منى.. الفرصة الأفضل لصهر ثقافة إسلامية موحدة

منى.. الفرصة الأفضل لصهر ثقافة إسلامية موحدة

يتبادل الحاج الهندي حنيف محمد الذي يبلغ من العمر 41 عاماً مع أحد الحجاج الإيرانيين رسائل "البلوتوث" خلال تجمع قصير جمعهما بالصدفة أثناء تجوالهم في ساعة متأخرة من الليل في أحد المواقع في مشعر منى. وقال الحاج حنيف الذي يقيم في المملكة منذ عقدين، إن الحج يمثل له فرصة كبرى لتكوين عدة علاقات جيدة مع عدد من الأشخاص مختلفي الثقافات، مضيفا بأن لقاءه بالحاج الإيراني أتى بالصدفة، وأنه تبادل معه عدة رسائل بـ"البلوتوث"، بعد أن أبدى الإيراني رغبته في تبادل الرسائل معه.
وفي مكان آخر كان بعض الحجاج الأفارقة يتناولون الشاي، برفقة حجاج من شرق آسيا ويتبادلون الضحكات والمزاح باللغة الإنجليزية، في مناخ تسوده الابتسامة لدى كل العابرين، الذين لفت انتباههم تعالي أصوات ضحكات الحجاج الأفارقة والشرق آسيويين، على العكس من مشهد قريب جمع بين حجاج سوريين وآخرين من كندا، حيث دار بينهم نقاش سلمي حول بعض الأمور السياسية انتهى بالدعاء بالتوفيق لعموم المسلمين.
وتكثر مثل هذه المواقف في مشعر منى، الذي يكتظ بثلاثة ملايين حاج يقضون أمسياتهم في المشاعر المقدسة في تبادل الأحاديث والتزاور فيما بينهم، مما أسهم في خلق حوار بين الثقافات والمجتمعات المختلفة وزاد في خلق مثل هذه المشاهد خروج بعض الحجاج من مخيماتهم في وقت متأخر من الليل للتنزه بالقرب من مواقع سكنهم، وبالتالي التقاؤهم بجموع أخرى ومن أصقاع شتى خرجت أيضا للهدف ذاته.
وأشار أحد الحجاج من الجنسية المصرية، إلى أن الحج يمثل فرصة كبرى لالتقاء أعداد كبيرة من المسلمين، وفي بقعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها أكثر من خمسة كيلومترات، وأن مثل هذه الأجواء تعد رافداً مهماً لتقوية وحدة المسلمين وزيادة أواصر العلاقة بينهم من خلال تبادل الحديث والزيارات فيما بينهم.
ويعد مشعر منى الذي تبلغ مساحته الإجمالية نحو خمسة كيلومترات من أكثر المناطق كثافة وتنوعاً في الجنسيات والثقافات في العالم خلال مدة قصيرة لا تتجاوز خمسة أيام، وهي كافية لفرض عدة لقاءات وعلاقات تمهد لها الأجواء الروحانية في منى، ويكون ملؤها التسامح والصفاء بين جموع المسلمين.

الأكثر قراءة