سوق الأسهم الأمريكية تترقب تقارير الوظائف الجديدة والنشاط الصناعي
سوق الأسهم الأمريكية تترقب تقارير الوظائف الجديدة والنشاط الصناعي
البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوع الماضي أسهمت بشكل رئيسي في هبوط الأسهم الأمريكية، وبشكل عام جميع البيانات تتحدث عن وجود ضعف في الإنتاج الصناعي تحديداً، لذا رأينا المؤشرات الرئيسية هبطت خلال أسبوع، فمثلا "داو جونز" هبط بنسبة 0.7 في المائة و"ناسداك" أكثر منه هبوطا بنسبة 1.9 في المائة، وشاهدناه في إحدى المرات يهبط تحت مستوى 2400 نقطة مُلامساً 2393 نقطة، محافظ البنك المركزي كان له تصريحات خلال الأسبوع الماضي لكن حديثه وعباراته لم تتأثر بالبيانات الاقتصادية الصادرة.
نبدأ مع أول رقم اقتصادي صدر يوم الثلاثاء وكان عن حجم الطلبات التي سُجلت على السلع المُعمرة في تشرين الأول (أكتوبر)، وشهدت انخفاضاً في حجمها بنسبة 8.3 في المائة، وهذا عائد لانخفاض الطلب على الطائرات، ثم تلاه الإعلان عن مؤشر ثقة المُستهلك الذي هبط في تشرين الثاني (نوفمبر) ومعه أُعلن عن ارتفاع مبيعات المنازل المُستخدمة قليلا في تشرين الأول (أكتوبر) بنسبة 0.5 في المائة، أما معدل الناتج المحلي GDP بعد المراجعة فأعلن عنه الأربعاء مُسجلاً ارتفاعاً وصل إلى 2.2 في المائة بعد أن كان قبل المراجعة 1.6 في المائة، أما مبيعات المنازل الجديدة، فحققت انخفاضاً بنسبة 3.2 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر).
يتضح مما سبق تدني المؤشرات الاقتصادية وما تلاها من تقارير ومؤشرات اقتصادية أخرى لم يكن بعيدا عنها، حيث أعلن يوم الخميس عن مبيعات شركات التجزئة، فكانت منخفضة عن التوقعات قليلاً، وهذا خبر غير جيد لأن كثيرا من الشركات يعول على موسم الأعياد في تسجيل مبيعات جيدة تُحسن من مبيعات الشركات نهاية العام، ولكن ما زال الموسم لم ينته بعد، لهذا رأينا مؤشر شركات التجزئة وهو S&P Retail Index ينخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.2 في المائة.
نأتي إلى مؤشر اقتصادي آخر وهو مؤشر ISM للصناعة الذي سجل انخفاضاً في تشرين الثاني (نوفمبر) فوصل إلى 49.5، وهنا تأتي العلة، حيث إن تسجيل هذا المؤشر لقراءة أدنى من 50 تعني وجود ضعف في النشاط الصناعي وهذه النتيجة المدنية تُعد الأولى التي يُسجلها المؤشر ISM منذ عام 2003، نفهم من هذه المؤشرات الاقتصادية أن هناك ضعفاً وتحديداً في النشاط الصناعي.
النفط كان عاملاً آخر أسهم في التأثير سلباً في السوق ذلك أنه ارتفع أكثر من ثلاثة دولارات ليصل إلى 63.43 دولار أمريكي، لهذا رأينا عدداً من شركات الطاقة يرتفع مُستفيداً من ارتفاع النفط مثل شركة إكسون موبيل، محافظ البنك المركزي السيد "بن برنانكي" كان له إطلالته يوم الثلاثاء، وركز بل شدد على مخاطر التضخم المالي، وأشار في ثنايا حديثه إلى متانة الاقتصاد وإلى احتمال رفع الفائدة في المُستقبل أكثر من الاتجاه نحو تخفيضها.
الأسبوع الحالي
شهر كانون الأول (ديسمبر) يُعرف بأنه الشهر الذي يرتفع في سوق الأسهم بقوة وتُسمى فترة الارتفاع باسم "سانتا رالي" لعلاقته بموسم الأعياد ثم يليه انخفاض في شهر كانون الثاني (يناير) من العام الجديد، ولكن من يتذكر كانون الأول (ديسمبر) عام 2005 لم ترتفع الأسواق بشكل قوي "بل سارت" بشكل جانبي ثم ارتفعت في كانون الثاني (يناير) مخالفة كل التوقعات، ولكن هذا لا يعني أن الأغلب هو ارتفاع الأسواق في كانون الأول (ديسمبر) وانخفاضها في كانون الثاني (يناير).
من المتوقع أن تشهد السوق بعض التذبذب من الناحية الفنية، وأيضاً بسبب ترقب المُستثمرين بيانات اقتصادية مهمة تتعلق بالوظائف الجديدة التي تمت إضافتها إلى سوق العمل في تشرين الثاني (نوفمبر)، وبيانات تتعلق بالنشاط الصناعي الذي اهتم به المُستثمرون أكثر بعد البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي. يرى الاقتصاديون أنه في حالة حدوث ضعف في النشاط الصناعي خلال العام الجديد، فإن هذا سيؤثر سلباً في سوق العمل.
سيُعلن يوم الجمعة عن عدد الوظائف الجديدة التي أُضيفت إلى سوق العمل في تشرين الثاني (نوفمبر)، ويتوقع أن تصل إلى 115 ألف وظيفة جديدة أي أكثر من 92 ألف وظيفة تمت إضافتها في تشرين الأول (أكتوبر)، ونسبة البطالة قد ترتفع إلى 4.5 في المائة بعد أن كانت 4.4 في تشرين الأول (أكتوبر)، وسيسبقه يوم الثلاثاء صدور تقرير عن حجم الطلب على منتجات المصانع، والذي قد يشهد انخفاضاً بنسبة 3.7 في المائة، وفي اليوم نفسه سيصدر مؤشر ISM للخدمات.
التحليل الفني
أحتاج إلى الاستشهاد بالتحليل المنشور في التقرير السابق حيث بينا أن أمام ناسداك مستوى مقاومة صغرى عند 2468 نقطة في حالة تجاوزها فإنه سيستمر في الصعود، ولكن مع بداية الأسبوع تراجع "ناسداك" أمام هذه المقاومة بشكل قوي وهبط بمقدار 54 نقطة تحت متوسط عشرة أيام، وقلت في التحليل السابق إنه " إذا هبط أكثر وأغلق تحت مستوى 2416 نقطة فهذه ستكون إشارة واضحة على الهبوط حتى مستوى 2400 نقطة، حيث يوجد متوسط حركة 20 يوما ومعه يوجد المتجه الصاعد"، وبالفعل هبط "ناسداك" حتى مستوى المتجه الصاعد الذي نجح في دعم "ناسداك"، فرأيناه يعود للصعود يوماً ويهبط يوماً آخر متحركاً بين متوسط حركة 20 يوما ومتوسط حركة عشرة أيام.
نحتاج من المتجه الصاعد ومن متوسط حركة 20 يوما أن يدعما "ناسداك" ويمنعاه من الهبوط ولكن إذا استمر هبوطه، فإن هذا سيؤدي إلى أن يخترق متوسط حركة عشرة أيام متوسط حركة 20 ليتولد موجة هبوط تأخذ "ناسداك" حتى متوسط حركة 50 يوما عند مستوى 2355 نقطة، أي أنه سيكسر المتجه الصاعد، مما يؤسس لحدوث موجة من الهبوط حتى على مستوى الرسم البياني الأسبوعي، وفي حالة حدوث هذا فإنه سيضرب بعرض الحائط كلام من يقول إن السوق سترتفع في كانون الأول (ديسمبر). المضارب اليقظ هو الذي يراقب متوسطات الحركة جيدا ً ويختار نقاط الخروج، فمؤشر "ناسداك" يعيش لحظات حرجة.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/mashor4.12.jpg" width="499" height="400" align="center">
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/mashor4.12.2.jpg" width="499" height="499" align="center">