"مايكروسوفت" تقتحم سوق الموسيقى بجهاز زون الجديد

"مايكروسوفت" تقتحم سوق الموسيقى بجهاز زون الجديد

"مايكروسوفت" تقتحم سوق الموسيقى بجهاز زون الجديد

تقتحم شركة مايكروسوفت عملاق صناعة البرمجيات في العالم سوق
أجهزة تشغيل الموسيقى من خلال طرح أول أجهزتها الرقمية في هذا المجال إلى الأسواق في الولايات المتحدة و الجهاز الجديد اسمه (زون Zune) وهو يعتبر بمثابة رأس الحربة في هجوم مايكروسوفت على جهاز (آي بود) الناجح الذي تنتجه شركة أبل المنافسة.

ويمكن القول إن مايكروسوفت تقف وعلى أكتافها جهاز زون أمام تحديات كبيرة، وهي تواجه بها الخصم اللدود والقوي: آي بود لشركة أبل، والذي احتفل قبل بضعة أسابيع بذكرى ميلاده الخامس، وهو يسيطر على السوق بكل وضوح. لقد باعت أبل حتى الآن نحو 68 مليون وحدة من جهازها الرقمي لتشغيل الموسيقى في كل أنحاء العالم . وتُعتبر معدلات النمو والتي تشير إليها أبل في تقاريرها ربع السنوية حول نسبة مبيعات جهاز آي بود ضخمة جداً حتى اليوم. وحاولت الكثير من الشركات المنافسة خلال الأعوام الماضية، كسر هيمنة أبل على هذه السوق: ولم يتمكن أحد من تحقيق هذه القفزة.

وهذا الأمر ينطبق أيضاً على مجموعة سوني لصانعة الإلكترونيات والتي اشتهرت يوماً ما من خلال جهاز ووكمان وهو الجهاز الصغير سهل الحمل لتشغيل أشرطة الموسيقى. وفي أمريكا تبلغ حصة آي بود من سوق أجهزة تشغيل الموسيقى الرقمية، بناءً على بيانات مؤسسة NPD البحثية تبلغ نحو 77 في المائة. وتحتل المركز الثاني شركة سانديسك الأمريكية بما يقل عن 10 في المائة.

ويُنتظر اليوم ومع بدء طرح جهاز زون أن تتغير الخريطة ولو قليلا .
وإذا عدنا إلى فترة التسعينيات لوجدنا أن شركة مايكروسوفت كانت تبقى متأخرة لفترة من القوت قبل أن تدخل بقوة إلى الأسواق لتزيح منافسيها، وعلى سبيل المثال نذكر برنامج إكسبلورر للتصفح الذي أطاح ببرنامج (نت سكيب) للتصفح. وكذلك فيما يتعلّق بسوق أجهزة تشغيل ألعاب الفيديو حيث طرحت مايكروسوفت لعبة إكس بوكس ومنذ طرح الجهاز عام 2001 وهو يعزز موقعه في السوق .وحقق إطلاق الجيل الثاني من جهاز إكس بوكس 360 العام الماضي نجاحاً كبيراً، برغم أن مايكروسوفت لا تزال تعلق وباستمرار بدائرة المعدلات الخاسرة مع هذا الجهاز. وبالنسبة لمايكروسوفت، فإنها شركة لا تُعتبر معروفة فيما يتعلّق بغير أنظمة التشغيل مثل ويندوز، وبرامج المكتب مثل الأوفيس، يُعتبر جهاز زون التحليق الكبير الثاني إلى سوق الأجهزة والمعدات، بعد جهاز إكس بوكس. ولا تنتج مايكروسوفت أجهزة تشغيل الموسيقى بنفسها، ولكنها ألزمت شركة توشيبا اليابانية بهذا، ضمن عقد تصنيعي. ولا يوجد في أي مكان من الجهاز اسم أو شعار مايكروسوفت. وفي المقابل، فإن الآي بود يحمل شعار شركة أبل بكل فخر.

وتزامناً مع انطلاق جهاز زون، عقدت مايكروسوفت قبل بضعة أيام تحالفاً مع مجموعة الموسيقى ( يونيفيرسال) والتي اهتمت بظهور كبير لها في هذا القطاع، ذلك لأنها تختلف عن العمل المشترك بين أبل وصناعة الموسيقى. وبناءً على هذا، تشارك مايكروسوفت يونيفيرسال في إيرادات بيع الأجهزة. ولدى أبل تحظى صناعة الموسيقى على جزء من حجم المبيعات عن طريق خدمة تحميل الموسيقى على الشبكة ( آي تيونز iTunes ) ولكنها تبقى خارج حدود سوق وتجارة الآي بود. وهذا يُعتبر كشوكة في حلق مجموعة الموسيقى منذ فترة بعيدة، حيث الأمر بالنسبة لأبل بأنها هي المحققة للربح وليست خدمات iTunes على الشبكة، ولكن الآي بود. ولم تُذكر بعد أية تفاصيل مالية فيما يتعلق بالتحالف ما بين مايكروسوفت ويونيفيرسال، ولكن من المفترض أن ينساب على يونيفرسال ما يزيد على دولار واحد عند بيع كل وحدة من الأجهزة. وقد أعلنت مايكروسوفت عن ميثاق مقارن بمجموعات موسيقى أخرى أيضاً.
سعر جهاز زون الجديد سيكون في حدود 250 دولارا ويطرح الجهاز بسعة تخزين تبلغ نحو 30 جيجا بايت. وفي المقابل، فإن أبل تملك المزيد من موديلات آي بود من أصغر نموذج لديها من طراز ( شفل) إلى الحجم المتوسط (نانو) حتى النموذج الأصلي (آي بود). وبالكاد تبلغ تكلفة آي بود بسعة 30 جيجا بايت، وهو المقارن بجهاز زون، نحو 250 دولارا.

ولأول مرة تقحم مايكروسوفت نفسها إلى سوق الموسيقى. ولكن الشركة قدّمت حتى الآن البرمجيات فقط. وهنا عقدت مايكروسوفت تحالفاً مع شركات مصنّعة لأجهزة تشغيل الموسيقى، مثل سامسونج، وكذلك مع قاعدة الموسيقى على الشبكة، مثل نابستر ولكن ليس مع المنافسة أبل، حيث إن جهاز الآي بود وخدمة آي تيونز، نظام منغلق على نفسه، والذي لا يمكن أن يعمل مع مشغلات أو خدمات موسيقى أخرى. وعلى ما يبدو أن مايكروسوفت تعتمد الأسلوب نفسه الآن بجهازها زون، والخدمات التابعة له على الشبكة، والتي لا يمكن أن تكون صالحة للتشغيل مع عروض أخرى، ولا حتى مع تلك العروض عن شركاء تحالف مايكروسوفت الحاليين. ولطالما كانت إستراتيجية الانعزال هذه نقطة انتقاد توجه إلى شركة أبل، وهي الآن كذلك بالنسبة لمايكروسوفت.

ولا يمكن لبعض الناقدين التودد لزون عن طريق النظر، والذي يبدو أكبر وأصعب من نظيره الآي بود. ولكنه مع حجمه هذا فهو يملك شاشة مسطحة أكبر. وتحتوي قاعدة خدمات جهاز زون حتى الآن على القليل من الأغاني مقارنة بآي تيونز، ولا يوجد حتى الآن المقطوعات المصوّرة، على الرغم من أن الجهاز قادر على تشغيل الفيديو أيضاً.

وتُعتبر حجة البيع الأكبر الصادرة عن مايكروسوفت فيما يتعلّق بجهاز زون، هي التقنية اللاسلكية، والتي لا يملكها جهاز الآي بود حتى الآن. عن طريقها يمكن لمالكي جهاز زون تبادل محتويات أجهزتهم بين بعضهم البعض. وهنا تعتمد مايكروسوفت على الوُجهة العامة الآن، والتي تُدعى "الشبكات الاجتماعية"، مثل موقع ماي سبيس على الإنترنت حيث يمكن للمستخدمين عرض محتوياتهم الخاصة على الشبكة. وعلى أية حال، فإن التقنية اللاسلكية لجهاز زون تحتوي على عقدة: يمكن سماع الأغاني المُحمّلة لمدة ثلاث مرات فقط، وهي تبقى لفترة أقصاها ثلاثة أيام على الجهاز. وإذا ما أراد المستخدم أن يحتفظ بها، عليه أن يشتريها.

الأكثر قراءة