أعمال تشكيلية وفوتوغرافية جديدة في أسبوع اليمامة الثقافي
فتحت كلية اليمامة نافذة ثقافية لتطل على المجتمع من خلال إقامتها أسبوع كلية اليمامة الثقافي الأول الذي ضم عددا من الفعاليات والأنشطة، ومنها معرض للفنون التشكيلية لعدد من الفنانين والفنانات بهدف إتاحة الفرصة للمهتمين والمختصين، إضافة إلى طلاب كلية اليمامة وأعضاء هيئة التدريس بها للاطلاع على الحركة التشكيلية في المملكة.
ضم المعرض عددا كبيرا من الأعمال الفنية تنوعت فيها الأساليب والمدارس، فقدم الفنانون تجاربهم التشكيلية بما تحمله من محاولات إبداعية صادقة مع النفس، تعبر عن أحاسيس ومشاعر ذاتية منطلقة إلى فضاء واسع يستقبل تلك الإشارات والرموز ليحللها ويدرك معانيها، مبتعدا عن الخصوصية الفردية، ففي اللوحة يتقاطع الزمن وتتوقف اللحظات ليسجل الفنان حروفه اللونية متجاوزا الحاضر، متطلعا للمستقبل، فهو الأقدر على صياغة الإبداع، ومثل هذه المعارض تعطي الفرصة للفنان لإظهار ما يملكه من موهبة وقدرات فنية، وتساعده على تطوير أدواته وتغني إبداعاته لتصبح تجربته أكثر ثراء ووعيا، ومن جانب آخر تقوم هذه المعارض لتشكل محطات لاستيعاب الحركة التشكيلية وتقديمها بزاوية أفضل ورؤية مختلفة.
عندما نقف أمام هذا الكم من الأعمال تستوقفنا العديد من تلك التجارب التي تعكس معاناة أو ترسم واقعا، وتصوره بأسلوب يشد الزائر ويسعى لفهم ما وراءه والبحث عن معان داخل ذلك الإطار، جاء هذا المعرض الأول، والكل يتطلع لمعارض قادمة ولكن بنفس وروح تشكيلي واضح وليس هامشيا، فاللوحة التشكيلية أصبحت جزءا من المشهد الثقافي العالمي، بل تجاوزت الكثير من المجالات الثقافية الأخرى التي مازال الكثير يرى أهميتها ويغيب الجانب الفني.
و إلى جانب ذلك ضمت القاعة معرضا للصور التاريخية الذي يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر واستغلال الفرصة لتقديم هذه النماذج التاريخية أمام زوار الأسبوع، وأمام طلاب وأعضاء هيئة التدريس بالكلية الذين يشكلون أكثر من 13 جنسية عربية وأجنبية، وجاء هذا المعرض مساهمة من مكتبة الملك فهد الوطنية.
ومن منطلق تشجيع المواهب الشابة والإبداعات يقام وفي نفس الصالة معرضا فوتوغرافيا للطالب يزيد الغريبي. ضم المعرض الفوتوغرافي قرابة 30 لوحة تنوعت بين الأبيض والأسود والألوان وكذلك استخدام التقنية الحديثة لتشكيل الصورة الفنية، في أعمال الغريبي يتجلى خياله البصري للبحث في تفاصيل متفرقة في الصحراء والمدينة، حيث الوحدة العامل المشترك في أعماله، فهو يتنقل بين أحضان الطبيعة مستلهما أفكاره منها، معبرا عن مشاعره وحزنه على تراث بدأ يتساقط دون أن تمتد إليه يد لتنقذه بل اكتفت لتحذر من الاقتراب منه فقط.