فولكس فاجن بين إعادة الهيكلة وتغير التصوّرات
تُعتبر مجموعة فولكس فاجن أكبر مجموعة لتصنيع السيارات في أوروبا. ولكنها كذلك إحدى أكبر المرشحات لإعادة الهيكلة في القطاع أيضاً. ولا يقلّ عن نحو ست علامات تجارية من السيارات تنتمي إلى المجموعة، وبرغم هذا تعلق العلامة التجارية المركزية فولكس فاجن بصعوبات كبيرة بصورةٍ ملحوظة. لقد حدد مدير المجموعة بيرنت بيشيتسريدر المسار، وعلى خليفته مارتين فينتركورن العمل على التقدّم في عمليات إعادة الهيكلة، وإن أمكنه أن يمضي بسرعة أعلى من سرعة سلفه.
وتقف العلامة التجارية فولكس فاجن في الوقت الراهن في وسط جهود إعادة الهيكلة والإصلاح، التي تمتص ما يزيد على نصف حجم المبيعات التابع للمجموعة، ولكنها لم تحقق أخيرا سوى الربح القليل. ويُعزى هذا إلى مجريات الإنتاج الباهظة، غير المباشرة، وبالأخص في مصانع غرب ألمانيا، التي تسببت بخسارة في عام 2005 بلغت ملايين وعانت من تكدس الإنتاج. ولهذا عمل مجلس الرئاسة على إلغاء 20 ألف وظيفة من أصل مائة ألف في مصانع غرب ألمانيا الستة. وحتى في الخارج، تخطط فولكس فاجن للمزيد من تقليص الإنتاج وحجم العمالة في بلجيكا، وإسبانيا، والبرتغال.
وتمت معالجة عقد تعرفة جديد مع المجلس الاستشاري التشغيلي والنقابات المهنية الصناعية ويعني عقد التعرفة هذا التخلي عن أسبوع العمل الباهظ المؤلف من أربعة أيام، والذي في تلك الأثناء تم التخطيط له في فترة حكم مدير المجلس الرقابي، فيرديناند بييخ. وبهذا فقد تم رفع فترات العمل إلى 33 ساعة في الإنتاج، وإلى 34 ساعة في الإدارة، دون أن يتقاضى الموظفون المزيد من المال مقابل فترات العمل الزائدة تلك. وحتى الآن يتم العمل لدى علامة فولكس فاجن في غرب ألمانيا وفقاً لتنظيم أربعة أيام في الأسبوع فقط بما يعادل 28.8 ساعة.
ويتوارى خلف كل هذا الهدف، بالوصول حتى عام 2008 إلى ربح مجموعة ما قبل الضرائب يبلغ نحو 5.1 مليار يورو عقب أن وصل إلى 1.7 مليار يورو في العام الماضي. وإضافة إلى هذا، من وجهة نظر المجلس الرئاسي لا يزال يوجد الكثير من الأمور للقيام بها: "برغم أننا حققنا خطوات كبيرة في مجال تحسين قدرتنا التنافسية، لا يمكننا أن نكون راضين عن هذا الهدف. وما نزال، كما كنا في السابق، بعيدين كل البعد عن أهداف مجموعتنا المحددة للمدى المتوسط"، حسبما ورد عن مدير المجلس المالي، هانز ديتر بوتش. وتجد علامة فولكس فاجن نفسها من جديد في وضع صعب فيما يتعلّق بهذا القطاع لدى وجود منافسة قوية وحادة، وأسعار طاقة ومواد خام مرتفعة، وكذلك أسعار صرف غير ملائمة.
ومن جانب إعادة الهيكلة تقدّم مجموعة فولكس فاجن في الوقت ذاته خياراً استراتيجياً في سوقها الخاصة بالسيارات الاقتصادية، والذي يحدد وجودا تابعا لها. وإذا ما مضت الأمور كما يخطط مراقب فولكس فاجن، عندها ستبرز أكبر مجموعة لصناعة السيارات تلك بالاشتراك مع (مان ـ MAN) و(سكانيا - Scania) ليصبحا أكبر مصنعين للسيارات الثقيلة في أوروبا. وعبّر مدير علامة فولكس فاجن، بيشيتسريدر عن رضاه في هذه المسألة برغم مركز علامته ذي الأقلية، والأسهم المسيطرة من قبل (مان) و(سكانيا). ويُتوقع الآن من المسؤول الإداري فينتركورن، أن يتولى ائتلاف صناعة السيارات الاقتصادية.