مصيبة الشعر العامي

مصيبة الشعر العامي

مصيبة الشعر العامي هنا في الخليج تكمن في المقاييس التي إذ تجاوزتها تستحق أن يطلق عليك لقب شاعر، أو إحقاقا للحق المصيبة تكمن في فهم أغلبية المجتمع الخليجي لتلك المقاييس.
يجمعني بمن أثق بوعيهم حيال هذه النقطة أحاديث متفرقة وتساؤلات أبحث عمن يشاركني هاجسها دائما، ومن ضمن تلك النقاشات ما تطرق إلى هذا الأمر، تساءلت عن الجدوى المترتبة على ما لو لم يكن هناك وزن وقافية في الشعر، معتقدا أن ذلك الحل الوحيد لانقراض "الوازنين المقفين"، أيضا شاركني صديقي هذه الأمنية مؤيدا لهذه الفكرة البراقة الأشبه ما تكون بـ "نهر هزيل"، ورحنا نتخيل بعض النماذج، إذ لن يعود هناك مجالا لمن "يتفشخر" علينا بالقوافي العسرة، وستكون قصائد المدح أكثر صدقا، وسيعود أغلب أبناء ساحتنا الحبيبة إلى أماكنهم المفترضة ومهنتهم التي خلقوا لها (التندر على أنفسهم في مجالس الوجهاء، وممارسة الشحاذة الصادقة البريئة)، تخيلنا أيضا أنا وصديقي شعراء المحاورة وما أدراك ما شعراء المحاورة؟، فالمجال هنا لا يتسع لذكر ما سيؤول إليه مستقبل أغلبهم!
جذبنا بريق الفكرة، ولكن سرعان ما تحطمت تلك الأماني بمجرد أن علا صوتي بالغناء، فبادر صديقي - كما يفعل المهذبين عندما لا يستسيغون أصوات مرافقيهم – بإعلاء صوت الراديو، لينبعث صوت عبد الله الرويشد مرددا "ويني؟! شوفوا من يسألني ويني"، فضحكنا كثيرا على الفكرة الغبية، وعلق صديقي مازحا: "الله يرحم المعيدي عند أخوه"!

الأكثر قراءة