ماذا أعددنا لـ 30 مليون نسمة؟
<p><a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a></p>
نشرت أخيرا دراسة تتوقع أن يصبح عدد سكان المملكة في عام 2030م بما يقارب 30 مليون نسمة، ونحن الآن نقارب مستويات 22 مليون نسمة، وهي تتضمن المقيمين في بلادنا أيضا، هذا النمو السكاني للمملكة الذي يعتبر مرتفعا، يقدر بنسبة 2.5 في المائة، ماذا أعددنا له أو لعام 2030 ميلادية. وحين نطلع على الوضع الحالي، سواء كان اقتصاديا أو تعليميا أو صحيا وجميع المقومات في مجتمعنا، هي تعاني خللا واضحا وحقيقيا، فحين نبحث عن مقاعد دراسية نجد أن الفصول في المدن الرئيسية تتضمن في الفصل الواحد 40 وأكثر من الطلاب والطالبات، وهي غير مهيأة في مجملها، لأنها مدارس مستأجرة وغير نموذجية أو كافية أو بيئة تعليمية حقيقية، كذلك الجامعات وصعوبة القبول وما نلحظه من معوقات كل صيف والبحث عن واسطة و"فزعة" للقبول.، بمعنى أدق الحاجة التعليمية لا تتواكب مع النمو السكاني والحاجة الفعلية، مشكلة المياه الآن، التي أصبحت هاجس الجميع فلا يوجد "وايت ماء" إلا بدفع خمسمائة ريال وهذا يحدث الآن بجدة وهم بجانب البحر، ومشكلة المياه هي معاناة ومشكلة المستقبل فماذا أعددنا لها؟ الكهرباء ومشكلة الانقطاعات في المدن السكنية والأحياء وكذلك المصانع في المدن الصناعية لا تجد الكهرباء بالقدر الكافي، وقد يفسر لنا استقالة مديري شركة الكهرباء سببا لا نعرفه عن هذه المعاناة؟ مشكلة الوظائف والبطالة الآن برغم قناعتي أن الوظائف كثيرة لكن أين الإعداد والتأهيل الحقيقي لهم؟ ولا ننسى المرأة فهي منسية ومغيبة من العمل ولا نعرف سرا لذلك؟ كذلك الآن ما نلحظه في الخدمات من صرف صحي وهذه معاناة كبيرة لم تحل حتى الآن، وأفضل مثال جدة والمدن الرئيسية الأخرى ولم نتطرق لباقي المدن والهجر فهي تغرق في مياه الصرف الصحي؟ المطارات والمعاناة الكبيرة في المواكبة مع النمو الاقتصادي لدينا فهي حقيقة معاناة كبيرة في المطارات وتوافر الطائرات، ومن تصريحات مدير الخطوط السعودية الجديد يلمح أن الحلول لن تكون قريبة ونحتاج إلى كم كبير من الطائرات والتأهيل؟!! المستشفيات، التي هي معاناة أخرى لا تتواكب وتتوازن مع النمو السكاني، وهذه أصبحت مشكلة للجميع فلا يوجد سرير للمريض في المكان المناسب ولا الوقت المناسب، فالانتظار إما لواسطة أو أشهر وسنوات، أو أدفع من جيبك الخاص وهذا ليس الحل بالطبع أن تدفع من جيبك الخاص لكل ما تحتاج، فالدولة توفر ميزانيات عالية للخدمات الطبية، ولكن الواقع يقول إنها مأساة حقيقية بأن لا تجد علاجا أو سريرا لطفلك أو ابنك أو لزوجتك أو أي كان بكفاءة ومكان مناسب.
من كل هذه الأمثلة التي نعاني منها ونحن الآن بعدد سكان كما ذكرت يقارب 22 مليونا، وبمستويات دخل وإيرادات عالية، وحجم إنفاق كبير وعال، ولكن ما زلنا نعاني من نقص واضح في الخدمات، سواء على المستوى الشخصي أو الوطن ككل كخدمات عامة، يجب أن نعيد حساباتنا للمستقبل وتحديات المستقبل وأن نخطط لمستقبل بخطط طويلة المدى، باستثمار حقيقي وكبير لمواكبة هذه الاحتياجات واستثمار كل ريال يتم تحصيله الآن، وإن لم نفعل ذلك، ستكون المعاناة أكبر وأصعب لأنها ستكون خارج السيطرة في ذلك الوقت، من خلال سكان أكثر ودخل لا ينمو بنفس المستوى، لأننا لم نستثمر ما لدينا الآن للمستقبل وفقا لما يحدث الآن، فهل نعيد استراتيجياتنا وحساباتنا لتفادي مستقبل أكثر تحديا وصعوبة؟!