أرضيات المسكن السعودي.. من سعف النخيل إلى "الباركية"

أرضيات المسكن السعودي.. من سعف النخيل إلى "الباركية"

تعتبر الأرضيات في المسكن عنصرا أساسيا بحاجة إلى البحث والتأمل، حيث تمثل المساحة الكبرى التي تظهر للعين وتتعرض للاستخدام. "الاقتصادية" في تقريرها هذا ستناقش قضية الأرضيات مع عدد من المختصين، والمستخدمين.
في البداية تحدث المهندس عبد العزيز العساف - مهندس معماري لديه خبرة جيدة في التصميم وكذلك في مجال بناء المساكن - عن تاريخ الفرش في المسكن السعودي قائلا "في البداية كانت المساكن في المباني الطينية تستعمل بحصا صغيرا تفرش به الغرف ثم يوضع عليه الحصير من سعف النخيل، ثم يوضع بعد ذلك السجاد (سجاد الصوف)، ويعتمد وضع سجاد الصوف على الإمكانات المالية لصاحب المنزل، حيث يوضع في العادة في غرف الاستقبال أو ما يسمى المجلس، ونظرا لأن المساكن في الماضي كانت صغيرة فهي لا تحتاج إلى تكلفة كبيرة وبمرور الوقت ودخول مادة الأسمنت كانت الغرف تبلط بلياسة أسمنتية لتقلل الحاجة إلى النظافة واستمر هذا النظام حتى بناء المساكن بالبناء الأسمنتي الخرساني، ثم استعمل بعد ذلك البلاط الأسمنتي الذي عرف في المملكة منذ ما يقارب الـ 40 عاما، وكان يستعمل البلاط الأسمنتي وعليه السجاد، ثم أتت المرحلة الثالثة وهي استعمال الموكيت، حيث كان يتم فرش كامل البيت بهذا النوع من السجاد وقد استمر استعمال الموكيت ما يقارب الـ 25 عاما حتى بدأ التغير يظهر مع دخول مادة الرخام ثم تلاها بعد ذلك استخدام السيراميك وتعتبر هذه مرحلة رابعة".
وتابع " لم يستخدم الرخام إلا فترة قصيرة نظرا لارتفاع تكلفته وكذلك صعوبة تركيبه ومحدودية ألوانه، ونظرا للتطور الهائل في مادة السيراميك، فقد سيطرت بشكل كبير جدا على السوق. ودخلت بعد ذلك إلى السوق الأرضيات الخشبية وهو ما يسمى الباركية، التي تطورت أيضا بشكل كبير، وتعددت أشكالها وطريقة تصنيعها، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل بدأ البعض في التنويع في فرش منزله ولم يعد يعتمد على نوع واحد فقط كما في السابق".
والتقينا إحدى السيدات وتدعى أم محمد التي أكدت أنها قامت أخيرا بإزالة الموكيت بالكامل، وعمدت إلى تركيب السيراميك فوق الأرضية، مبينة أنها وجدت فرقا كبيرا بين الموكيت والسيراميك لا من حيث الصيانة والتنظيف أو الشعور بالراحة".
وبينت أنها عمدت إلى ذلك لأنها عانت كثيرا من ألوان الموكيت التي تعطي للبيت شعورا بعدم النظافة وعدم الارتياح، إضافة إلى إنني قد قرأت - والحديث ما زال لأم محمد - أن الموكيت غير صحي بسبب البكتيريا التي يمكن أن تعيش فيه بكل سهولة، وكذلك ما يسببه من حساسية بفعل المواد المتطايرة منه".
من جهته، قال فهد المطلق "أقوم الآن بتشطيب منزلي، وقد حرت في الأرضيات التي يمكن أن أستخدمها، حيث اطلعت على عدد كبير من المساكن، ولكنني أتجه الآن إلى تركيب الرخام في المدخل ومجلس الرجال وصالة الطعام وكذلك في الصالة الرئيسية، أما بقية المنزل فسوف أستخدم السيراميك، حيث وجدت أسعارا معقولة ونوعيات جيدة ومتميزة فهناك أسعار لا تتجاوز 20 ريالا لأنواع فاخرة ومتميزة تكاد لا تفرقها عن الرخام ". أما المهندس سالم الخنبشي فيقول إن اختيار الأرضيات مرتبط ارتباطا أساسيا بالتصميم الداخلي، فيجب الاستعانة بمصمم داخلي حتى يتم الاختيار الموفق والمناسب لأنواع الأرضية، نظرا إلى أن كل فراغ بحاجة إلى اختيار يتناسب مع الأثاث وكذلك ألوان السقف والحوائط.
ويضيف المهندس الخنبشي "اختيار الأرضيات داخل المنزل يمثل 75 في المائة من عملية التصميم الداخلي، نظرا إلى أن الحوائط يمكن التعامل معها بكل يسر وسهولة من حيث التغيير في اللون وكذلك الأسقف". مشددا على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب، حيث يعتبر من أهم العناصر التي تحقق نجاحا في تصميم المسكن.
وينصح المهندس سالم الذين يقومون ببناء مساكنهم بالاستعانة بمهندس ديكور داخلي فهو المختص الذي يمكن أن يساعدهم بكل يسر وسهولة في تحقيق النتيجة المرضية وعدم الاكتفاء بالاجتهادات الشخصية إذ إنها سبب رئيسي في الحصول على نتائج كثيرا ما يندم عليها الإنسان.
من جانبه، قال جعفر صالح وهو مندوب مبيعات في معرض مختص بالسيراميك"إن كثيرا من المواطنين يرغبون في الوقت الحاضر في الألوان السادة التي لا نقوش فيها وكلما كبرت مساحة القطعة كانت مرغوبة، فالمقاسات الكبيرة مثل 60×60 مرغوبة أكثر من القطع الصغيرة كما أن الأنواع التي تميل إلى الأحمر المحروق أو ما يسمى التراكوتا أصبحت محببة بشكل كبير ومرغوبة أكثر من غيرها كما أن الألوان الفاتحة والمتعادلة تعتبر أكثر الأنواع التي يرغبها المواطن. ويقول السيد سالم إن هناك تغيرات كبيرة حدثت في ذوق المواطن السعودي الذي يبتعد عن تلك الألوان الصارخة أو التي تميل إلى اللون الغامق, أما القطع الصغيرة فهي لا تحبذ نظرا إلى أنها تحتاج إلى مصنعية أكبر ويرى أن المواطن عليه أن يختار الألوان الفاتحة، حيث إن الأثاث يتماشى بسهوله مع تلك الألوان في الغالب.

الأكثر قراءة