أزمة الأشياب في جدة تعود لأسباب نفسية لا لنقص المياه
أزمة الأشياب في جدة تعود لأسباب نفسية لا لنقص المياه
قدم المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين وزير المياه والكهرباء اعتذارا لأهالي مدينة جدة عن الآثار الناجمة عن أزمة المياه والصرف الصحي التي تمر بها المدينة، واعدا الجميع بأن تؤول هذه المشاكل إلى حكم الذكريات والماضي بعد أربع سنوات بعد الانتهاء من تنفيذ الحلول الجذرية للمشاريع التي اعتمد لها 120 مليار ريال لتنفيذ أعمال شبكات المياه ومحطات التحلية ومعالجة التسربات وإنشاء شبكة صرف صحي متكاملة للأحياء السكنية والمخططات الجديدة.
وبين الحصين خلال استضافته في ندوة "الشراكة بين القطاع الخاص والدولة والمجتمع لتجنب أزمة مياه أخرى بجدة مستقبلا" والتي تأتي ضمن فعاليات برنامج "ملتقى بيت الأعمال" الشهرية التي تنظمها الغرفة التجارية الصناعية في جدة بالتعاون مع صحيفة "الاقتصادية"، بين أنه لا صحة لما تردد في بعض الصحف من تصريحات مغلوطة نسبت إليه من أن الأزمة الكائنة بالأشياب مفتعلة من الموظفين، وبين أنه أوضح أن الأزمة تعود إلى أسباب نفسية بالدرجة الأولى جاءت انعكاسا من تخوف المواطنين من نقص المياه فبادروا باستباق الحدث ما أدى إلى تضاعف الطلب على الأشياب واستغلال المواطنين من أصحاب النفوس الضعيفة من سائقي الصهاريج.
وتناول اللقاء محاور الواقع التحديات التي تواجهها صناعة تحلية المياه في محافظة جدة والحلول المستقبلية لها، وتسليط الضوء على المراحل التي تمت حتى للآن لتخصيص قطاع التحلية، واستعراض الفرص والإمكانيات المتاحة للقطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ مشاريع تحلية المياه في محافظة جدة، والاطلاع على برامج التوعية التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء في مجال ترشيد استهلاك المياه، وخطط الوزارة لتشجيع الاستثمار في استغلال مياه الصرف الصحي المعالج.
مستقبل الإمدادات المائية لمدينة جدة
تحدث المهندس الحصين عن مستقبل إمدادات المياه لمدينة جدة، بعد أن تم ترسية مشروع الشعيبة المرحلة الثالثة بمشاركة من القطاع الخاص بنسبة 60 في المائة و32 في المائة لصندوق الاستثمارات العامة و8 في المائة لشركة الكهربائية، والذي يعمل بطاقة 880 ألف متر مكعب من المياه, ولذلك فإنه يعد من أكبر محطات التحلية في المملكة وما يقارب 1000 من ميجاوات الكهرباء، ومن المقرر أن يخدم المشروع مدن مكة المكرمة، جدة، والطائف وجزءا من احتياج مدينة أبها، وسيغير المشروع هذه المدن بتغيير جذري ونصيب مدينة جدة من المشروع 400 ألف متر مكعب من المياه ما يعني زيادة قدرها بـ 70 في المائة، بالإضافة إلى أن الأسعار المطروحة في مشروع شعيبة 3 كانت جيدة جدا، كما أنه يوجد لدينا مشروع لزيادة إنتاج محطة الشعيبة المرحلة الثالثة من 880 ألفا إلى مليون متر مكعب، وستتضمن زيادة 120 ألف متر مكعب ستكون من نصيب مدينة جدة، ما يعني أن لدينا 520 ألف متر مكعب من المياه من محطة الشعيبة.
أما المشروع الثالث القادم إلى مدينة جدة في استبدال محطة جدة المرحلة الثانية والتي قارب عمرها على 30 عاما منذ أن بدأ تشغيلها في عام 1977م والتي قاربت على 30 عاما، ولربما من المصلحة العامة أن يتم إيقافها نظرا لأن وحداتها صغيرة جدا والتي تقارب 2.5 مليون جالون سعة الوحدة وصيانتها مكلفة, ونرى أن الوقت حان لتوقفها واستبدالها وسيتبعها محطة جدة المرحلة الثالثة لربما بعد سنتين أو ثلاث، وذلك سنقوم باستباق الحدث وسنستبدلها بمحطة التناضح العكسي بطاقة تقارب 200 ألف متر مكعب، ما يعني أن مدينة جدة تمتلك 600 ألف متر مكعب إضافة إلى 600 متر مكعب التي تضخ حاليا، وليس هذا نهاية المطاف فمن ضمن الخطط المقبلة في عام 1436هـ من المقرر أن تبدأ مشروع الشعيبة 4 ثم يليها مشروع جدة المرحلة الخامسة, وسيكون لدينا استمرار ضمن الخطط المجدولة لنستطيع المحافظة على معدل استهلاك للفرد بمدينة جدة بحدود 250 لترا، ونعمل على أن يرتفع هذا المعدل، علما أن معدل استهلاك دول الاتحاد الأوروبي لا يزيد على 140 جالونا.
معالجة التسربات وتقليص 20 في المائة من الفاقد بالشبكة
وأضاف أن الجهود القائمة للقضاء على التسربات الحاصلة في شبكة المياه في جدة والتي لا تقل عن 20 في المائة من الفاقد التقني في الشبكة، يتم معالجتها عبر برامج طموحة لخفض الفاقد في الشبكات من خلال استبدالها، والكشف عن التسربات وإصلاحها لخفضها إلى 5 في المائة، وقد اعتمد بميزانية الدولة بند خاص بالكشف عن التسربات وإصلاحها بقيمة 300 مليون ريال في السنة الأولى، وقد تم ترسية معظم مشاريعها، كما تم الاتفاق مع وزارة المالية على مبلغ مماثل وسيستمر هذا الاعتماد إلى أن يتم خفض نسبة التسربات في الشبكات العامة في المملكة إلى 5 في المائة وخاصة في المدن الرئيسية، وهذا التوفير في التسربات يعني إضافة مصدر جديد من مصادر المياه.
زيادة مرافق التوزيع لتحقيق العدالة بين الأحياء
مدينة جدة تعاني مشكلات وصعوبة التوزيع بين الأحياء وعدم تأهيلها بشكل منتظم، ولذلك قمنا باتخاذ خطوتين في اتخاذ حلول سريعة بالاستعانة بخبرة الشركات العالمية المتمرسة بهذا الخصوص, ونتوقع أن يتم توقيع العقد بعد موسم الحج مباشرة، وسيتم الاستعانة بـ 20 خبيرا من إحدى الشركات المتخصصة لتلمس مشكلات الشبكة والتوزيع، بالإضافة إلى زيادة مراكز التوزيع، وكما يعلم الجميع فقد تم افتتاح مركز للتوزيع بعد شهر رمضان في حي بريمان والذي يحوي 40 شيبا، وفي حي كيلو 14 طريق مكة المكرمة والذي سيخفف الضغط على شيب الفيصلية والذي سيبدأ بالعمل بعد سبعة أشهر، ما يعني أن شهر رمضان المقبل لن يشهد مشاكل في توزيع المياه، وإدارة المرفق ستكون عبر المشاركة مع الشركاء العالميين بالاتفاق، لإدارة المرافق والتي ستبدأ في مدينة الرياض في منتصف العام المقبل، وفي منتصف عام 2008م سيتم توقيع العقود، ما سيرقى هذا المرفق في التنظيم وإدارة الطلب والتي ستغير من الواقع جذريا.
شوارع جدة تتحول إلى ورشة عمل لشبكات الصرف الصحي
كما تعلمون أن مدينة جدة تحولت إلى ورشة عمل بالنسبة لحفريات الصرف الصحي لمدة ثلاث سنوات المقبلة، وقد قمنا بتوقيع عشرة عقود قائمة في الشبكات الرئيسية، وتم توقيع عقدين في الشبكات الفرعية بقيمة 2.5 مليار ريال مع شركة الراشد والعقد الثاني مع شركة المباني، وفي خلال الأيام المقبلة سنشهد توقيع العقد الثالث مع شركة أبو الجدايل، والعقد الرابع قائم التحليل، والعقد الخامس تحت الطرح، والمبلغ المعتد لهذه المشاريع، بالإضافة إلى محطة المعالجة يقارب سبعة مليارات ريال وجميعها معتمدة بالتوجيه السامي الكريم باعتمادها بالكامل ولم يبق إلا التنفيذ، وهذه المشاريع ستشمل الأحياء المأهولة وغير المأهولة من الأحياء المخططة، وخلال السنوات الأربع المقبلة ستكتمل شبكة الصرف الصحي بمدينة جدة مكتملة 100 في المائة بالإضافة إلى شبكات المياه، ومحطات المعالجة، أما بما يخص التلوث والمعالجة لمياه الصرف الصحي فإننا نقطع بها شوطا كبيرا، كما أن بحيرة المسك الكائنة في شرق مدينة جدة ستكون من الماضي.
استراتيجية إدارة الأزمات تعتمد على التمويل قبل التنفيذ
وأكد الحصين أن جميع المشاريع المطروحة حاليا لا علاقة إطلاقا بالأزمة القائمة بمدينة جدة، فمشروع الشعيبة 3 كان مخططا قبل عشر سنوات، وكان من المفترض لها أن تبدأ العمل قبل ست سنوات، فالخطط موجودة لجميع المشاريع, وكما نعلم أن التمويل اللازم يأتي من الميزانية العامة للدولة، وكما نعلم أن انخفاض سعر البترول إلى عشرة دولارات للبرميل ما خلق نقصا في التمويل عطل الكثير من المشاريع ومنها مشروع الشعيبة 3 وتأخير مشروع الشعيبة 2 ولكن بعد تحسن الأوضاع وارتفاع سعر البترول بادرت الدولة بالتمويل الكبير من دون حساب، والذي يظهر جليا في ميزانية المشاريع، والوزارة الآن تنفذ مشاريع تحت التنفيذ، ويوجد لدينا تحت التنفيذ مشاريع تفوق 50 مليار ريال لمصادر المياه الجوفية، وشبكات صرف صحي، محطات معالجة المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي، التحلية معتمد لها في خمسة مشاريع بنظام المشاركة بأكثر من 70 مليار ريال، مما يعني وجود مشاريع معتمدة 120 مليار ريال.
فرض رسوم مستقبلية لا تشكل عبئا على المواطن
مشكلة المياه في المملكة أنها مجانية، ولا يستطيع أحد أن يقيم متوسط فاتورة المنزل الشهرية من المياه والصرف الصحي، والتي تبلغ خمسة ريالات فقط، ما يعني عدم وجود دخول حقيقية، واعتمادها في التمويل إلى ما يخصص لها في الميزانية العامة، وهذا السبب العام في تأخير بعض المشاريع، ونسعى إلى تعديل مسار هذين المرفقين بإيجاد تعرفة ترفق بالمستهلك المنخفض ولا تشكل عبئت عليه ولا تؤثر في المعدل المنطقي الفردي، وتوازن للمستهلك الأعلى تبعا لحجم استهلاكه العالي، ونأمل أن يرفع بهذا الاقتراح قريبا جدا، ونعتذر عن أزمة المياه الحاصلة بشهر رمضان المبارك، أوضح أن 80 في المائة من قيمة المياه تعود لأصحاب الصهاريج الناقلة للمياه مقابل النقل.
اعتماد الجودة العالية في اختيار الأنابيب
أما عن عمر الشبكة الافتراضي يعود إلى طريقة التنفيذ الصحيح، ولربما هناك عوامل تعود إلى سوء اختيار للمواد وسوء التنفيذ لها، وهذا ما دعانا عند اعتماد المواصفات إلى إعادة النظر بنوعية الجودة المطروحة إلى مواد تمتد إلى عمر زمني طويل والاستثمار بمثل هذه النوعية العالية الجودة من الأنابيب.
أزمة المياه سببها العامل النفسي لا النقص في المياه
أكد الحصين أن ما ذكر في الصحف من تصريحات بأن أزمة المياه مفتعلة لا أساس له من الصحة، والصحيح أنني ذكرت أن العامل النفسي من تخوف المواطنين من نقص المياه أدى إلى زيادة الضغط على الأشياب مسببة الأزمة، وبين أن الأشياب تعمل على مدار العام بشكل طبيعي يلبي حجم العرض والطلب، إلا أن الناس في شهر رمضان قاموا باستباق الحدث وتزاحموا في الأشياب، علما بأن كميات المياه لم تزد بل نقصت عن الكمية التي تمت زيادتها من الاحتياط، وفي الوقت الحالي يعلم الجميع أن الأشياب لا يوجد فيها أحد.
الترشيد في استخدام المياه يضاعف من مصادر المياه
استطاعت حملات الترشيد التي أطلقتها الوزارة إحداث توفير كبير بلغ 30 في المائة من المياه، وقمنا بتوزيع أدوات الترشيد على المنازل لتركيبها، ومن المفترض أن الاستهلاك ألا يزيد على 150 لترا علما أن 50 لترا كافية، وإذا استطعنا تحقيق ذلك فإننا نكون قد ضاعفنا مصادر المياه، وبرامج الترشيد أدت إلى نتيجة وحققت الكثير من أهدافها, وإن كنا نهدف إلى المزيد عبر الحملات الإعلامية المكثفة التي تستهدف نشر مقارنات بين قبل وبعد, وتركز على أماكن الاستهلاك العالية من المستشفيات والفنادق المجمعات التجارية والإدارات الحكومية والمصانع، وطبقا للنظام فإنه في حالة عدم الالتزام بتركيب أدوات الترشيد فنقطع عنه المياه.
زيادة الخزانات لرفع المخزون الاستراتيجي
نسعى إلى زيادة المخزون الاستراتيجي عبر بناء المزيد من الخزانات، ويوجد لدينا بين التحلية وبين المديرية عدد من الخزانات التي نأمل بأن تغطي الاحتياج، والذي يقدر مخزونه فقط بثلاثة إلى أربعة أيام وبالنظر إلى تكلفة التخزين الباهظة الثمن بطريقة عالية، وبدلا من التخزين فإننا نلجأ في زيادة الإنتاج.
سدود تهامة مصدر مهم لتغذية المنطقة الغربية
إن الاتجاه إلى إنشاء السدود في سهل تهامة يشكل مصدرا مهما للمياه وأولها سد بيش والذي سيكون مصدرا رئيسيا لمنطقة جازان، إضافة إلى ستة سدود في منطقة تهامة واعدة لأن تكون مصدرا جيدا ودائما للمياه لمناطق جدة ومكة والطائف من سدود الليث وحلي، وسدود المرواني ورابغ تحت الإنشاء والأمطار هناك محدودة جدا.