الشعرالشعبي وإشكالية المصطلح
الشعرالشعبي وإشكالية المصطلح
مصطلح الشعر الشعبي أو النبطي أو المحكي لا يبتعد عن إشكالية التراث الشعبي الذي هو ضمن إشكالية المصطلح العربي في حياتنا الثقافية والفكرية والعلمية الذي لا يزال المصطلح العربي يعاني مشكلات متعددة ومعروفة وقد أثير مصطلح الشعر الشعبي عبر عدد من المجلات العربية كونه موضوعا متجددا لأن مصطلحي التراث الشعبي عموما والشعر الشعبي خصوصا لم يستقرا على الدقة العلمية المتوخاة منهما, وقد اعتبر عدد من الباحثين المتخصصين بالفلكلور أن التراث الشعبي هو تراث لا ينسب لشخص بعينه بل ينسب لعموم المجتمع وقد ضاع اسم مبدعه الأول وذاب من ذاكرة الشعب الثقافية, فهو تراث شعبي كالشعر الشعبي والعادات والتقاليد الشعبية والأمثال والأغاني والموسيقى الشعبية والأساطير والخرافات والحكايات الشعبية وحتى الألعاب والألفاظ غير الفصيحة أو غير المعروفة وعلى ضوء ذلك فان مصطلح الشعر الشعبي لا ينطبق على الشعر الشعبي لأن أساليبه البلاغية تطورت وأصبح يعتمد على ما يسمى بالصنعة أو الحرفة, إذ ابتعد كثيرا عن الفطرة التي نما وترعرع فيها فضلا عن الشعر الشعبي من إنتاج شعراء معروفين وغير مجهولين ولا ينسب شعرهم إلا لهم, لذلك يرى بعض المختصين بالموضوع والباحثين فيه ان تطلق عليه صفة العامي كالشاعر ماضي الجنفاوي – له بحوث عديدة بهذا الشأن – لأنه ينظم باللهجة العامية, وتفريقا له عن الشعر الفصيح إن صح التعبير الذي ينظم باللغة العربية الفصحى, وهذا الرأي قريب من رأي الشاعر سعدي يوسف الذي يرى أن تسميته بالشعر الشعبي يجب أن يحل محلها الشعر غير الفصيح والحقيقة أن مصطلح الشعر الشعبي أو ما يسمى العامي أو النبطي أو الشعر غير الفصيح وجهان لعملة واحدة, إذ يبقى هذا الشعر ملتصقا برحم المجتمع ومعبرا بصدق عن أمانيه لما يحتويه من مضامين قريبة إلى نفسية القارئ والمتلقي وفطرته على الرغم من تبدل أساليبه وتأثيرها في البلاغة الكلاسيكية وما أثير حوله من شكوك من إخلاله بلغتنا القومية لا يصمد أمام الحقيقة فاللهجة العامية كما يسميها بعض المختصين بالموضوع رافقت مسيرة اللغة العربية الفصحى عبر التاريخ القريب والبعيد, فلقد رافق الزجل مثلا الموشحات وشعر القريض في الأندلس, وأرى كمتذوق لهذا الشعر أن على شعرائنا في هذا اللون من الشعر ألا يبتعدوا عن الصنعة الأسلوبية ويتوجهوا إلى الاهتمام بالمضامين القريبة لروح الشعب, أعني بها المضامين الفطرية النابعة من الإحساس العام للمجتمع وهو ما يميز هذا الشعر عن الشعر الذي يكتب بالفصحى للخاصة دون العامة.