اتق شر الحليم إذا غضب
أعتصر ألما وأتضايق كثيرا وأتكدر عندما تصلني رسالة فيها شكوى أو ألم عبر الإيميل أو يردني اتصال يشرح لي معاناة أحد الإخوة أو الأخوات ممن يموت في اليوم مائة مرة حسب تعبير أحدهم، ولا يستطيع أي منهم أن يفعل شيئا، والسبب هو تجميد أموالهم في مساهمات عقارية أو مشاريع توظيف أموال وهمية تعلقت أو تعثرت لسبب أو لآخر بعضها منذ أكثر من أربع سنوات.. وأجدني عاجزا عن مد يد العون سوى بأضعف الإيمان وهو الكتابة في هذا العمود ونقل معاناتهم.
عندما تعيش الأمل في الحصول على ما تريد وتنتظر ويطول الانتظار ثم تبدأ رحلة الألم والإحباط وأنت ترى أموالك وشقاء عمرك في يد مجموعة من الجهلة أو العابثين أو المستهترين أو اللصوص ولاتستطيع أن تفعل شيئا لردها. فأنت تحكم على نفسك بالموت البطيء يوميا. والحل الأخير في هذه الحالة هو اللجوء والشكوى إلى الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
ما زلنا نطالع ما تزخر به الصحف المحلية ومنتديات الإنترنت حول موضوع المساهمات المتعثرة والمجمدة التي دخل فيها العديد من المساهمين البسطاء وهي في مراحل الشد والجذب وكل يعيش الأمل والألم، والحال كما هو دون تغيير وبعضها في كواليس الجهات الحكومية بانتظار الحكم فيها، وبعضها قد صدرت فيها أحكام وبقي التنفيذ والله أعلم متى يكون.
وحتى نكون عادلين في حكمنا فهناك فئة ممن تعثرت مساهماتهم بسبب سوء الادارة أو بسبب البطانة الفاسدة التي كانت تعمل معهم او بسبب الاندفاع في مغامرات غير محسوبة أدت إلى التعثر أو الفشل ولكنهم لم يبيتوا النية لاستغلال أموال المساهمين واجتهدوا وما زالوا بهدف إعادة الأموال إلى أصحابها.
متى نرى حلا جذريا لإنهاء هذه المعاناة والمشاكل وتصفيتها وبسرعة وتخليص هؤلاء المساكين من معاناتهم؟ فالانتظار الطويل يولد الإحباط والقهر ويؤثر سلبا على هذه الفئة وينعكس على نفسيتها وحياتها الأسرية والاجتماعية وقد يحدث ما لا يحمد عقباه.
وعلى النقيض تماما نجد من جمع الأموال قد جمدها بحجج واهية، أو جمدت بقرار من الجهات المختصة وهو يعيش في رغد من العيش وقد يكون استثمر معظمها في استثمارات أخرى داخلية وخارجية باسمه أو بأسماء بعض المقربين منه، وهي تتنامى يوما بعد يوم وبعضهم يعيش خارج الوطن في فنادق فئة الخمس نجوم وأموال المساهمين قد أدخلها في استثمارات تدر عليه ما يمكنه من العيش في بحبوحة ويصرف على بعض المتمصلحين والمنتفعين لكي يعملوا كأبواق دعاية له في المجالس والمنتديات وحتى في ساحات الإنترنت، ويحثهم على تبرئة ساحته والإلقاء باللائمة على جهات أخرى يرون أنها السبب في تأخير التصفية تارة أو التحجج بوضع السوق العقارية الراكد تارة أخرى وغيرها من الحجج الواهية.
هذه الفئة لا ينفع معها إلا لغة واحدة هي لغة الحزم ولا حل آخر سواه. فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
أما بالنسبة للإخوة المتعلقين بهذه المساهمات والمشاريع الوهمية فاقول لهم جبر الله مصابكم وعوضكم خيرا مما فقدتم وعسى الله أن يأتي بالفرج.
رئيس فكر الدولية للتسويق العقاري
جدة - فاكس 02 691 2060