ملاك السيارات الخصوصية يزاحمون "الأجرة" في أيام المناسك
تشهد محطة النقل الجماعي وسيارات الأجرة في منطقة البلد، تزاحما ملحوظا لاستقبال طلائع الحجاج من الداخل والخارج، إيذانا باقتراب يوم عرفة، التي تتركز بوصلة توجهها إلى مكة المكرمة.
وفي ظل هذا التزاحم يقع الحاج بين اشتعال المنافسة المحمومة في التسابق نحو استقطاب الركاب من قبل شركات النقل وسيارات الأجرة العمومي وسيارات الخصوصي، وبين تضاعف أجور النقل التي تتصاعد كلما اقترب يوم التاسع من ذي الحجة.
ووفقا لأحد السائقين على سيارات الخصوصي، فإن أجرة النقل إلى مكة المكرمة لا تتجاوز عشرة ريالات في الأيام العادية، إلا أنها تقفز إلى ما يقارب من 50 إلى 70 ريالا في الساعات الاخيرة قبل مغرب يوم عرفة، مشيرا إلى تضاعف هذه الأجرة إلى 250 ريالا للحاج، الذي لا يمتلك تصريحا للحج، حيث إن السائق يتحمل مسؤولية إعادة الركاب إلى مدينة جدة فيما لو طلب منه التصاريح النظامية عند نقاط التفتيش على طريق مكة، ما يضطر السائق إلى إعادة الأجرة إلى الركاب وخسارة "النقلة".
وفي أحيان أخرى توجه قسائم "تحميل ركاب" للسائق والتي تتراكم يوما بعد يوم إلى أن يعجز السائق عن تسديدها أو تجديد أوراق السيارة، ما يزيد من معاناة السائقين الذين لا يجدون وظيفة تحت وطأة البطالة، التي احتدمت المنافسة مع شركات الليموزين وسيارات الخصوصي للأجانب.
ويقول محمد سائق على إحدى سيارات الأجرة: "قبل فترة شاهدت سيارة لكزس خاصة لعائلة سعودية موديل 2003 م، يقودها سائق إندونيسي وهو يعرض على الركاب التحميل لمكة المكرمة، مقابل 25 ريالا للفرد"، ويضيف: "إن الحركة قبل أيام الحج تتزايد إلى المدينة المنورة، وإن ذروة ارتفاع الأسعار في آخر يوم من أيام التشريق في نزول الحاج من مكة إلى جدة، حيث لا يلبي عدد السيارات حجم الطلب عليها وبسبب ساعات الانتظار والازدحام، فإن الأجرة تصل إلى 350 ريالا".
وفي السياق ذاته، فإن مواقف منطقة البلد تشهد تزاحما غير معهود، ما يؤثر على حركة الطريق العام، بسبب عدم وجود مواقف كافية تلبي حجم السيارات المتوافدة من الأجرة والخصوصي، علما بأنه تم تخصيص مواقف خاصة في كيلو (2) من منطقة باب مكة، التي تتمتع بالمساحة الكبيرة، إلا أن السائقين يعزفون عن اللجوء إليها ويشتكون من الانتظار لساعات طويلة في الطوابير دون قدوم الركاب، والسبب يعود إلى أن الحجاج والمعتمرين لا يعرفون إلا مواقف منطقة البلد الشهيرة، التي تكتظ بباصات النقل الجماعي وسيارة الأجرة والخصوصي في مسافة لا تتعدى 20 مترا على بوابة المدخل، وما يزيد الوضع تعقيدا دخول شركات سيارات الليموزين إلى ساحة المنافسة في منطقة البلد، واختلاط الزحام بصيحات السائقين والسماسرة، لسحب الزبائن بأصوات منبهات الصوت للسيارات والمواصلة في الجهود الحثيثة من رجال المرور، إلى منع الوقوف المخالف أمام البوابة، مما انعكس سلبا على سلاسة التنظيم الذي يصفه أحد السائقين بأنه "على البركة" بدون طابور وكل واحد ورزقه، ومتحملين لإصدار قسائم الوقوف الممنوع وتحميل الركاب التي تجعلنا عاجزين عن تسديد أقساط السيارات.