عزل المياه: قضية حساسة ومصدر إزعاج للسكان.. أين الخلل؟

عزل المياه: قضية حساسة ومصدر إزعاج للسكان.. أين الخلل؟

عزل المياه: قضية حساسة ومصدر إزعاج للسكان.. أين الخلل؟

العزل المائي عنصر أساسي من عناصر البناء، وتطورت أساليبه وتنوعت خلال السنوات القليلة الماضية، حيث ظهرت مواد جديدة ومتنوعة في هذا المجال.
"الاقتصادية" حاولت في هذا التقرير استعراض الأفكار والبدائل المتنوعة في العزل المائي، وناقشت مع عدد من المختصين والمستهلكين السلبيات والمشاكل التي تحدث بسبب سوء مواد العزل وطريقة التركيب. في البداية قال جمال حسين وهو مشرف مبان في إحدى مؤسسات البناء "أساليب العزل الموجودة متنوعة وكثيرة، ويكاد نرى مواد جديدة باستمرار وكل شركة أو مصنع يدعي أنه الأفضل وأن لديه ميزات تميزه عن غيره ومع هذا فإن مشاكل العزل كثيرة وخصوصا في البدرومات (القبو) أو في الخزانات وللأسف الشديد فإن معالجة مشكلة المياه إذا حدثت فإنها مرهقة وشاقة ومكلفة ماديا".
ويضيف "المشكلة في الأغلب لا تنتج بسبب المواد ولكن المشكلة أساسها سوء التنفيذ، والتنفيذ الذي لا يكون متمكنا, كما أن هناك مشاكل كبيرة تنتج بسبب عدم العناية والمحافظة على العزل فهناك شركات متمكنة وجيدة تقوم بالعزل بطريقة صحيحة ثم تأتي عمالة أخرى أو مقاول آخر فيتلف العزل ولا تكتشف هذه المشكلة إلا في وقت متأخر ولذلك يجب المحافظة على العزل والاهتمام بسلامته حتى صب الخراسانات ودفنه بالكامل وإلا فإن المشكلة ستبقى قائمة".
ويتحدث السيد جمال عن قوة المياه فيقول إن الماء وبالذات المياه الجوفية لها قوة هائلة لا تصدق إذ إن الماء يرفع أحيانا المسابح ويخرجها على وجه الأرض بارتفاع يصل إلى 30 سم إذ يعوم المسبح بسبب ضغط المياه القوية فإذا كانت الخرسانة بثقلها وقوتها ترفعها المياه فإن أي متنفس وإن كان بسيطا فسوف يخترقه الماء.
أما محمد عبد الله السعد وهو مواطن فيقول "قمت بعزل القبو لدي من قبل إحدى المؤسسات المعروفة وقاموا بإعطائي الضمان على العزل لمدة عشر سنوات ولأنها معروفة ولديها اسمها القوي في السوق فقد وثقت بها ولكن ما كدت أسكن مسكني إلا وخرجت علي المياه من القبو قمت باستدعاء الشركة وتلكأوا كثيرا في الحضور ولكنهم بعدما حضروا لم يقوموا بفعل شيء وقدموا تبريرات مختلفة وتهربوا من مسؤوليتهم وعندما طلبت منهم إصلاح هذه المشكلة مهما كان الثمن لم يقدموا لي أي حل واضح قمت باستدعاء بعض الشركات إلا أنهم طلبوا مبالغ هائلة وقالوا لا بد من عزل جديد وسوف يؤدي ذلك إلى إتلاف العديد من التشطيبات التي قمت بعملها". ويتساءل السعد: مسؤولية من حماية المواطن من هذه الشركات التي تقدم ضمانا ليس إلا حبرا على ورق لا قيمة له.
أما المهندس خالد السعيد فيقول "للأسف الشديد قضية العزل من أكثر القضايا التي توجد فيها خلافات كبيرة بين المواطنين وبين الشركات أو المؤسسات"، ويرجع ذلك إلى عدم وجود أي جهة متخصصة لحماية المستهلكين في بعض المهن المختلفة، مبينا أن نشاط المقاولات قد فتح مجالا كبيرا للخلافات التي أزعجت الدولة، ويرى ضرورة وجود نقابات متخصصة لهذه المهن, فالنقابات أو الجمعيات المتخصصة هي التي من الممكن أن تحمي أصحاب المهنة وتحمي المستهلك أيضا.
كما يرى السعيد أن قضية كود البناء من الأمور التي أصبحت ملحة والتي تمت المطالبة بها كثيرا ولكن يبدو أن المشروع يسير على ظهر سلحفاة - على حد وصفه - فنسمع به كثيرا عبر التصريحات الصحافية الكثيرة ولكن لا يوجد له أي أثر.
ويضيف المهندس السعيد "المواطن يدفع ثمن عدم تطبيق كود البناء الذي أصبح ملحا وضروريا ويرى المهندس السعيد أن القضية ليست قضية عزل المياه ولكنها قضية للسيطرة والمراقبة على المهن بشكل عام وعلى أساليب التنفيذ وتطبيق المواصفات, إذ إن بلادنا أصبحت مفتوحة لكل من هب ودب ليقوم بعمل ما يحلو له ثم يختفي عن الأنظار".
أما فهمي محمود وهو مندوب مبيعات متخصص في بيع المواد العازلة فيقول: عملية العزل عملية حساسة جدا وأي خطأ في تنفيذها يؤدي إلى مشاكل كثيرة وكثير من الناس يبحثون عن المقاولين الرخيصين لفرق ريال أو ريالين والفرق هذا كمجمل ربما لا يتعدى الألفين أو الآلاف الثلاثة وبسبب توفير هذا المبلغ الضئيل نجد أن كثيرين يتورطون بسبب هذا الفارق الضئيل في التكلفة.
وينصح فهمي الزبائن بالتركيز على السمعة الحسنة للشركة وبالتنفيذ الجيد واختيار نظام متكامل يحقق الحل المثالي ويرى أن هناك الكثير من الأنظمة - وهي في نظره - تنقسم إلى قسمين أساسيين فهناك المواد العازلة الأسمنتية وهناك المواد التي تسمى اللفائف, فالمواد الأسمنتية تعتمد على أنها تتغلغل في داخل الخرسانة فتقفل مساماتها ويصبح جسم الخرسانة غير نافذ للمياه وتمتاز بميزة مهمة وهي أنها تحمي جسم الخرسانة وتمنع وصول الماء, إضافة إلى أنه في حالة وجود مشكلة فإن نقاط المياه التي تخرج منها تسهل معالجتها في المستقبل فهذه ميزة مهمة لها, أما عيبها فإنه في حالة وجود تصدعات فإن المياه تأتي من تلك التصدعات ومع هذا فإن تلك التصدعات وإن حصلت فإن لها معالجتها, أما النظام الآخر فهو نظام اللفائف وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية القسم الأول هو المواد الأسفلتية وهناك عدد كبير من المصانع في السعودية تصنع هذه المواد، أما النوع الثاني فهو الـ PvC (البلاستيك) أما النوع الثالث فهو Rubber (المطاط) وتمتاز كل مادة من تلك المواد بميزة معينة.
ولكن السؤال الذي لم تتمكن "الاقتصادية" من الحصول على إجابة عنه هو كيف يعرف المستهلك النوع المناسب في العزل كي يستخدمه؟ وكيف يمكن حمايته في حالة وجود تسريب وفشل لعملية العزل؟

الأكثر قراءة