شركة CalAmp تستثمر في 3 أسواق للاتصالات، وسلاحها الاستحواذ على الشركات للربح من تقنيات المستقبل
شركة CalAmp تستثمر في 3 أسواق للاتصالات، وسلاحها الاستحواذ على الشركات للربح من تقنيات المستقبل
تشهد سوق بث البيانات بمختلف أنواعها من خلال الأقمار الصناعية نمواً من قبل المُستخدمين في المنازل والمكاتب وصولاً إلى المُستشفيات، الإقبال يتزايد يوماً بعد يوم حيث أصبحت الرغبة في الوصول إلى المعلومة من الشبكات ومن عالم الإنترنت في أسرع وقت وباستمرارية هو مطلب جميع المُستهلكين، التطبيقات التي تتطلب إرسال واستقبال البيانات عبر أنظمة "الساتلايت" الأقمار الصناعية متعددة مثل التلفزيونات الرقمية القابلة للبرمجة Television Programming وخدمة الفيديو الرقمي حسب الرغبة أو حسب الطلب كما يحلو للمُترجمين ترجمته على هذا النحو، وهو ما اصطلح على تسميته من قبل التقنيين باسم Video-on-demand وأيضاً جهاز تسجيل الفيديو الرقمي Digital Video Recording وكاميرات التصوير الرقمية.
الأمثلة كثيرة على التطبيقات التي تستخدم وستستخدم هذه التقنية مستقبلاً لكن باختصار هذه السوق ستقوى أكثر وأكثر وأصبحت تنافس بقوة تقنيات تراسل البيانات الأخرى مثل تلفزيون الكيبل والهاتف وغيرها من وسائل التراسل التقليدية، المنافسة قوية بين التقليديين وأصحاب التقنيات الحديثة والكل يضع عينه على المُستهلك في المنازل، لهذا رأيت استعراض أحد الشركات الرائدة في هذا المجال والمبتكرة لتقنيات جديدة متخصصة في تراسل البيانات عبر الأقمار الصناعية لنرى مدى جدوى الاستثمار فيها، وهذه الشركة هي شركة CalAmp وهي شركة مُساهمة مُدرجة في سوق ناسداك ورمزها هو CAMP.
نظرة عامة
شركة CalAmp أحد أهم مُنتجي معدات الاتصال اللاسلكي المُستخدمة في البث الإذاعي والتلفزيوني وتدخل أيضاً في مجال شبكات البيانات، كما تُنتج الشركة أنظمة الساتلايت وتراسل البيانات وتقدم حلول اتصال للشركات العاملة في القطاع الصحي والأمن العام وشبكات الاتصال اللاسلكية.
قامت الشركة بعمليات استحواذ على شركات أخرى ساعدتها في توسع أعمالها وتنويع منتجاتها وساعدتها في المنافسة بقوة، أولها كان في شهر نيسان (أبريل) من عام 2004 حيث استحوذت على شركة Vyteck Inc التي تقوم بخدمة التصميم الهندسي وبعد عام استحوذت أيضاً على شركة Skybility التي تُصنع مكونات تساعد في تقنية تخاطب الماكينات مع بعضها بعضا، وآخر عمليات الاستحواذ كانت على شركة DataRadio وفسم MRM الذي كان ضمن شركة TechnoCom في شهر أيار (مايو) من العام الحالي، حيث يتخصص كلاهما في تصنيع منتجات وتقديم خدمات مُتخصصة في الاتصال ببين الشبكات الخاصة للمؤسسات والهيئات العامة.
يتربع على هرم منتجات الشركة ما يُسمى أنظمة أقمار البث المباشر، حيث تزيد حصة الشركة في هذا السوق يوماً بعد يوم، ويعتمد على منتجها هذا شركات مثل DirectTV وEchoStar، وتستحوذ الشركتان على سوق استقبال البث عبر صحون الاستقبال ولديهما الكثير من المُشتركين وهذا يعني دعم لمبيعات شركة CalAmp التي نستعرضها.
يتزايد الطلب في الولايات المتحدة الأمريكية على خدمة الاشتراك بالتلفزيون عبر صحون الاستقبال حيث وصل عدد المشتركين في مثل هذه الخدمات إلى 94 مليون مشترك، ويوجد حالياً العديد ممن يعتمدون على تلفزيون الكيبل مما يعني احتمال انتقالهم بقوة إلى خدمة تلقي البث التلفزيوني عن طريق الصحون الفضائية.
لدى الشركة منتجات الاتصال اللاسلكي والمستخدمة على المدى القصير مثل خدمة Wi-Fi وعلى المدى الطويل يوجد خدمة القنوات المتعددة ذات التوزيع المتعدد النقاط وهو ما يرمز له اصطلاحاً بـ MMDS، منتجات المدى القصير تستخدم في مقاهي الإنترنت وفيما يُسمى النقاط الساخنة على الطريق وفي المطارات بغرض الوصول السهل إلى شبكة الإنترنت، أما على المدى الطويل فتوجد تقنية MMDS التي تُستخدم من قبل كبرى الشركات للحصول على سرعات كبيرة لنقل البيانات والمكالمات الهاتفية وخدمات بث الفيديو حسب الطلب Video-on-demand.
الثورة التقنية في الاتصال التي تعول عليها الشركة هو اتصال الآلة بالآلة أي Machine -to - Machine ويرمز له بـ M2M، وهي تقنية تسمح برفع أداء الأجهزة بحيث لا يطلب هذا تجهيزا مسبقا من قبل العنصر البشري، إضافة إلى تتبع مواقع الأصول Asset Tracking والتحكم الأوتوماتيكي بالمركبات ومراقبة المعدات عن بعد، كل هذه المنتجات تأتي على شكل مكونات تقنية يتم شراؤها من عملاء الشركة وتركيبها في أجهزتهم.
التحليل الأساسي
نبدأ بمبيعات الشركة التي سجلتها في الاثني عشر شهراً الماضية حيث بلغت 216.5 مليون دولار مُسجلة انخفاضا مقداره 0.9 في المائة عن مبيعات العام الماضي، بالنسبة لربحية الشركة فنجد أن صافي أرباح الشركة انخفض بنسبة 11.1 في المائة أي أقل من معدل صافي أرباح الشركة في السنوات الخمس الأخيرة الذي هو 4.7 في المائة.
يوجد ديون على الشركة وبالتالي فإن نسبة المديونية بالنسبة لملكية Dept/Equity هي 0.26 في المائة، أي أن ديون الشركة تُشكل 26 في المائة من حقوق الملكية وهذا رقم ليس ببسيطا ويعني أن الديون تُشكل مصدر إزعاج للشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio لدى الشركة تستطيع تغطية الديون عليها بمقدار 3.5 مرة، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو – 15.3 وهو أقل بكثير جداً من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع وأقل بكثير من العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع وقدره 20.5.
من أكثر الأمور المُكلفة على أي شركة هو إدارة المخزون ولكن شركة CalAmp يدور مخزونها بنسبة جيدة هي 7.6 مرة مما يُقلل على الشركة تكاليف حفظ وإدارة المخزون ويدل على أن منتجات الشركة لا تبقى كثيراً في مخازنها، ولكن هذه النسبة هي أقل من نسبة دوران المخزون بالنسبة لكامل القطاع وهي نسبة 10.4 مرة، كما أن قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول أي Assets Turnover هي 1 مرة وهي نسبة لا بأس بها ومطابقة تماما لما يقوم به القطاع كاملاً من تغطية لأصوله.
سعر سهم الشركة أغلق يوم الخميس الماضي عند سعر 7.32 دولار ويواجه أول مقاومة عند مستوى 8.42 دولار بسبب أن هذا المستوى يوجد عنده متوسط 200 يوم ومستوى الدعم عند 6.93 دولار بسبب أن هذا السعر يوجد عنده متوسط حركة 50 يوما وهنا تكمن مشكلة وجوب الحذر، حيث إنه من الأفضل شراء السهم بعد تجاوزه متوسط 200 يوم من باب الحيطة وللمستثمر الحذر، أما المغامر فيمكنه التعجل من الآن.
المُنافسون و المُستثمرون
تواجه الشركة منافسة قوية في كل مجال من مجالات منتجاتها، ففي مجال صناعة أنظمة الاستقبال عن طريق الصحن الفضائي تواجه الشركة منافسة قوية من شركتين ولكن المنافسة الأقوى تأتي من شركة Winegard التي تنتج تقنية جديدة أظهرتها في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2005 تسمح بمشاهدة قنوات الكيبل التلفزيونية وكذلك قنوات التلفزيون عبر الصحن الفضائي.
في مجال صناعة معدات الشبكات الخاصة اللاسلكية بالمدى القصير والمدى الطويل فإن الشركة تنافس عملاق صناعة الاتصالات شركة موتورولا ومعها شركة M/A-Com، حيث تستحوذان على أجهزة الاتصال عبر موجة الراديو اللاسلكية المسماة 2-Way أي إرسال واستقبال إضافة إلى أجهزة "اضغط و تحدث" وهي التي عرفت باسم Push-to-Talk.
أما على صعيد المنتجات التي تستخدم تقنية M2M وهي تخاطب الآلة مع الآلة فإن المنافسة تأتي من شركتين عملاقتين هما نوكيا Nokia وسمينس Siemens وشركة WaveCom التي استحوذت على قسم تصنيع منتجات M2M من شركة سوني أريسكون Sony Ericsson هذا كله يعطي انطباعا عن مدى قوة سوق المنتجات التي تستخدم تقنية M2M، وآخر الدراسات تتحدث عن أن شركة سيمنس وWaveCom تستحوذان على أكثر من 70 في المائة من سوق تصنيع منتجات M2M ثم تأتي حصة كل منافس بقدر لا يتجاوز 5 في المائة، ومنها حصة شركتنا التي نتحدث عنها CalAmp.
المخاطر
تأتي الخطورة من المُستهلك الذي قد لا يتمكن من الإنفاق نظراً لوجود التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث هي السوق الأكبر لمنتجات الشركة، قد لا يتمكن المستهلكون من دفع مصروفات الانتقال من أجهزة التقنية القديمة الخاصة باستقبال القنوات التلفزيونية و تراسل البيانات إلى التقنية الأحدث التي تسوقها الشركة.
ذكرت أعلاه أن معظم دخل الشركة يأتي من بيع منتجاتها إلى موزعين معروفين، وهذا يشكل خطرا في حالة أن الشركتين حاولتا إيجاد مُصنع آخر، علماً بأن الشركتين قد حاولتا الاندماج في شركة واحدة من قبل وتم منعهما من قبل السلطات المختصة حسب الأنظمة والقوانين التجارية الأمريكية، كما أن 60 في المائة من مبيعات الشركة تأتي من بيع صحون وأنظمة الاستقبال DBS وبقية المنتجات مبيعاتها أقل، والمشكلة أن أسعار أجهزة تقنية DBS تتجه نحو الهبوط قليلا بفعل المنافسة لكن الشركة تملك زمام المنافسة في هذا السوق.
الخلاصة
بالرغم من كل التحليل الأساسي والمؤشرات المالية التي قد لا تروق للبعض ولكن قوة الشركة تأتي من السوق الذي تعمل فيه والفرص المفتوحة أمامها لتحقيق مبيعات عالية وأرباح قوية، ففي كل مجال من المجالات التي تعمل فيها الشركة والتي شرحتها أعلاه توجد أسواق قوية سواء في مجال أنظمة استقبال القنوات الفضائية والبيانات أو الشبكات الشخصية اللاسلكية ذات المدى القصير والمدى الطويل وغيرها.
توسع الشركة واستحواذها على شركات أخرى تعمل في مجالات أخرى مما ساعد الشركة على تنويع منتجاتها والابتعاد قيلا عن أنظمة الاستقبال الفضائي DBS التي تعد المنتج الأساسي للشركة، وهذا فتح أسواقا أخرى والشركة تقف على أعتاب هذه الأسواق وتستشرف مستقبلا كبيرا، ولا ننسى أن السيولة المتدفقة التي تأتي بيد الشركة هي قوية بالرغم من عمليات الاستحواذ التي سمحت للشركة بالعمل في مجال خدمات التصميم الهندسي والدخول إلى عالم الاتصالات اللاسلكية وتتبع حركة الأصول Asset Tracking وكذلك الدخول إلى سوق تخاطب الآلة مع الآلة M2M.
المحللون يرون أن الشركة تملك فرصة ممتازة للمستثمر، حيث يتوقع أن يصل سهم الشركة إلى 11 دولارا على أقل تقدير خلال سنة كاملة أي سيرتفع بنسبة 73 في المائة حسب تقديراتهم للأرباح المتوقعة في عام 2008، جدير بالذكر أن ثلاثة محللين ينصحون بشراء السهم بقوة بينما لا يوجد محال واحد ينصح ببيعه.