"دورات المعلمين" .. مديرون يتحايلون ومدربون يحتاجون إلى تدريب!

"دورات المعلمين" .. مديرون يتحايلون ومدربون يحتاجون إلى تدريب!

"دورات المعلمين" .. مديرون يتحايلون ومدربون يحتاجون إلى تدريب!

المعلم ذلكم الهرم الذي يعول عليه المجتمع بناء الحاضر والمستقبل وتنمية الأجيال والإسهام في الرقي والازدهار لنا ولأبنائنا، يحتاج اكتشافه إلى صقل وتأهيل فهو ركن ثابت وأساس قويم في العملية التعليمية.
وتعي وزارة التربية والتعليم هده الثروة فرصفت لهم طرق الإبداع وكانت ولا تزال تواصل الركض لتقديم كل ما يطور مهاراتهم ويرتقي بأدائهم، ولعل إنشاء مركز متخصص للتدريب الميداني عام 1419هـ هو أحد الخطوات لإعادة تأهيل المعلمين خاصة أن الجامعات لم تعد تحمل هذه المهمة بالشكل الإيجابي الذي يفرز معلمين أرباب كفاءات كبرى.
ورغم أن وزارة التربية رصدت ميزانية ضخمة تربو على 1.3 مليون سنويا لتدريب المعلمين في الدورات صباح مساء، ورغم عدد السنين التي مضت على افتتاح المركز إلا أن الهدف لم يتحقق بنسبة كبرى بعد أن بزغت كثير من العوائق في الأفق، أبرزها ضياع حقوق المعلمين في أخذ نصيبهم منها خاصة فترة الصباح وتعتيم مديري المدارس عليها, هذا من جهة, وعدم وجود كفاءات تدريبية عالية ترتقي بالمعلم في سلم العطاء من جهة أخرى.
"الاقتصادية" إيمانا منها بأهمية دعم المعلم تربويا ومهنيا فتحت دفتي تحقيق لهذا الموضوع الحيوي وخلصت إلى النتيجة التالية:

أكد خالد عبد الله السليمان المدير المكلف لإدارة التدريب والابتعاث في منطقة الرياض، أن الميزانية السنوية لأنشطة التدريب الصباحية والمسائية للمعلمين تتراوح ما بين 900 ألف ريال و 1.3 مليون، كاشفا أن تكلفة المدرب الواحد تبلغ 100 ريال عن كل ساعة تدريبية في برامج الخطة التدريبية المسائية فقط, أما مدربو الفترة الصباحية فيوجد مشرفون للتدريب, إضافة إلى مدربين متعاونين من إدارة الإشراف.
وقال: إن أعداد المعلمين الذين التحقوا بدورات تدريبية في المركز منذ إنشائه من البداية إلى تاريخ 20/9/1427هـ بلغ 66.323 ألف متدرب حضروا 4031 برنامجا تدريبيا.
وأوضح أن قسم التدريب التربوي في منطقة الرياض انطلق عام 1401هـ، لافتا إلى أنه في عام 1419هـ وجهت الوزارة بتحويل القسم إلى إدارة للتدريب التربوي لإعداد دراسات الاحتياج وتصميم البرامج وتنفيذها وتقويمها واضعة نصب أعينها هدفاً عاماً يتمثل في الرغبة في تنمية وتطوير معارف ومهارات واتجاهات المتدربين، لمواكبة التطور العلمي والتقني، ولتبادل الخبرات، وحل المشكلات التربوية والتعليمية، والإلمام بالأساليب والطرائق التربوية الحديثة؛ توفيراً للوقت والجهد والمال.
وعن كيفية تأهيل مبنى للتدريب أجاب: تم تسلم مبنى من دورين من الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض, ويعتبر المبنى الرئيس لإدارة التدريب التربوي. ويوجد مركز للتدريب غرب الرياض وكذلك مبنى آخر مخصص لتدريب القيادات التربوية.
واعترف السليمان بأنه في البداية كان الإقبال ضعيفا معللا ذلك: لأن ثقافة التدريب في منظورها المعاصر كانت جديدة لدى شريحة كبيرة من منسوبي إدارة التربية والتعليم، وكذلك ضعف نظام الحوافز في حضور البرامج التدريبية، وعلى ضوء هذه الأسباب وضعت استراتيجيات للتغلب على هذه التحديات، منها على سبيل المثال: تم تفعيل ثقافة التدريب المعاصر من خلال عقد عدة لقاءات وندوات ومحاضرات وورش عمل لنقل ثقافة التدريب، وتفعيل نظام الحوافز والمتمثل في احتساب الدورات التدريبية كنقاط في المفاضلة للنقل والترشيح لمهام تربوية أو الترشيح لإكمال الدراسات, ووضع نظام آلي دقيق يرصد فيه سجل الدورات التدريبية لكل معلم (سجل النمو المهني للمعلم ) كان هذا إضافة إلى مجموعة من العوامل المساهمة في صناعة التدريب التربوي كالمدرب المحترف ودراسة الاحتياج وتصميم الحقيبة التدريبية وتهيئة بيئة تدريبية مناسبة للتدريب وغيرها أسهم في الإقبال الكبير على برامج التدريب التربوي.
وشدد على أنهم حريصون على إيصال المعلومات عن الدورات وتوقيتها للمعلم وبأي شكل، قائلا: في البداية كانت لإدارة التدريب التربوي خطة للإعلان عن البرامج التدريبية تتمثل في التعميم على جميع المدارس بالبريد الإلكتروني وتوزيع الخطة في دليل مطبوع ويوزع على جميع مدارس مراكز الإشراف التربوي في الرياض والتصريح في الجرائد عن الخطط التدريبية، وكذلك تكون الخطة على موقع إدارة التدريب التربوي التي تحدث بياناتها يومياً ومن أجل التأكد من فاعلية الخطة الإعلانية
أجرت وحدة الإحصاء والإتقان في إدارة التدريب التربوي استفتاء على عينة من المتدربين بلغوا 1200 متدرب في 60 برنامجاً تدريبياً (صباحيا ومسائيا) وطرح عليهم مجموعة من الأسئلة منها: كيف علمت بهذا البرنامج؟ فكانت نتيجة الاستفتاء أظهرت أن نسبة تفعيل الخطة بلغ 78 في المائة وهذا مؤشر نجاح لهذا العمل. كما أننا نقدم خدمة رسائل الجوال لتذكير المتدربين بالبرامج المسجلين بها.
وعن شكاوى بعض المعلمين من عدم منحهم الفرصة في الدورات الصباحية من مديريهم، أكد أن الموافقة على ترشيح المعلم للدورات الصباحية من صلاحيات مدير المدرسة الممنوحة له نظاماً وليس من حق إدارة التدريب التربوي إلزام المديرين بذلك.
وتابع: نحن في إدارة التدريب التربوي وضعنا خطة للتغلب على الصعوبات من بينها وضع خطط تدريبية تلبي احتياجات الميدان التربوي ونشر ثقافة التدريب أثناء لقائنا بمديري المدارس ووضع خطة إضافية للبرامج التدريبية في الفترة المسائية في المراكز الثلاثة.
وعن نوعية المدربين أكد أن إدارة التدريب التربوي في منطقة الرياض التزمت بتقديم نوعية عالية الجودة من البرامج التدريبية يدرب فيها فريق محترف (مشهود لهم بالجدارة والكفاءة في أعمالهم التربوية من مشرفين ومديري مدارس ومعلمين ثم إلحاقهم بدورات تدريبية تعينهم على الإلمام بالأسس التربوية في مجال التدريب التربوي) ويتم تكليفهم بعد أن مرّواَ بمراحل تضمن مستوى رفيعاً من الكفاءة وجودة الأداء، وقد وضع نظام محكم لتقويم أداء المدربين للوصول إلى أعلى درجات الإتقان والإبداع.
وحول شكوى بعض المتدربين من ضعف المحاضرين وكيف يتم علاج ذلك، أجاب: بعد تقويم المدرب في كل برامجه التدريبية، يزود بنتيجة التقويم التراكمي (الفصلي) ليطلع المدرب على مواطن القوة والضعف في أدائه ضمن إطار الوضوح والموضوعية والتجرد.
وأضاف: وفي حال وجود مؤشرات ضعف معينة فإن الإدارة توجه المدرب إلى بعض البرامج التي أعدتها إدارة التدريب مسبقاً للمدربين مثل:
حضور دورات تدريبية في مهارات التدريب، زيارة المدربين المتميزين في قاعات التدريب، تزويده ببعض القراءات الموجهة في مجال التدريب ودعوة بعض المدربين المحترفين لحضور بعض جلساته التدريبية، علماً أن الإدارة قد تستبعد المدرب الضعيف من التدريب في برامجها التدريبية وقد تم استبعاد مجموعة من المدربين خلال الفترة السابقة.
وحتى نتقصى مدى جدوى مركز التدريب التربوي برأي الفئة المستهدفة المعلمين سألنا ماجد علي التويجري وهو معلم في إحدى المدارس الابتدائية، فقال: الدورات هي فكرة ممتازة غير أنها تحتاج إلى تطبيق أفضل باستقطاب مدربين ممتازين، كما يجب على مديري المدارس أن تعي عقولهم جدواها لتطوير قدرات المعلمين.
واستشهد التويجري بهذه الحادثة قائلا: دخلت في إحدى المرات على مدير المدرسة فوجدت أوراقا مقلوبة ودخل معي مدرس آخر مقرب من المدير فقلب الأوراق فوجد أنها برنامج لمواعيد الدورات الموجودة, فأحرج المدير فوافق لنا نحن الاثنين على دورة صباحية لأننا كشفنا سره.
واقترح أنه بدلا من الإحراج لصعوبة التحاق عدد كبير من المعلمين بالدورات الصباحية فلماذا لايكافأ المعلم المجتهد بمنحة فرصة التميز أكثر وبذلك يتنافس حتى المعلمون بينهم.
في السياق ذاته، أكد المعلم عادل العنزي، أن المشكلة هي أنه ليس كل من يريد دورة ما يستطيع الحصول عليها بسبب محدودية الأعداد مقارنة بالمعلمين الراغبين في التسجيل.
وأضاف: فترة التسجيل تعتبر قصيرة جدا وبالذات في دورات الحاسب الآلي وهو الوحيد التي تتقلص فيها فترة التسجيل بشكل كبير جدا رغم أهميته الكبيرة للمعلمين.
واسترسل: حتى وإن كانت الفرص متاحة فهناك معوقات أخرى منها صعوبة الحصول على موافقة مديري المدارس في الدورات الصباحية وإن تمت هذه الموافقة فهي لا تخلو من الحرج.
من جهته، قال المعلم نايف العتيبي إن مدة الأيام الثلاثة لا تكفي كدورة تؤهل المعلم, وسبق أن أخذت دورة واحدة فقط ثم رفضت التسجيل في غيرها.
وأكد أنه لابد من وجود دورات مكثفة على سبيل المثال كل خمسة أعوام دورة واحدة مدتها شهر واحد تفيد المعلم, فأنا ضد الدورات القصيرة تماما التي تضيع الوقت ولا طائل منها.
من جهته، علق المعلم صالح الخالدي قائلا: لي الآن سبع سنوات في التعليم لم أعلم بوجود دورات تدريبية إلا عندما تقدمت بطلب الالتحاق في مجال الإرشاد فقالوا لي لابد أن تحصل على دورتين تدريبيتين على الأقل.
وأردف: أنا هنا أقول عن هذه الدورات خلال السنوات الماضية بصراحة تحتاج وزارة التربية إلى وقفة حازمة تجاه مديري المدارس الذين يخفونها ويعتمون عليها لأسباب سد الحصص فقط لأن هدا المعلم قد ينقل إلى مدرسة أخرى دون الالتفات إلى تطور المعلم والارتقاء به عاليا وأيضا بالتعليم.
من جهته، اعترف محمد القناص مدير إحدى المدارس، بإخفائه برنامج الدورات التدريبية عن المعلمين، مشيرا إلى أنه لا يستطيع انتداب المعلمين إلى دورات صباحية لمدة ثلاثة أيام نحتاج معها إلى سد نقص الحصص الدراسية في فصل المعلم صاحب الدورة.
ولفت إلى أن إدارة التدريب التربوي يجب أن تقترح مواعيد مناسبة لدوراتها لا أن تطرح مواعيدها وسط أسابيع الدراسة فيقع الحرج على المديرين.
واعترف القناص بأهمية تأهيل المعلمين, منوها بقدرات إدارة التدريب التربوي، ناصحا زملاءه بانتقاء الدورات التي تكمل ضعفه في هذا الجانب.

الأكثر قراءة