شركة Trimeris تستثمر في علاج الإيدز وتنافس كبريات شركات الأدوية
ما زال وباء الإيدز هو الشغل الشاغل للكثير من الحكومات والمنظمات الصحية الدولية، وتنفق جميع هذه الأطراف الكثير من مواردها المالية لمعالجة مرضى الإيدز ومكافحة انتشاره من خلال التوعية والتثقيف إيماناً منهم بأنه كارثة على البشرية، بينما يوجد أناس آخرون يرون في هذه المشكلة البشرية جانباً آخر هو أنها فرصة استثمارية بحتة لذا أنشأوا شركات متخصصة في صناعة الأدوية مهمتها البحث والتطوير والتنقيب عن علاج يساعد في مواجهة انتشار فيروس فقد المناعة المُسمى بالإيدز.
كثيرة هي الشركات التي تسعى لتحقيق هدف تطوير عقاقير تعالج المصابين بالإيدز، ومنهم من خرج بأدوية تخفف على المرضى معاناة مرض الايدز ومنهم من طور أدوية أخرى تُخفف من نمو وتطور المرض، ومنهم من فشل وخسر كل موارده المالية وأفلس، حتى من نجح من شركات الأدوية في الوصول إلى دواء حسب زعمها فإنها قد تفشل في الحصول على موافقة لبيعه في أوروبا مثلا أو في دولة معينة لأسباب طبية، اليوم سنتحدث عن شركة تستثمر في هذا المجال وهو مجال صناعة الأدوية البيولوجية biopharmaceutical ولديها تقنية تستخدمها في تركيب أدويتها تُسمى المثبطات الانصهارية، هذه الشركة هي Trimeris, Inc ومُدرجة في سوق ناسداك برمز TRMS.
نظرة عامة
شركة Trimeris تقوم بأبحاث وتُطور عقاقير مستخدمة تقنيتها العلاجية لتكافح الفيروسات بمثبطات الانصهار، وأول عقاقيرها المسمى Fuzeon الذي يعالج مرض الإيدز وتمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والاتحاد الأوربي وهذه ميزة لا يُستهان بها بالنسبة للشركة وأقصد الموافقة عليها في ثلاث مناطق مهمة، وحتى تنجح الشركة في تسويق دوائها قامت بتوقيع اتفاقيات تعاون مع عدد من الشركات منها شركة Hoffman-La Roche لتسويق الدواء حول العالم واتفقت أيضاً مع شركات أخرى لتتفرغ هي لاستكمال أبحاثها الدوائية، وصدرت أخبار عن الشركة أنها تسعى إلى إنتاج دواء لمكافحة فيروس التنفس المدعو "سينسيتيال" مستخدمة نفس تقنيتها الدوائية المسماة بمانع الانشطار والانصهار. جدير بالذكر أن الشركة أُنشئت عام 1993 و يعمل فيها 90 موظفاً فقط في مدينة موريسيفيلي في ولاية كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية.
دواء Fuzeon موجود حالياً في الأسواق وتستفيد الشركة من هذا الطرح، حيث إن انتشار مرض الإيدز يزيد من فرص نمو أرباح الشركة، فمثلا يوجد في الدول التي صُرح فيها بيع الدواء ما يُقارب مليون ونصف المليون مريض بالإيدز، بينما على مستوى العالم يوجد ما يُقارب 38.5 مليون مصاب. دواء Fuzeon أصبح يُعطى للمرضى مع دواء آخر يُدعى Prezista في كثير من المُستشفيات، وكثير من شركات الدواء أصبحت تدخل في أبحاث مع شركة Trimeris لتطوير عقار آخر يعمل مع عقار Fuzeon مثل شركة جونسون آند جونسون و شركة Merck و وصل التعاون إلى مراحل متقدمة من اختبارات منظمة الدواء والغذاء مما يعني احتمال نمو أسواق شركة Trimeris.
كما ذكرت سابقاً فإن شركة Trimeris عقدت اتفاقية توزيع الدواء مع شركة Hoffman-La Roche التي تُعرف بنجاحاتها في التسويق وتقوم Roche بتوسيع قدراتها وتطويرها حتى تصل بالدواء إلى أسواق مختلفة يزداد فيها الطلب على دواء مثل هذا وقد نجحت في السابق في تحقيق هذا الهدف وما التوسعات الحالية في شبكة توزيع الدواء إلى داعم ورافد آخر سيدعم فرص نمو شركة Trimeris.
المنافسون
حسناً لنلقي بعض الضوء على دواء Fuzeon الذي تمت الموافقة عليه من قبل منظمة الدواء والغذاء الأمريكية FDA، حيث إنه دواء مختلف عن باقي أدوية الإيدز فهو يعمل داخل الخلايا التائية T لإيقاف تقدم المرض من خلال منع الفيروس من التغلغل و الدخول إلى الخلايا وهو يعمل على جدار الخلايا التائية، وبفضل تقنية مثبطات الانصهار فإن الآثار الجانبية لدواء Fuzeon تكون أقل من غيرها من الأدوية الأخرى وهذا يُعطي الدواء ميزة تنافسية على غيره من الأدوية.
شركات أدوية كبرى مثل جلاكسو Galxo و Pfizer و Gilead تعاني من منافسة دواء شركة Trimeris بينما تأتي المنافسة الحقيقية من دواء تحت التطوير يُدعى برنامج تطويره CCR5 الذي يعمل بنفس طريقة دواء Fuzeon وبتقنية أخرى خاصة به لمنع دخول الفيروس إلى الخلية، ولكن المنافسة لم تشتد بعد، حيث إن هذا الدواء في مراحله الأولى من التطوير ويعتقد الباحثون والعلماء أن الدواء الذي ما زال تحت البحث والتطوير قد يُستخدم جنباً إلى جنب مع دواء Fuzeon لتحقيق درجات أعلى من العلاج.
التحليل الأساسي
نبدأ بمبيعات الشركة التي سجلتها في الاثني عشر شهراً الماضية حيث بلغت 27.37 مليون دولار مُسجلة زيادة مقدارها 120.2 في المائة على العام الماضي وهذه زيادة كبيرة جداً يجدر الانتباه لها، وسجلت الشركة دخل هو6.2 مليون دولار، بالنسبة لربحية الشركة فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة زاد بنسبة 22.7 في المائة وهي أكبر بمراحل من معدل صافي أرباح الشركة في السنوات الخمس الأخيرة وهو 9.7 في المائة، وعن صناعة الأدوية نفسها مما يعني أن الوضع المالي للشركة يجعلها تتبوأ مكانة بين بقية شركات القطاع.
لا يوجد ديون على الشركة ونسبة المديونية بالنسبة للملكية هي صفر في المائة بينما السيولة الجارية Current Ratio لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 6.3 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهو 24.3 في المائة أي أعلى بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع وأعلى من العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع وقدره بالسالب 6.7 في المائة، وقُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover هي 0.4 مرة.
سعر سهم الشركة حتى إغلاق يوم الخميس 12.58 دولار ويواجه أول مقاومة عند مستوى 14.92 دولار بسبب أن هذا السعر هو أعلى مستوى وصله السهم منذ 52 أسبوعا، كما يجد السهم دعما جيدا عند مستوى 10.52 دولار بسبب وجود متوسط حركة 200 يوم ثم الدعم الآخر عند 9.88 بسبب وجود متوسط حركة 50 يوما، بالنسبة مكرر الأرباح P/E الحالي للشركة هو 43.9 و هو مكرر أرباح مرتفع لكنه أقل من مكرر أرباح القطاع الذي وصل إلى 54.5. من هذا المنطلق يرى المحللون أن سعر السهم قد يصل إلى27.66 بنهاية عام 2007.
عام 2006
كانت مبيعات الشركة قوية من بداية العام الحالي وحتى نهاية الربع الثالث، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 21.4 في المائة مقارنة بالعام الماضي فوصلت إلى 176 مليون دولار بعد أن كانت 145 مليون دولار للفترة نفسها من عام 2005، حققت الشركة عوائد حتى الربع الثالث مقدارها 21.6 مليون دولار من مبيعاتها في الولايات المتحدة الأمريكية وحول العالم ويتوقع المحللون أن ترتفع مبيعات الشركة أكثر في الفترة المقبلة.
المُستثمرون
تستثمر مؤسسات مالية عريقة ذات خبرة في شركة Trimeris وتصل نسبة تملكها لأسهم الشركة إلى 84 في المائة من مُجمل عدد الأسهم الصادرة من أبرزها Baker Brother Advisor يليها T.Rowe و Perry Corp و ذلك بنسبة 16.3 و 11.75 و 9.95 في المائة على التوالي.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/mashoor16.12.jpg" width="499" height="499" align="center">