قلبك أمانة بين يديك
في يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الماضي عقد مؤتمر علمي عن التغذية وأمراض القلب بإشراف مركز سعود البابطين لجراحة القلب في مدينة الخبر, وقد تناول المؤتمر صحة القلب والأوعية الدموية ودور التغذية الوقائي في ذلك, وقدمت عدة أوراق عمل طبية وتغذية من مشاركين ومشاركات, وقد لخص المؤتمر أهمية الدور التغذوي الوقائي للتقليل من أمراض القلب وتصلب الشرايين وقد طرحت عدة تجارب في هذا الشأن.
وسياقاً على ذلك فإن أمراض القلب الوعائية cardiovascular diseascs
هي السبب الرئيسي للوفيات في معظم دول العالم وخاصة الدول العربية وفي منطقة الخليج العربي, وقد أفزعني نسبة الأرقام التي رصدت في دول العالم المتقدم عن حجم التكاليف التي رصدت لهذه الأمراض.
وتشمل الأمراض القلبية الوعائية مجموعة من الأمراض أهمها مرض القلب التاجي وهو عبارة عن قصور دوران الدم في مناطق معينة من عضلة القلب ما يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو احتشاء في عضلة القلب, وأيضاً هناك المرض المخي الوعائي وهو عبارة عن قصور دوران الدم في الدماغ وكذلك المرض الوعائي المحيطي وهو يسبب ألماً أثناء المشي والجهد.
وقد أكدت الدراسات العديدة أن إصابة الإنسان بأمراض القلب والشرايين نتيجة لتعرضه لعدة عوامل تتداخل فيها الظروف البيئية والاجتماعية والوراثية والنفسية, ولعل أبرز هذه العوامل العامل التغذوي والإصابة ببعض الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة, إضافة إلى التدخين وتعاطي المسكرات والحياة الخاملة في ظل القفزة الحضارية والمادية الكبيرة في المجتمع واكتساب عادات غذائية خاطئة, بالإضافة إلى قلة تناول الأغذية الغنية بالألياف كالفواكه والخضروات والحبوب لأدى إلى الإصابة بهذه الأمراض.
وقد أجريت دراسات عديدة لمعرفة مدى انتشار هذه الأمراض فلاحظ أن السكان اليابانيين أقل عرضة للإصابة من سكان أمريكا وأوروبا وذلك نتيجة لتناولهم الأسماك والأطعمة البحرية التي تعتبر مصدراً جيداً للدهون غير مشبعة والتي تعمل على خفض مستويات الشحوم الثلاثية المرتفعة في الدم, كذلك دراسة أجريت في الإمارات العربية المتحدة لوحظ أن السكان الذين ترجع أصولهم إلى الأصل الهندي أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض.
أيضاً تعتبر نقص بعض العناصر الغذائية من مسببات هذه الأمراض كعنصر المغنزيوم الذي يسبب أنخفاضه إلى عدم اتساق نبضات القلب وعادة يرافق انخفاض مستوى المغنزيوم. انخفاض مستوى الكالسيوم أو البوتاسيوم أو الاثنين معاً. كذلك تعتبر الألياف الغذائية والفواكه والخضراوات والحبوب من الأغذية التي تساعد على خفض مستوى الكولسترول في الدم وبالتالي يقلل الإصابة بتصلب الشرايين وقد أثبت ذلك معظم الدراسات التي أجريت عليها.
إن مرض القلب ليس نتيجة حتمية لكل من تقدم في السن فقد وجد أنه يمكن الوقاية منه بشكل كبير, كما أوصت منظمة الصحة العالمية وذلك بإجراء طرق وقائية للمجتمع وقد طبقت الدول الغربية البرامج الوقائية لسلامة القلب.
*متخصصة في التغذية