احتدام حرب مصنع الورق بين الأرجنتين وأوروجواي

احتدام حرب مصنع الورق بين الأرجنتين وأوروجواي

بدأ النزاع قبل ما يزيد على عام، والآن عاد الموضوع للواجهة مرة أخرى
النزاع بين الجارين الأرجنتين وأوروجواي والموضوع هو إقامة واحد من أكبر مصانع إنتاج السليلوز علي إحدى ضفتي نهر ريو الفاصل بين الدولتين من ناحية أوروجواي.

ويغلق حماة البيئة من منطقة ( جواليجوايشو) في الأرجنتين الجسر المؤدي إلى أوروجواي احتجاجا على المشروع المخطط له على الضفة المقابلة من النهر وتقوم به شركة يوتنيا الفنلندية ويهدف المشروع إلى إنتاج نحو مليون طن سنويا من مادة السليلوز وهو المادة الرئيسية في تصنيع الورق

وعقب أن وافق البنك الدولي في بداية الأسبوع على قرض شامل لتمويل المشروع يهدد الآن دعاة حماية البيئة، بالإبقاء على إغلاق الطرق المرورية خلال فترة الصيف بأكملها من شهر كانون الأول (ديسمبر) إلى شهر شباط (فبراير)، واحتمال إقامة بعض الموانع المرورية أيضا على ممرات حدودية أخرى.

ويخشى الأرجنتينيون من المشروع الذي يقام بالقرب من منطقة فراي بينتوس الأرجنتينية بسبب الأضرار البيئية المتوقعة وما قد تصيبه من آثار سلبية على حركة نقل الأجانب في مدينة جواليجوايشو. وبالفعل أغلق دعاة حماية البيئة في موسم الصيف الماضي عدة ممرات حدودية طوال أشهر. وقد أدى هذا إلى إحداث الكثير من الخسائر الكبيرة في قطاع السياحة في أوروجواي، والذي يعيش إلى حدٍ بعيد على سياحة الزوّار القادمين من الدولة المجاورة الكبيرة.

وناشد الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنر الناشطين إلى إزالة العقبات الحدودية. ولكنه لا ينوي كما حدث العام الماضي استخدام القوة لإزالة العقبات المقامة على الممرات الحدودية. ووافقت حكومة أوروجواي على بناء المنشأة الصناعية التي تبلغ تكلفتها نحو 1.2 مليار دولار عن طريق شركة يوتنيا قبل عامين متعللة في ذلك أن مصنع السليلوز هذا هو أكبر مشروع استثماري خاص في تاريخ البلاد . وتعتمد أوروجواي التي يقطنها ما يزيد على ثلاثة ملايين مواطن - منذ عقدين من الزمان على تنمية إدارة الغابات، ومعالجة الخشب المقطوع المخصص لمادة السليلوز.
وتقدمت الحكومة الأرجنتينية بشكوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد جارتها أوروجواي بسبب المشروع لأن حكومة أوروجواي أصدرت الترخيص دون استشارة الأرجنتين، وبالتالي فقد عارضت الميثاق الثنائي فيما يتعلّق باستخدام نهر ريو الذي يفصل حدود الدولتين إلا أن محكمة لاهاي لم تصدر حكماً محدداً يبتّ في الأمر. وقد تم رفض طلب الأرجنتين ضمن أمر قضائي مؤقت لوقف البناء. وتنوي أوروجواي الآن من ناحيتها تقديم شكوى ضد الأرجنتين في دين هاج بسبب العوائق المرورية.

وقد توصل الخبراء المفوّضون من قبل البنك الدولي في دراسة إلى النتيجة، بأن منشأة تصنيع مادة السليلوز تفي بالمعايير الدولية، ولا تشكّل أي خطر على البيئة. وبناءً على هذا وافقت الهيئة الرئاسية في البنك الدولي منذ بداية هذا الأسبوع مع وجود صوت معارض واحد على قرض يزيد على 170 مليون دولار، وكذلك على المزيد من الضمانات تصل حتى 350 مليون دولار لهذا المشروع. وطبعاً جاء صوت المعارضة الوحيد عن ممثل الأرجنتين.وانتقد كيرشنر قرار البنك الدولي بشدة وقال إن مصالح الشركات الكبرى انتصرت على مصالح الدول .وحذر كيرشنر قبل أسبوعين في رسالة شخصية إلى رئيس البنك الدولي، بول وولفوودز بأن منح القرض يمكن أن يؤدي إلى زيادة حدة التوتّر بين الأرجنتين وأوروجواي.

وبالطبع يضيف النزاع حول مصنع إنتاج السليلوز الأعباء أيضاً على الرابطة التجارية لأمريكا الجنوبية (مركيسور) والتي تنتمي إليها البرازيل، وبارجواي، وفنزويلا، إلى جانب الأرجنتين، وأورجواي. وقد قدّمت أوروجواي شكوى ضد الأرجنتين لدى محكمة مركيسور عقب العقبات الحدودية الصيف الماضي، لأن حكومة الدولة المجاورة لم تتخذ أية إجراءات رسمية وفعّالة ضد الحواجز المرورية، وبالتالي انتهكت قواعد حرية الانتقال المنصوص عليها في اتفاقية مركيسور لحركة السلع والأفراد.
ومنحت محكمة مركيسور أوروجواي الحق، إلا أنها لم تعلّق أية مراسيم قانونية ضد الأرجنتين. وحتى ممثلي المعارضة في الأرجنتين، من نطاقات الأحزاب اليسارية إلى اليمينية، طالبوا حكومة كيرشنر، بضمان حق الحركة المتحررة. ونفسه الملك الإسباني، جون كارلوس، يحاول في الوقت الراهن، التدخّل بين الدولتين المتجاورتين المتنازعتين.

وأكد كيرشنر، أنه لن يسمح بتوظيف القوة الحكومية ضد المتظاهرين. "لن يكون هناك كبت حكومي"، حسب تأكيداته. "وأنا أرجوكم (المتظاهرين) من قلبي، بالتخلي عن العائق المروري، وأنا طبعاً لن أرفع يدي ضد أي أرجنتيني". وفي هذه المسألة يتوارى كيرشنر بالكامل ضد المتظاهرين. وقد رفع كيرشنر أحد الناشطات الرئيسيات في حركة البيئة من مدينة جواليجوايشو ما قبل بضعة أشهر إلى وزيرة البيئة. ويحضّر المحتجون في غمرة هذا لصيف طويل وحارّ. وعلى الجسر الحدودي سيتم وضع تمديدات للطاقة، وحمامات، بهدف الحفاظ على العوائق على مدار الساعة بصورة أفضل.

الأكثر قراءة