اليوم .. أسعار النفط على محك التزام "أوبك" ودرجات الحرارة
اليوم .. أسعار النفط على محك التزام "أوبك" ودرجات الحرارة
في الوقت الذي تظل فيه الأسواق الأمريكية مغلقة اليوم الإثنين بسبب عطلة عيد الشكر، إلا أن المناخ العام في بقية أسواق النفط العالمية سيظل متأثرا بثلاثة عوامل: الانخفاض الذي شهدته أسعار النفط في ختام الأسبوع المنصرم مما أدى إلى تراجع سعر البرميل إلى أقل معدل له خلال عام ومدى استمراريته هذا الأسبوع، وضع درجات الحرارة خاصة وفصل الشتاء دخل في أسبوعه الثالث والاتجاه العام أن يظل أدفا مما هو معهود، وكذلك النظر إلى كيفية تقيد دول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" بقرارها القاضي بإزالة 1.2 مليون برميل يوميا من السوق ابتداء من الأول من هذا الشهر.
عطلة عيد الشكر ستعيد التركيز على استهلاك البنزين خاصة والتوقعات تشير إلى أن نحو 31.7 مليون شخص سيقومون برحلة ما خلال فترة الثلاثة أيام هذه وأن أكثر من 80 في المائة سوف يستخدمون السيارة في تنقلاتهم، الأمر الذي يمكن أن يشكل ضغطا على استهلاك البنزين. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الدوري للأسبوع الماضي قد أوضحت أن المنتجات الوسيطة من المقطرات بما فيها البنزين ووقود التدفئة شهدت نموا في مخزوناتها بنحو 3.6 مليون برميل إلى 135 مليونا. والمفاجأة أن هذا الرقم جاء سبع مرات زيادة على ما كان تتوقعه السوق. وكذلك في مجال الغاز الطبيعي تم حقن خمسة مليارات قدم مكعب في المخزونات تحت الأرض خلال الأسبوع المنتهي في العاشر من هذا الشهر، وهي أول زيادة في حجم الغاز الذي يتم ضخه في المخزون خلال فترة ثلاثة أسابيع.
من الناحية الأخرى فإن أسبوعين مرا منذ دخول فصل الشتاء رسميا. ومع أن درجة الحرارة تبدو أقل مما كانت عليه العام الماضي في مثل هذا الوقت بنسبة 28 في المائة، إلا أنها تظل أدفأ من المعتاد بنسبة 6.7 في المائة، الأمر الذي ستكون له انعكاساته على استخدام وقود التدفئة.
على أن التركيز الرئيسي سيكون على موضوع إدارة "أوبك" الخفض الذي أعلنته في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم وبدأ تطبيقه الفعلي منذ الأول من هذا الشهر.
فبعد مضي أسبوعين على بدء تطبيق قرار خفض السقف الرسمي للمنظمة إلى 26.3 مليون برميل يوميا من إنتاجها الفعلي في ذلك الوقت وهو 27.5 مليون، إلا أن التقديرات تضاربت حول مدى التنفيذ الفعلي، وهي تقديرات صادرة من مؤسسات مستقلة، أي أنها ليست رسمية، ولو أنها لا توضح الكيفية التي تتوصل بها إلى أرقامها تلك.
فعن شركة "بترولوجستكس" صدر ما يشير إلى أنه رغم أن "أوبك" تجاوزت المليون برميل في إمداداتها خلال فترة الأسبوعين الأولين من هذا الشهر، إلا أن شركة أخرى منافسة، وهي "تحركات البترول" قالت بالعكس تماما وأن الدول الأعضاء في "أوبك" زادت من إمداداتها خلال هذه الفترة بنحو 210 آلاف برميل يوميا، وأن هذا المعدل يغطي الفترة من الرابع من الشهر الحالي إلى الثاني من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وبغض النظر عن مستوى الدقة في هذه التقارير، إلا أن السوق بصورة عامة تتبنى موقفا مشككا في مدى التزام الدول الأعضاء في "أوبك" بقرارها خفض الإنتاج. ولهذا بدأت الأصوات تتردد عن ضرورة قيام المنظمة بخفض آخر في اجتماعها المقبل في أبوجا، نيجيريا في الرابع عشر من الشهر المقبل.
وحتى ذلك الحين يظل سعر البرميل متحركا في الحدود بين 55-60 دولارا وتؤثر فيه عوامل متفرقة من هبة برد أو تفجير في مرفق إنتاجي في إحدى الدول أو تطورات سياسية هنا أو هناك تلقي بثقلها على السوق المهمومة أصلا.