فرانسوا لوس وزير الصناعة الفرنسي: السعوديون قادرون على المنافسة في العالم
فرانسوا لوس وزير الصناعة الفرنسي: السعوديون قادرون على المنافسة في العالم
توقع مجلس الأعمال السعودي زيادة التبادل التجاري المشترك بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بعد زيارة ناجحة، قام بها الجانب السعودي لفرنسا أخيرا. وذلك نظرا لدخول عدد كبير من الشركات الفرنسية خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال كامل المنجد الذي ترأس وفدا ضم أكثر من 40 رجلا، إضافة إلى عدد من سيدات الأعمال، حضر الاجتماع الأول للدورة الثانية لمجلس الأعمال السعودي ـ الفرنسي في باريس، والذي يعد أكبر وفد من نوعه يقوم بالزيارة.
إن الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي تشهده المملكة جعل أكثر الشركات الأوروبية تبحث عن الاستثمارات في المنطقة في شتى المجالات خاصة الغاز، الكهرباء، النفط، والبتروكيماويات, مؤكدا أن هناك أكثر من 100 شركة فرنسية متخصصة تعمل في المملكة في مجالات مختلفة منها الغاز, والبتروكيماويات.
وقال المنجد إن الوفد يعتبر أكبر وفد رجال وسيدات أعمال يزور فرنسا منذ سنوات طويلة، وهو ما يدل على حرص تقوية العلاقة التجارية بين البلدين في شتى المجالات التجارية.
مؤكدا أن الوفد السعودي قام بعرض متكامل عن الاقتصاد السعودي والفرص الاستثمارية في المملكة، كما قام بعرض عن التطورات السياسية في المملكة، وتعرف على الفرص المتاحة بين البلدين وأوجه التعاون في المجالات كافة.
وناقش بشكل صريح معوقات الاستثمار التي تواجه الطرفين، وركز في مناقشاته على زيادة الفرص التصديرية للمنتجات السعودية إلى الأسواق الفرنسية.
ووجد الوفد السعودي دعوات رسمية لرجال الأعمال الفرنسيين بالاستثمار في البلاد، خاصة أن المملكة تحتل المرتبة 38 عالميا من ناحية سهولة الاستثمارات, مؤكدا أنها ستحتل المركز العاشر عالميا في حلول 2010، وذلك بسبب الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
دعوة للاستثمار
وبدأت الزيارة باجتماع للمجلس السعودي ـ الفرنسي مع نقابة أصحاب الأعمال الفرنسية، حيث حضر أكثر من 50 رجل أعمال فرنسي وعدد من سيدات الأعمال، وتم استعراض مدى قوة الاقتصاد السعودي وتأثير المتغيرات الاقتصادية الدولية، إضافة إلى الفرص الاستثمارية في المملكة.
وأثنى جان بوريل رئيس النقابة على النمو الملحوظ الذي تحقق في السعودية في المجالات كافة، وطالب بتوثيق أواصر العلاقات الاقتصادية بين الطرفين. في حين أكد كامل المنجد رئيس الوفد السعودي في كلمته التي ألقاها باللغة الفرنسية أهمية استمرارية جهود مجلس الأعمال في دعم التوجه نحو توطيد العلاقات بشكل أكبر.
وقال إن الدعوات التي وجهت سابقا لرجال الأعمال الفرنسيين لزيارة المملكة لم تكن نتائجها مشجعة بالشكل المرضي (واليوم نجدد دعوتنا لكم).
وأوضح أن العوامل المشجعة التي يمر بها الاقتصاد السعودي من ارتفاع في أسعار النفط، الإصلاحات الاقتصادية، انضمام المملكة إلى منظمة التجارة، إضافة إلى مشاريع بأكثر من 600 مليار دولار في مشاريع تنموية في الغاز والتعليم وغيرها.
ووجه دعوة للفرنسيين بقوله "ادخلوا الآن قبل إقفال الباب"، ونالت تلك الدعوة استحسان الحضور من الطرفين.
وخلال اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس الذي يعد الأول منذ ثلاثة أعوام، وتم خلال الاجتماع تحديد أربعة أهداف تراجع كلها بشكل دوري تمثلت في: الدعوة إلى زيارات الوفود المتخصصة بين الطرفين، استحداث آلية جديدة لدعوة الشركات من الطرفين لزيادة استثماراتها، تعزيز المساعدة من قبل المجلس لرجال الأعمال من الطرفين وتسهيل أعمالهم، والتواصل مع نقابة صغار المؤسسات والغرف التجارية في فرنسا لإيصال المعلومات المطلوبة للاستثمار لأكبر عدد من الشركات الفرنسية.
كما اتفق على أن يعقد بعد ستة أشهر اجتماع في المملكة لمناقشة ما تم إنجازه.
فرص مغرية
وأكد جان بوريل رئيس منظمة أصحاب الأعمال أن الفرص الاستثمارية في المملكة مغرية، بعد الاجتماع الموسع الذي تحدث من خلاله كل من: حمد السليمان، التي قارن بين الاقتصاد السعودي واقتصاديات الدول المجاورة، الدكتور أسامة كردي عضو مجلس الشورى السعودي والذي تحدث عن الاقتصاد السعودي وتأثير المتغيرات الاقتصادية عليه, المهندس فيصل الرشيد، التي تحدث عن المدن الاقتصادية الجديدة في السعودية ومشاريع التوسعة في الجبيل وينبع. محمد السرحان نائب الرئيس في مجموعة الفيصلية، الدكتورة لمى السليمان عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة، التي تحدثت عن دور المرأة في القطاع السعودي الخاص, وسارة الفاعور ممثلة الهيئة العامة للاستثمار عن دور الهيئة في دعم الاستثمارات داخل السعودية والفرص المتاحة.
المنافسة والتميز
ومن جهته أكد فرانسوا لوس وزير الصناعة الفرنسي، أن المنافسة في السوق العالمية تتطلب التميز والمعرفة والعالم والخبرة تؤدي لتحقيق التميز في المنتجات والخدمات، وطالب الحضور خلال لقائه أعضاء المجلس إلى أهمية السعي وراء الأفكار المبتكرة التي تحتاج إليها الأسواق العالمية.
وطالب رجال الأعمال السعوديين الوزير الفرنسي بالمساعدة فيما يتعلق بمراكز التخصص الذي ابتدعها في فرنسا و حققت نجاحا كبيرا.
وشهد اللقاء عدد من المداخلات من قبل رجال الأعمال السعوديين مع الوزير الفرنسي الذي أبدى تجاوبا كبيرا وتفاعلا ملحوظا.
احتفاء عربي ـ فرنسي
اليوم الأول اختتم باحتفال كبير أقامته الغرفة العربية الفرنسية، حضره عدد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين، وأثنى خلاله بيير رزق رئيس مجلس إدارة الغرفة على المجلس، وأبدى حرصه على المساهمة في دعم أنشطته، كما أكد الدكتور صالح الطيار الأمين العام على أهمية زيارة الوفد السعودي إلى فرنسا والعكس لما يخدم البلدين.
وأعلن كامل المنجد رئيس الوفد السعودي عن تسمية الدكتور الطيار عضو شرف في مجلس الأعمال السعودي ـ الفرنسي لجهوده الواضحة في دعم أعماله.
سيدات الأعمال السعودية تتفوقن
جاءت مشاركات سيدات الأعمال السعوديات في اللقاء إيجابية، واستطعن التفوق حضورا ومشاركة على سيدات الأعمال الفرنسيات، حيث حضر في اليوم الأول سبع سيدات أعمال سعوديات مقارنة بعدد أقل من الجانب الفرنسي.
الأمر الذي يشكل نقلة نوعية في توجه المرأة السعودية لإبراز دورها عالميا، وعكس صورة مشرفة للإنجازات التي حققتها سواء في المجالات التجارية أو الاقتصادية.
ودعمت المشاركة موقف المرأة السعودية وتأهلها للمساهمة في حركة التبادل التجاري بين النساء السعوديات ونظرائهن سيدات الأعمال الفرنسيات, الأمر الذي سيسهم في إضافة جديدة في الخبرات العالمية في المجالات التجارية.
وجاءت مشاركة سيدات الأعمال في ورش واجتماعات المجلس لتعكس قدرتها في إدارة الأعمال والمال التي ظلت تحقق فيها نجاحات متتالية طيلة السنوات الماضية بتشجيع ودعم ومتابعة الحكومة السعودية التي عمدت إلى إفساح المجال أمام المرأة السعودية للمساهمة في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.