طلاب في السادس الابتدائي .. أميون لا يقرؤون ولا يكتبون .. أنقذوا الجيل!
ينطلق الطفل في الصباح الباكر إلى المدرسة ويحمل معه طموح والديه كي يتعلم ويتطور ويصل إلى أعلى المراتب ويحتل أسمى الرتب.
وحينما ينجح التلميذ من الصف الأول والثاني والثالث والرابع ويصل إلى الخامس والسادس الابتدائي وهو مازال أميا لا يقرأ ولا يكتب فتلك مأساة تهدد جيلا تعليميا بأكمله.
وبرزت أخيرا ظاهرة مخيفة بوصول أولئك الطلاب إلى المراحل العليا في الابتدائية دون أن يعرفوا أن يقرؤوا أو يكتبوا وتلك أزمة جوهرية تهدد مفاصل التعليم الأولي.
يقول مسلط العتيبي ولي أمر طالب في الصف الخامس الابتدائي: للأسف ابني لا يعرف القراءة ولا الكتابة حتى الآن ومع ذلك نجح إلى هذا الصف، لافتا إلى أنه "لن يسامح ولن يحلل معلميه الذين خدعوه ونجحوه!!".
من جهته، أوضح الدكتور إبراهيم الحميدان مساعد مدير عام التربية والتعليم للشؤون التعليمية، أنه في حال وجود خلل في مستوى أداء المدرسة ككل وبيئتها فإن ذلك بلا شك سينعكس سلباً على الطلاب.
وأضاف: بالنسبة إلى ضعف القدرة الكتابية أو القراءة أو الرياضيات في بعض المدارس ولدى بعض الطلاب، لا شك أن الحل يكمن في تطوير مستوى أداء المعلم وتفعيل المحاسبة الذاتية لديه وتهيئة البيئة المدرسية المناسبة للطالب، أيضاً لا بد من تفعيل دور الأسرة, وأن تقوم المدرسة بتزويدهم بشكل مستمر بتغذية راجعة عن مستوى أداء ابنهم، وتكثيف الدراسات العلمية والنفسية التي تهتم بتركيبة الطالب العقلية وقدراته وميوله واتجاهاته.
وأكد الدكتور الحميدان أن الجميع يتحمل المسؤولية المدرسة والكتاب والمعلم والمدير والقيادات العليا والإعلام والأسرة .. كل له دور مهم ومؤثر، فتفاعل هذه العناصر فيما بينها لا شك أنه سوف يخرج لنا جيلا متميزاً. كما نتمنى ألا ينجح إلا من يستحق النجاح, وهذا هو بإذن الله السائد في مدارسنا، وإن حصل ذلك فالمسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق المدرسة والمعلم. وتابع: أن عملية نجاح الطلاب من دون وجه حق خلل كبير، سواء كان نتيجة ضغوط من إدارة المدرسة أو أي جهة أخرى، فالمعلم لا بد أن يراعي الله قبل كل شيء، كما أننا نثق في أن المعلم لديه القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة.
على الصعيد ذاته، نسب شليل البدراني المشرف التربوي للصفوف الأولية، تدهور أداء بعض الطلاب إلى انخفاض الدافعية من الطالب نفسه بسبب الإهمال من جهة وبسبب الجهل أيضاً بأهمية التعليم من أسرته من جهة أخرى.
وأبان أن للمعلم دورا مهما في هذه العملية من عدة جوانب، منها: ابتعاد بعض المعلمين عن التجديد والتغيير في طريقة الشرح وعرض الدرس وبقاؤهم على طريقة واحدة في التقديم والشرح، أيضاً قلة ربط جميع المواد في المدرسة بعضها مع بعض بما يخدم العملية التعليمية، كثرة الملهيات الخارجية التي أبعدت الطالب حقيقة عن الاستذكار ومتابعة واجباته.
وأردف: يتفاعل المعلمون عادة عند زيارة المشرفين بشكل إيجابي، إلا أنني أرى أن هناك جوانب ضعف وقصور لدى بعضهم لا يمكن للمشرف التربوي تعديلها مثل رداءة الخط والأخطاء الإملائية وضعف توزيع الدرس على السبورة بشكل سليم ومنظم، وهذا يؤثر بشكل أو بآخر على مستوى الطالب.
من جانب آخر، أكد فهد عبد المانع الفهّادي مدير إحدى المدارس الابتدائية في الرياض، أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث مثل هذه الحالات: أولها ضعف إعداد بعض خريجي الجامعات, فهناك جوانب قصور كبيرة لدى بعض المعلمين مثل الأخطاء الإملائية ورداءة الخط وعدم إسناد المادة إلى المعلم المتخصص في المدرسة إلى غير ذلك.
من جانب آخر، أكد خالد بن محمد المشوّح معلم صفوف أولية، أن سبب وجود مثل هذه الحالات هو المعلم الذي لا يبذل جهداً كافياً داخل الصف المدرسي، وقال: المعلم هو المسؤول عن تحريك وتنشيط الطالب المهمل في الفصل، وقال: إن من أكبر المشكلات التي تضر بالطالب عندما يدرس عند معلم مخلص ومتميز ثم ينتقل إلى معلم آخر أقل منه فإنه يؤثر سلبياً على مستواه الدراسي والتعليمي، ثم إن الأسرة تتحمل الدور الآخر المهم في هذه العملية.