خبير تغذية: وجبات المقاصف تضعف المناعة .. والمتعهد يرد: وجباتنا غنية بالفيتامينات

كشف الدكتور أشرف مكرم شلش مسؤول التغذية الصحية في مطاعم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وخبير الأطعمة الصحية على مدى نحو 20 عاما، أن الوجبات التي تقدمها المقاصف المدرسية من عصائر وبطاطس مملحة وفطائر، تضعف جهاز المناعة وتعرضهم للأمراض السريعة كالأنفلونزا والإسهال، مؤكدا أنها تسهم في تحجيم مستوى الذكاء وتوقف النمو لدى الطلاب.
وتابع: إن تلك الوجبات المدرسية تعتبر ضارة للطلاب ولا تحقق لهم أي تكامل غذائي صحي تحتاج إليه أجسامهم وعلى أقل تقدير هي لا تحمل أي قيمة غذائية، والغرض من بيعها هو الربحية فقط.
وكان أشرف شلش قد زار مقر جريدة "الاقتصادية" واطلع على عدد من الوجبات المدرسية تم إحضارها من المقاصف، وعلق عليها قائلا:
هذه الوجبات المقدمة للطلاب معظمها من البسكويت، البطاطس وشراب العصير، ولعل هذا العصير المقدم يعتبر من أردأ أنواع العصائر لاحتوائه على ماء، عصير وملونات إضافة إلى البودرة والألوان الصناعية لا أكثر ولا أقل, وهذه الأصناف مستحيل أن تقدم للطالب في دول متقدمة في أوروبا وأمريكا وحتى في الدول العربية والخليجية التي تحتوي وجباتها على مشتقات الحليب والأجبان والتمر.
وأردف: حرام أن نقدم للطلاب قليلا من الماء واللون وقليلا من العصير بقيمة ريال مع أن العصائر الطبيعية ملأى بالسوق.
 ووصف العصير المكتوب عليه "شراب" المقصود منه: سكر عصير ولون وهو غير طبيعي.
وواصل حديثه مستغربا: إن بين يدي الآن بطاطس بنكهة الفلفل الحار فأين القيمة الغذائية التي تعود على طلابنا، فهذا البطاطس من مكوناته  زيت النخيل المهدرج وهو أيضا من أردأ أنواع زيوت التصنيع الغذائي فهو يستخلص من نوى التمر التي يرميها الناس يعني يستخلص من لا شيء كما أنها الأرخص والأسهل استخلاصا.
 
ونبه شلش إلى نقطة مهمة تتعلق بتاريخ صلاحية الوجبات, مؤكدا أنه من المهم استخدام العبوات والوجبات في بداية تصنيعها وليس نهايته أو مما تبقى له أسبوع مثلا أو حتى شهرين أو ثلاثة إذا كانت مدة صلاحيته سنة, فكلما زاد تاريخ تخزينها قلت جودتها وفقدت الكثير من قيمتها الغذائية، مطالبا باستبدال الكثير من الوجبات التي تقدم في المدارس بوجبات صحية معروفة عالميا تحتوي على البروتينات، النشويات والفيتامينات وهي موجودة في البيض، الحليب والجبن لتعويض الجهد الكبير البدني والذهني الذي يبذله الطالب، ثم لماذا لا تقدم وجبة معمول التمر فهي رخيصة وتعتمد على طاقة كبرى بدلا من أنواع البطاطس المصنعة.
وشدد خبير التغذية الصحية على أهمية وجود رقابة صارمة على أماكن تخزين الوجبات والمقاصف المدرسية، لافتا إلى أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين وزارة الشؤون البلدية ووزارة التربية والتعليم للتأكد من توافر الشروط الصحية من وجود تهوية، نظافة، شهادات صحية تثبت عدم وجود أمراض معدية للعاملين فيها.
وأهاب بمعلمي مواد العلوم ضرورة التثقيف الصحي للطلاب وإفهامهم ما يجب عليهم اختياره من وجبات مفيدة لأجسامهم.
على الصعيد ذاته، دافع فهد المنجم مدير عام مشروع التغذية المدرسية في شركة الخليج للتموين عن منتجاتهم الغذائية، مشيرا إلى أنهم استحدثوا مصنعين خاصين لإنتاج وجبات الإفطار في كل من الرياض وجدة، وقال: تحتوي الوجبات المقدمة على العناصر الغذائية اللازمة التي يحتاج إليها الطلاب والطالبات في المراحل العمرية المختلفة التي تفي باحتياجهم من السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات والدهون وكذلك الفيتامينات والأملاح المعدنية مثل: فيتامين ب، الحديد، اليود، والكالسيوم.
وأبان: تم تجهيز هذه المصانع بأحدث ما وصلت إليه تقنيات التصنيع الغذائي، كما روعي في المراحل الإنتاجية تحقيق أعلى مستويات الجودة النوعية من خلال الاعتماد على جودة المواد الأولية المستخدمة والالتزام بمتطلبات السلامة الصحية التي يشرف عليها مختبر المشروع المعد خصيصا لهذا الغرض الذي يراقب الوجبات المعدة لإفطار الطلاب والطالبات والتأكد من سلامتها وجودتها وفقا لأحدث الطرق والأساليب المتبعة في المختبرات العلمية، إلى جانب الحرص الدائم على تحييد المناولة اليدوية في معظم مراحل الدورة الإنتاجية ومراعاة أحدث الطرق والوسائل في عمليات التعقيم المصاحبة لجميع مراحل الإنتاج.
وأبان مشروع التغذية المدرسية جاء نتاجا للعقد المبرم بين وزارة التربية والتعليم وشركة الخليج للتموين إحدى شركات الإعاشة الرائدة في المملكة كمبادرة فريدة تهدف إلى رفع مستوى التغذية المدرسية وتوطين السلوك الغذائي الصحيح وتحسين بيئة المقصف المدرسي.
وتابع: لا شك أن هناك عددا من الجهات المسؤولة تشرف على المصنع لتتلمس عن قرب مستوى التصنيع الغذائي المتميز والجودة العالية للمنتجات التي ينتجها المصنع والمطابقة بالمواصفات والمقاييس السعودية، ولعل من أبرز هذه الجهات: وزارة الشؤون البلدية والقروية، إدارة صحة البيئة، الوحدة الصحية المدرسية، إدارة الترخيص الصناعي.
وبين أن مشروع التغذية المدرسية يقدم وجبات إفطار تقدر بنحو 900 ألف وجبة طازجة يوميا للطلاب والطالبات في كل من الرياض وجدة والدمام، كما يتم تصميم أغلفة الوجبات لدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال التغليف الغذائي بما يضمن الجودة العالية وتحقيق الاشتراطات الصحية والمواصفات القياسية العالمية إلى جانب تقديم المنتج في غلاف مميز وجذاب.
وأضاف: يقدم المشروع إلى جانب التشكيلة الواسعة من المخبوزات والمعجنات عددا من المنتجات الأخرى مثل المياه المعدنية والعصائر والحليب والبسكويت التي تصنعها أفضل الشركات الوطنية.
واختتم حديثه قائلا:طورنا ما يزيد على ألفي مقصف في كل من الرياض وجدة والدمام وزودنا تلك المقاصف بوسائل السلامة والتجهيزات التي تناسب بيئة المقصف المدرسي وتساعد على توطين السلوك الغذائي الصحيح.
في السياق ذاته، أكد لـ "الاقتصادية" الدكتور صالح الأنصاري مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، أن المقاصف المدرسية تخضع للائحة الاشتراطات الصحية للمراجعة والتعديل حسب المعطيات العلمية والعملية.
ولفت إلى أنه تم منع بيع المشروبات الغازية والمشروبات المخففة التي تقل فيها نسبة العصير عن 30 في المائة مع إلزام المقاصف بتوفير الحليب والتمر، وقال: يجري العمل حالياً على منع رقائق البطاطس المملحة وبعض أنواع من الشطائر, لأن هدف اللائحة هو تربية النشء تربية غذائية صحية من خلال ما يعرض ويقدم لهم من مأكولات مفيدة، ويبقى دور المقصف ينحصر بتقديم وجبة خفيفة في منتصف اليوم الدراسي تكون على شكل وجبات غذائية خفيفة تحتوي على أغذية نوعية ومحمية بتغليف جيد تتكفل بتوفير القيمة الغذائية المطلوبة.
وأضاف: إن هذه الوجبات يكون دورها إعطاء وجبة خفيفة وليس إفطاراً كاملاً, فالإفطار مكانه البيت، ويوفر المقصف وجبة خفيفة في منتصف اليوم الدراسي. مع التوقف تماماً عن إعداد الوجبات في المقاصف المدرسية لصعوبة توفير الظروف الملائمة لإعداد الأغذية الطازجة في المدرسة.
وتابع: أصدرت لائحة الاشتراطات الصحية للمقاصف المدرسية التي تعتبر تنظيماً عاماً للمقصف المدرسي من حيث ما يعرض فيه من مواد غذائية وطرق تقديمها وحفظها, ويتناول شروط العمالة والبناء الصحية الواجب توافرها في المقصف إضافة إلى طرق المراقبة الصحية المقترحة أثناء التنفيذ الفعلي للائحة.
وشدد الدكتور الأنصاري على أن إدارة الصحة المدرسية ومن خلال الزيارات الميدانية لأطبائها على المدارس تؤكد تطبيق الاشتراطات الصحية إضافة إلى إشراف مدير المدرسة في المتابعة المستمرة بالتعاون مع بقية أعضاء الأسرة التربوية في المدرسة.
وعن إلزامية المدارس للتعامل مع الشركة الموقع عقد معها حتى المدارس الأهلية أجاب:
يتوقف تشغيل المقاصف المدرسية سواء الحكومية أو الأهلية على العقد المبرم بين الشركة وإدارة التربية والتعليم من منطقة إلى أخرى.
وشدد على أنه ستكون هناك خطوات مستقبلية لتطوير الوجبات الغذائية حيث دأبت الإدارة العامة للصحة المدرسية أخيرا على تبني العديد من المشروعات والبرامج التوعوية لتطوير التغذية ورفع الوعي الصحي بالتوازن الغذائي كبرنامج الحليب المدرسي وبرنامج التربية الغذائية" غذاؤك حياتك" وبرنامج الحليب والتمر. هذه البرامج والتي يستفيد منها مئات الآلاف من طلاب المدارس.