واجهة المسكن السعودي: الاهتمام ينصب على الجمالية وتجاهل الأبعاد العملية

واجهة المسكن السعودي: الاهتمام ينصب على الجمالية وتجاهل الأبعاد العملية

واجهة المسكن السعودي: الاهتمام ينصب على الجمالية وتجاهل الأبعاد العملية

لا شك أن واجهة المسكن تعتبر من أهم العناصر التي تنظر إليها الأسرة السعودية في مسكنها فالاهتمام بهذا الجانب يعتبر مكملا لنجاح التصميم من الداخل، فالعلاقة بين البيت من الداخل ومن الخارج تعتبر علاقة مترابطة متكاملة إلا إن هذا الاهتمام ينعكس تبعا لثقافة المستخدم وقيمه الجمالية.
"الاقتصادية" حاولت أن تبحث عن أهمية وقيمة الواجهة لدى بعض المعماريين والمصممين وكذلك المستخدمين لتقصي هذه الأهمية وهذه النظرة على واجهات المساكن السعودية. إذ إن التناقض والأشكال المتعددة وكذلك التغير في أشكال واجهات المساكن السعودية حصيلة طبيعية للتغيرات التي يمر بها المجتمع.
في البداية يذكر المهندس عبد الله الثروة أن واجهة المسكن السعودي لابد أن تكون انعكاساً على تصميم المسكن من الداخل فإذا كان تصميم المسكن من الداخل بسيطا فلابد أن تكون الواجهة بسيطة أيضا وعملية، أما إذا كان المسكن من الداخل على طراز إسلامي أو غربي مثلا، فلا بد أن تكون الواجهة منعكسة بالطريقة نفسها، مضيفا "ومع هذا فإنني أرى أن الواجهات يجب أن تكون عملية، ويجب أن يكون التركيز الوظيفي واضحا على واجهة المسكن فاستخدام كاسرة الشمس مهم جدا في مساكننا لما يمكن أن تحققه من حماية للنوافذ وتوفير للطاقة، كما إن الظلال الساقطة من كواسر الشمس يمكن أن تكون عنصراً جماليا رائعا، إضافة إلى أن دراسة الفتحات لغرف النوم وكذلك صالة العائلة مهمتان لتحقيق البعد الوظيفي والجمالي معا.
ويرى المهندس عبد الله الثروة أن الجمال الحقيقي هو ناتج من الجمال الوظيفي فكلما كان المبنى وظيفيا وعمليا انعكس بطبيعة الحال على واجهة المسكن، مشيرا إلى أن البساطة هي أحد الخطوط الرئيسة التي ينتهجها في تصميمه لما يرى أن هذا البعد مهم وناجح لبيئتنا ومساكننا.
من جهتها، شددت مها اليوسف على أهمية الواجهة المنزلية وأنها أحد العناصر المهمة التي يجب الاعتناء بها عند تشييد المنزل، مضيفة " مررت على أغلب أحياء الشمال وصورت بعض تلك الواجهات. المساكن الجميلة للأسف قليلة وتتمثل في بعض القصور الكبيرة التي كلفت الملايين أما الفلل الصغيرة فلا أشعر أن بها لمسة جمالية مناسبة للأسف الشديد بل إنها تكاد تكون معدومة ومع ذا قمت بتصوير ما أعجبني بكاميرا الجوال وعرضته على المصمم الذي يقوم بتصميم مسكننا ومع هذا لا أشعر بالرضا الكامل عن جهده.
أما المصمم عبد العزيز العساف فيعتقد أن المعماري يواجه مشكلة كبيرة في محاولة إرضاء الزبون الذي يبحث عن واجهات معينه ليقوم المعماري بتركيبها على تصميمه وهذا يؤدي بعملية التصميم إلى ما يشبه الكولاج (القص واللصق). ومن المؤكد أن الواجهات الناجحة نتجت عن تصاميم ناجحة تمت بعملية متكاملة. أما محاولة تركيب واجهات معينة على تصاميم مختلفة هي في الغالب عملية فاشلة لا يمكن أن تتحقق بسهوله ولكن المشكلة تكمن في أن المعماري يقوم بالتصميم للمخططات والمساقط الأفقية دون تقديم واجهات وحلول لتصميم المبنى من الخارج في وقت مبكر فتتم العملية كمراحل متقطعة وهو ما يؤدي إلى حدوث المشكلة. وأشار إلى أن أحياءنا أصبحت تعج بالمتناقضات وبالمدارس المختلفة في التصاميم المتنوعة التي تتم وتنفذ بالرغم من عدم مناسبتها.
من جانبه، يرى عبد العزيز الصالح أن تصميم الواجهة الخارجية يعتمد على الشخص وقدرته المالية، حيث قال "كثير من الأشخاص وأنا أحدهم لا يرغبون في دفع المزيد من المال في تصميم واجهة المنزل فالخيارات موجودة يكفي أن تحاكي أي تصميم موجود وهذا برأيي يكفي ولا يوجد مبرر لصرف المال في مثل هذه التفاصيل".
بدوره، يؤكد علي الأسمري أنه تعب بما فيه الكفاية لتحقيق واجهة جميلة في نظره و يقول "أنظر إلى هذا الحجر الذي قمت بتركيبه لقد كلفي قرابة الـ 50 ألف ريال. و لقد اختار مقاولاً متمكناً لتركيبه على اعتبار أن الحجر مادة قوية و مناسبة لعدة سنوات. ويضيف "لأجل تحقيق واجهة جميلة، يجب أن تبحث عن الفلل والقصور الجميلة وتقلدها بل تختار الحجر والمقاول نفسيهما لتحصل على النتيجة نفسها التي تراها أمامك هذه هي الطريقة المناسبة و العملية وغيرها لا يمكن أن تحقق فائدة تذكر.
ومن تلك الآراء المتعددة نستخلص أن المسكن السعودي لم تتضح هويته بعد، وأن الطرز المختلفة بل والمتناقضة هي التي تسيطر على واجهات المساكن السعودية. وأن الحاجة ماسة لدراسة واجهات المساكن السعودية وتحليلها لتحقيق التصور الأمثل لما يمكن أن يكون عليه المسكن السعودي.

الأكثر قراءة