينة المنورة، وخمسة مراكز صحية داخل الحرم المكي الشريف، فيما تم تجهيز سبعة مستشفيات في المشاعر المقدسة، منها ثلاثة مستشفيات في مشعر عرفة، أربعة في مشعر منى، إضافة إلى 82 مركزا صحيا منها 30 مركزا صحيا في مشعر منى، ستة في مشعر مزدلفة، و46 مركزاً صحياً في مشعر عرفات، مبيناً أن هذه المرافق تم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، وتعمل فيها كفاءات مؤهلة تأهيلاً عالياً لتقديم هذا النوع من الخدمات الصحية وتم تزويدها بجميع الأدوية التي يحتاج إليها الحجاج.
ومن أبرز إنجازات وزارة الصحة فيما أعدته من خطط وقائية شاملة لمنع وفادة الأمراض الوبائية والمجهرية التي تخضع للوائح الصحية الدولية وتساعد في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابات بالأمراض المعدية ذات الأهمية واتخاذ الإجراءات الاحتوائية والوقائية السريعة حيالها. كما عملت الخطة على حصر واحتواء تفشيات الأمراض الوبائية والمحجرية التي قد تحدث خلال موسم الحج، وكذلك إحكام السيطرة على الموقف الوبائي للأمراض المعدية أثناء وبعد موسم الحج. ومن أجل ذلك فإن وزارة الصحة طبقت الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج القادمين من خارج المملكة لأداء الفريضة، حيث خضع الحجاج لكشف دقيق في منافذ المملكة المختلفة قبل دخولهم الأراضي السعودية للتأكد من خلوهم من أية أمراض وبائية أو معدية والخروج بحج خال من هذه الأمراض.
كما أن وزارة الصحة نفذت العديد من الخطط الإسعافية والطارئة التي مكنتها من التنبؤ بالمخاطر المتوقع حدوثها وفقاً للمتغيرات والأحداث العالمية والداخلية، والعمل على إيجاد الطرق والوسائل الكفيلة بالتعامل معها إضافة إلى تفعيل أدوات مراقبة عوامل الخطورة وتقدير الاحتياجات اللازمة للتعامل مع الأخطار المحتملة.
وإن كانت هذه الاستعدادات والجاهزية العالية سببا في نجاح موسم الحج هذا العام، فإن دور الوزارة حقيقة كان على المحك في تقديم الخدمات الفورية العاجلة، وذلك كان الإنجاز الرائع الذي أحرزته الصحة هذا العام بكل تفوق فإنها كانت على درجة كبيرة من الكفاءة في إدارة الأعمال الطبية في مواقع الإخلاء الطبي، مع توفير الفرق الطبية من أطباء وفنيين وتمريض، والسرعة في تقدم الخدمات الطبية الميدانية والتعامل مع حالات الطوارئ في موقع الحدث من خلال أسطول متكامل لسيارات الخدمات الطبية الإسعافية الميدانية يضم 50 سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز لنقل المرضى بين المرافق الصحية في المشاعر والعاصمة المقدسة، منها 35 سيارة إسعاف لدعم المرافق الصحية في المشاعر والعاصمة، و15 سيارة إسعاف في مجمع الطورائ في المعيصم تدعمها 65 سيارة إسعاف صغيرة مجهزة بأحدث التجهيزات أثبتت نجاحها خلال مواسم الحج الماضية.
قامت وزارة الصحة بتقديم خدمات علاجية وإسعافية لأكثر من 700 ألف حاجاً وحاجة في المشاعر المقدسة، حيث قدمت خدمات العيادات الخارجية 216993، الإسعاف 45035، عدد الدخول 6001، عدد الخروج 5504، فيما كان عدد المنومين 1287، وأما بالنسبة لعدد الذين راجعوا المراكز الصحية في المشاعر المقدسة فكان عددهم 425206 حجاجا وحاجات.

الأكثر قراءة