سوق شعبي في مهرجان الحطي يوفر 100 فرصة عمل مؤقتة
وفر السوق الشعبي في قرية الحطي (100 كيلومتر غربي حائل) خلال فعاليات مهرجان الحطي التراثي الذي يقيمه أهالي الحطي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، 100 فرصة عمل مؤقتة لنساء ورجال قرية الحطي والقرى المجاورة لها. واشتمل السوق الشعبي على 100 منفذ لبيع المعروضات التراثية والأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة حائل، بيد أن السوق الشعبي شهد تواجداً كثيفاً من قبل الزوار.
وأوضح محمد بن صايل الفداغي مدير السوق الشعبي أن السوق استغرق تجهيزه أقل من أسبوع، وقال: "استطعنا من خلال السوق استقطاب عدد من نساء القرية والقرى المجاورة ممن يتميزن في صناعة الحرف اليدوية القديمة وإعداد المأكولات الشعبية. وبناء على المهن الحرفية التي تتميز بها السيدات، فقد تم تقسيم السوق إلى عدة أقسام هي عرض المحاجر، الأدوية الشعبية، قسم للنسيج والنطو والسدو، وقسم المأكولات الشعبية وأدوات الطبخ، قسم الأسلحة، قسم السقيا وقسم عدة الجمل، إضافة إلى جناح خاص يحتوي على عروض للسيارات القديمة.
وطالب عدد من السيدات العاملات في السوق الشعبي بمهرجان الحطي التراثي القائمين على الهيئة العليا للسياحة باستمرارية الدعم للمهرجانات السياحية لضمان قيام مثل هذه الأسواق الشعبية التي نجحت في توظيف النساء وتوفير المكسب الحلال لهن ولأسرهن.
وقالت أم علي (60عاما) القادمة من قرية الخبة (20 كيلومترا شمال الحطي) والمتخصصة في بيع المحاجر والميداليات والشراشف التي تصنعها بيدها، "نطالب باستمرارية السوق الشعبي نظرا لوجود الفائدة المرجوة"، وتوافقها الرأي أم فريح وأم فرج القادمتان من قرية الصنينا.
فيما رأت أم سالم (45 عاما) المشاركة في الأسواق الجديدة مخاطرة، مطالبة بتحديد مكافآت ثابتة للعاملات في السوق كدعم لهن لاستمرارية السوق. وطالبت "أم نزال" و"أم شلاش" و"أم رشيد" من نساء قرية الحطي بتطوير موقع السوق بوضع أرضية خرسانية لمنع تطاير الغبار، إضافة إلى استمرارية السوق. وفي ظل الدخل الجيد الذي حصلت عليه أم مرضي (55 عاما) العاملة على الطحن باستخدام "الرحى"، وأم صلاح (60 عاما) التي تعمل على الغزل والخرز، و"أم احمد" (35 عاما) التي تعمل في إعداد المأكولات الشعبية، طالبن بدعم السوق لضمان استمراريته ونقل تجربتهن إلى أسواق حائل.
وكانت فعاليات مهرجان الحطي التراثي الشعبي قد انطلقت صباح أمس الأول، الذي ترعاه وتدعمه الهيئة العليا للسياحة، وتنظمه إحدى المؤسسات الأهلية بمشاركة أهالي المنطقة والجهات الحكومية ذات العلاقة.
ويحتوي السوق على قسم لعرض السيارات القديمة وقسم للمحاجر والأدوية الشعبية وقسم للنسيج وقسم للنطو وقسم للسدو وقسم للمأكولات الشعبية وأدوات الطبخ وقسم الأسلحة وقسم السقيا وقسم عدة الجمل، وتنظم ديوانية روائع الشعر الأمسيات الشعرية التي انطلقت مساء أمس، ضمن مهرجان الحطي والتي يحييها نخبة من شعراء حائل، وينطلق اليوم سباق الهجن في عامه الخامس على التوالي.
واعتبر المهندس مبارك السلامة المدير التنفيذي لهيئة السياحة في حائل أن مهرجان الحطي وضع الهيئة العليا للسياحة على المحك بتنظيمها ودعمها لهذا المهرجان، إذ تعتبر المشاركة في تنظيم مهرجان ليس له أي تاريخ بالنجاح مخاطرة كبيرة، كونه يقام للمرة الأولى في قرية منزوية على أطراف النفود الكبير.
وقال المهندس السلامة كانت هناك أسئلة مشروعة للجمهور المستهدف وله الحق في طرحها ونحن واجبنا في الهيئة العليا للسياحة ولجنة التنشيط السياحي في حائل شرح الأهداف التي نسعى لتحقيقها، مضيفا أنهم اختاروا الحطي لأسباب عديدة، أهمها موقعها الفريد لسياحة الصحراء ورياضاتها، إضافة إلى أن وجود بذرة لنشاط تراثي يتمثل في سباق دوري مبسط للهجن كان يقام بصورة دورية بجوائز محدودة، وقال كان لابد من التفكير بوسيلة تعتمد على سكان المنطقة لتطوير هذه الفعالية وجعلها مناسبة سنوية لذلك تشكلت فكرة المهرجان.
وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة في حائل أن فكرة المهرجان عرضت على الأمير سعود بن عبد المحسن أمير المنطقة الذي وافق على إقامته وأيدها، ووجه بذلك الأمير عبد الله بن خالد بن عبد الله رئيس لجنة التنشيط السياحي لتفعيلها، وتم الرفع للهيئة العليا للسياحة للحصول على دعمها، وتمت الموافقة على الدعم المالي والإداري والفني بتكليف إحدى المؤسسات التي تعاونت مع الأهالي لتنظيم المهرجان.
وأبان خلال حديثه أن تضافر جميع الجهود الحكومية المشاركة من إمارة وبلدية موقق والهلال الأحمر السعودي والدفاع المدني وشرطة المناسبات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد أنهى الاستعدادات لبدء المهرجان في موعده، ويعتزم القائمون عليه جعله مهرجانا سنويا. وختم حديثه قائلا: "أوجه شكري لجميع الجهات المشاركة والداعمة التي حولت الفكرة إلى حقيقة نسعى من خلالها إلى إيجاد ثقافة سياحية ذات مردود اقتصادي واجتماعي لأهالي هذه المنطقة".
وتأتي موافقة أمير حائل على تطوير المهرجان بعد متابعة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة لتحويل المهرجان من مجرد سباق مبسط للهجن إلى بداية تشكيل مهرجان تراثي سنوي يهتم بتراث وثقافة أبناء الصحراء.
ويشتمل المهرجان على فعاليات سباق للهجن وسوق شعبي وأمسيات شعرية وموروث شعبي، ويتوقع أن يشهد حضوراً جماهيرياً كثيفا نظراً، لأنه الوحيد الذي سيقام في المنطقة في هذا الوقت، حيث تقوم الجهات المعنية بتذليل كل الصعوبات التي تواجه تنظيم هذا المهرجان.