أمريكا تحث "أوبك" على الإبقاء على إمدادات كافية لاستقرار أسواق النفط

أكد سام بودمان وزير الطاقة الأمريكي أن "أوبك" ليست في حاجة إلى أن تخفض إنتاجها النفطي عندما تجتمع في وقت لاحق من الشهر الحالي، لأن الأسواق ما زالت تحتاج إلى نفط "أوبك" لتلبية الطلب العالمي. وقال بودمان للصحافيين البارحة الأولى "إنني أحثهم على الإبقاء على إمدادات كافية إلى السوق". وسئل بودمان إن كان يعتقد أنه لا توجد حاجة إلى خفض آخر في إنتاج "أوبك"، فقال "ذلك هو اعتقادي". وأضاف أنه قلق بشان آثار خفض لإنتاج "أوبك" على إمدادات زيت التدفئة في الولايات المتحدة مع بدء الشتاء.
وتجتمع "أوبك" في 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، ويحث بعض وزراء المنظمة على خفض إنتاجي آخر بسبب مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على النفط خصوصا في الربع الثاني من العام المقبل.
لكن جاي كاروسو رئيس إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية قال للصحافيين إن مصافي التكرير في الولايات المتحدة
ستحتاج إلى نفط "أوبك" في الربع الثاني من العام لإنتاج البنزين لتلبية
زيادة موسمية في الطلب على وقود السيارات في العطلات الصيفية.
وأضاف "هناك حاجة إلى بناء مخزونات من البنزين للصيف لهذا فإن مصافي التكرير في حاجة إلى إمدادات من الخام مستقرة قدر الإمكان".
وكان المهندس علي النعيمي قد أعلن أمس في القاهرة أن مخزونات النفط الأمريكية مرتفعة وأنها تساعد على زيادة المعروض في سوق النفط العالمية.
وذكرت وزارة الطاقة الأمريكية هذا الأسبوع أن مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة بلغت 341 مليون برميل وهو ما يزيد على المتوسط في مثل هذا الوقت من العام. وقال كاروسو إن وزراء "أوبك" لن يكون لديهم بحلول موعد اجتماعهم بيانات كاملة عن آثار الخفض الإنتاجي الذي بدأته المنظمة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على مخزونات النفط الأمريكية وقد يخاطرون باتخاذ قرار غير صحيح بشأن خفض إنتاجي جديد.
من جهته، طالب السناتور الديمقراطي فرانك لوتنبرج إدارة بوش بأن تبادر على الفور إلى تقديم شكوى ضد "أوبك" في منظمة التجارة العالمية بدعوى المناورة في أسواق النفط لدفع الأسعار للارتفاع. وأضاف قائلا "في الوقت الذي بدأت فيه أسعار البنزين أخيرا في الانخفاض نرى أوبك تقوم بتحركات لدفع الأسعار للصعود مرة أخرى. إذا رفض الرئيس بوش ونائب الرئيس تشيني الوقوف في وجه هذا الكارتل فإنهم عندئذ يرفضون مناصرة الأسر الأمريكية".
من ناحية أخرى قال بودمان إنه ليس قلقا من انضمام محتمل لأنجولا، السودان، والإكوادور إلى "أوبك"، وإن حكومة الولايات المتحدة لا تحث تلك الدول على ألا تصبح أعضاء في المنظمة.
من جهة أخرى، ناقش مجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك" في اجتماعه الـ 77 أمس في القاهرة، عددا من التقارير الاقتصادية والفنية حول المشاريع العربية المشتركة في مجالات الصناعات النفطية، بناء وإصلاح السفن، والمساهمة في المشاريع الجديدة. وأقر المجلس برئاسة عبد الرحمن بن حمد العطية وزير الطاقة والصناعة في قطر، مشروع الميزانية التقديرية للمنظمة عام2007 وقدرها 1.7 مليون دينار كويتي.
يذكر أن المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية يرأس وفد السعودية إلى اجتماع "أوابك"، حيث يزور مصر حاليا.
وعبر العطية في كلمته الافتتاحية عن أمله في أن تحقق المنظمة أهدافها المرجوة في التعاون بين الأقطار الأعضاء، مثمنا جهود الوزراء العرب التي بذلوها لمساندة المنظمة. واستعرض العطية بعض القضايا ذات العلاقة بالصناعة النفطية عربيا وعالميا وتأثير الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة في توازن أسواق الطاقة، مما يستوجب العمل الدءوب على المستويات كافة لدرء المخاطر التي قد تنجم عنهم.
واطلع المجلس خلال الاجتماعات على نتيجة تحكيم جائزة "أوابك" العلمية عام 2006 وموضوعها "تقنية تحويل الغاز إلى سوائل GTL ومستقبلها ومرودوها الاقتصادي وآثارها في صناعة التكرير". وفاز بالجائرة الأولى ومقدارها خمسة آلاف دينار كويتي البحث المقدم من وسام قاسم الشالجي وأميرة محمد الجواد من وزارة النفط العراقية، وفازت بالجائزة الثانية ومقدارها ثلاثة آلاف دينار كويتي البحوث المقدمة من الجزائر، الكويت، والعراق.
واطلع المجلس على التقارير التي تستعرض نشاط المنظمة في تطوير بنك المعلومات، متابعة ما يتعلق بموضوع البيئة، تنظيم الندوات واللقاءات أو المشاركة فيها.
وقرر المجلس تمديد الفترة التي وعهد خلالها العراق بالإشراف على معهد النفط العربي للتدريب لمدة عام اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2007، واستعرض تقريرا عن نشاط المشاريع المنبثقة عن المنظمة.
وأحيط المجلس علما بنتائج الاجتماع التنسيقي الـ 35 للمسؤولين عن هذه المشاريع، فيما اتفق أعضاء المجلس على عقد الاجتماع المقبل في الدوحة.
وبحث الوزراء في اجتماعهم سير العمل في بنك المعلومات، التطور والتحديث الذي شهدته نظم معالجة البيانات والمعلومات، أنشطة الأمانة للمنظمة والندوات، واللقاءات التي شاركت فيها.