التجارب التشكيلية .. نقلة نوعية في المعالجة اللونية

تشكل الأسابيع الثقافية حلقة وصل بين الشعوب، وتفتح مجالا للتعرف على الإرث الثقافي والمنجز الإبداعي لتلك الدول، وما تحقق لها. بين فينة وأخرى يلتقي الأشقاء على هذه الأرض ليفتحوا حوارا ثقافيا وإبداعيا تتلاقح خلاله الأفكار وتقدم صورة بانورامية للمشهد الثقافي بجميع محامله وفروعه. عاش المثقف السعودي أياما مع الأسبوع الثقافي العماني اطلع خلالها على نتاجهم الإبداعي في مختلف الفروع والمجالات وبما قدموه من فعاليات كالأمسيات الشعرية والقصة والمحاضرات وعروض فرقة الفنون الشعبية وغيرها إلى جانب ذلك معرض للفنون التشكيلية، والصور الفوتوغرافية والخط العربي.
ضم الجناح الفوتوغرافي مجموعة من الصور قدمها الفنان الحارثي تنوعت بين الصور التوثيقية للحياة في سلطنة عمان وبين صور لعدد من المناظر والأماكن التراثية والحضارية بأسلوب يغلب عليه الجانب الوصفي منطلقا نحو رصد لتلك المظاهر وإلى جانب ذلك هناك مجموعة من الصور الفنية التي حاول خلالها الفنان أن يقدم تجربته مع العدسة، وفي لقائنا مع المصور تحدث عن بعض الصور التي قام بالتقاطها من خلال الطائرة العمودية مما يجعل التحكم في التكوين أمر فيه صعوبة نوعا مما، إضافة إلى الخبرة التي يحتاجها مثل هذا النوع من التصوير وكذلك نوعيات معينة من العدسات التي تتلاءم مع الأوضاع، وعن التقنية الحديثة واستخدام الكاميرا الرقمية قال هذه الأعمال التي أمامنا هي باستخدام كلا النوعين فهناك صور فلمية وأخرى رقمية.
وفي جانب الفن التشكيلي برز مستوى الفن العماني الحقيقي في هذا الجانب حيث تشكل التجارب المعروضة نقلة نوعية في المعالجة اللونية ووضوح الفكرة وقدرة على التحكم في ترجمتها على ذلك المسطح بأبعاده وأطواله، قدم المعرض نماذج متنوعة بين واقعية وتجريدية وسوريالية، تدل على ثقافته الأصيلة خصوصاً في زمن العولمة مع الحفاظ على الشخصية والهوية العربية المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي بما فيها من قيم ومبادئ ومعتقدات وأسلوب حياة، ومستقيا إلهامه من مكونات الحياة الجمالية مازجا بين الماضي والحاضر، وفي قسم آخر قدم الفنان العماني مجموعة من اللوحات في فن الخط العربي تعكس مهارة ودقة تلك اليد التي تتمايل بكل ليونة وسهولة لترسم حدود تلك العبارة، ولتعبر عن إبداع فني وقدرة عالية في هذا المجال المتجدد دائما وأبدا.