مؤشرات إيجابية لقياس التضخم وأنفاق المستهلك تدعم الأسهم الأمريكية

مؤشرات إيجابية لقياس التضخم وأنفاق المستهلك تدعم الأسهم الأمريكية

<p><a href="mailto:[email protected]">mharthi@hotmail.com</a></p>

تمكنت الأسهم الأمريكية من التقدم نحو الأعلى بشكل مثير وسط توقعات بأن يبدأ جنيّ الأرباح، صحيح أنها لم تكن بتلك الارتفاعات المُعتبرة ولكن بما أنها جاءت وسط تزايد التشاؤم وانتظار نتائج انتخاب حكام الولايات كان هذا الارتفاع البسيط ذا شأن، حدث الانتخابات والتنافس بين الديمقراطيين والجمهوريين ترقبه بشكل واسع المُحللون والاقتصاديون والمُستثمرون ولكن الحدث مر بسلام وتعامل معه المتعاملون في السوق بعقلانية، وشهدت بعض القطاعات انخفاضاً بعد صدور النتائج منها قطاع صناعة الأدوية وقطاع الرعاية الصحية حيث كانا الأسوأ أداءً وفيما عدا هذين القطاعين فإن الأسواق كأنها لم تتأثر بالانتخابات.
لم تصدر بيانات اقتصادية ذات أهمية في الأسبوع الماضي ماعدا تقرير عن الميزان التجاري في شهر أيلول (سبتمبر) والذي أظهرت نتائجه أن العجز التجاري انخفض بفضل انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية. جدير بالذكر أن سعر النفط تجاوز سعر 61 دولارا ثم أغلق نهاية الأسبوع عند مستوى قريب من 60 دولارا.
ما زالت السوق تعيش موسم إعلانات نتائج الشركات ومن أهمها كان صدور نتائج شركة سيسكو Cisco Systems التي ساعدت مؤشر ناسداك على التسلق أكثر نحو الأعلى، وأيضا كل من نتائج شركة ديزني Disney والمجموعة الأمريكية العالمية AIG اللتين ساعدتا مؤشر داو جونز على الصمود ومنعتاه من الهبوط وأعطيتاه جرعة ليبقى ثابتاً.

الأسبوع الحالي
التوقعات تزيد أكثر وتتحدث عن أنه قد يبدأ جنيّ الأرباح في السوق لتشبع السوق، والبعض الآخر يتفاءل بأن تُكمل السوق صعودها مُستندة على احتمال صدور بيانات اقتصادية جيدة، ستعيش السوق وسط أجواء الترقب لمؤشرات اقتصادية مهمة لها علاقة بالتضخم وقياسه وهي مؤشر أسعار المُنتجين PPI ومؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر أيلول (سبتمبر) ومعها بيانات ونتائج تتعلق بشركات مبيعات التجزئة وكبرى المخازن التجارية في أمريكا مثل شركة "وول مارت" و"تارقت" وغيرهما. كل هذه البيانات التي ستظهر تتحد مع بعضها البعض لتُعطي تصورا عن مدى وجود تضخم في الأسعار وعن إنفاق المُستهلكين في حالة ارتفاع أو انخفاض التضخم.
نبدأ بالبيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع ومنها نتيجة مؤشر أسعار المُنتجين PPI وذلك صباح الثلاثاء حيث يُتوقع أن ينخفض 0.4 في المائة أي أقل من الانخفاض الذي حصل في أيلول (سبتمبر) بمقدار 1.3 في المائة، أما نتيجة مؤشر أسعار المُنتجين الأساسي Core PPI فيُتوقع أن يرتفع بمقدار 0.1 في المائة مقارنة بارتفاعه 0.6 في المائة في شهر أيلول (سبتمبر)، يأتي بعده في الأهمية مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر تشرين الأول (أكتوبر)، الذي سيصدر الخميس ويُتوقع انخفاضه 0.3 في المائة مقارنة بانخفاضه 0.5 في المائة في أيلول (سبتمبر) أما مؤشر أسعار المُستهلكين الأساسي Core CPI فقد يرتفع 0.2 في المائة مثلما ارتفع في أيلول (سبتمبر).
يوم الثلاثاء أيضاً سيصدر تقرير عن مبيعات التجزئة في تشرين الأول (أكتوبر) حيث من الممكن أن تهبط المبيعات بمقدار 0.3 في المائة وذلك بعد انخفاضها 0.4 في المائة في أيلول (سبتمبر)، لكن عند استثناء مبيعات السيارات فإن مبيعات التجزئة قد تنخفض بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بانخفاضها 0.5 في المائة في أيلول (سبتمبر) بينما يُتوقع أن يرتفع المخزون التجاري في أيلول (سبتمبر) بمقدار 0.5 في المائة أي أقل من انخفاضه في آب (أغسطس) بمقدار 0.6 في المائة.
أمر آخر ينتظره المُستثمرون يوم الأربعاء وهو صدور ملخص عن اجتماع البنك المركزي وهو الاجتماع الذي عُقد في تشرين الأول (أكتوبر)، بالنسبة للإنتاج الصناعي في تشرين الأول (أكتوبر) ستصدر بيانات عنه يوم الخميس حيث يعتقد الاقتصاديون أن يزداد الإنتاج الصناعي 0.2 في المائة على عكس الانخفاض الذي حدث في أيلول (سبتمبر) وقدره 0.6 في المائة، كما ستجد بيانات بناء المساكن اهتمام المُستثمرين من جديد وذلك يوم الجمعة مع تقرير عن عدد تراخيص البناء الصادرة في تشرين الأول (أكتوبر) وعدد المساكن الجديدة.

التحليل الفني
بعد أن أغلق ناسداك في الأسبوع قبل الماضي تحت متوسط عشرة أيام كمؤشر منه على ضعف التعاملات إلا أنه عكس الاتجاه وصعد فوق متوسط حركة عشرة أيام، التخوف فنياً كان سببه أن يؤدي انخفاض ناسداك تحت متوسط عشرة أيام إلى اختراقه لمتوسط عشرين يوما هبوطاً، ولكن ناسداك خالف التوقعات بصعوده فوق المتوسطين واجداً الدعم من المتجه الصاعد (انظر الرسم البياني حيث حددته باللون الأخضر) والزخم الذي صنعته نتائج شركة سيسكو.
الوضع الحالي لترتيب المتوسطات ممتاز وكذلك ناسداك موجود فوق متوسط حركة عشرة وعشرين يوما، صحيح أن ناسداك تجاوز مستوى مقاومة تاريخيا عند 2375 نقطة كانت قد تشكلت في شهر نيسان (أبريل) من العام الجاري، ولكن هذا لا يمنع أن يهبط ناسداك ولا يصمد كثيراً علماً بأن البيانات الاقتصادية ستعمل على تحديد موقف المؤشرات الرئيسية للسوق بدلاً من نتائج أرباح الشركات التي تولد لدى المُستثمرين إحساس الفرحة بنتائجها القوية.
أهم مستوى يجب مراقبته هو المستوى الموجود عند متوسط حركة عشرة أيام عند 2362 نقطة ثم عند 2356 نقطة حيث يوجد متوسط حركة عشرين يوما، وفي نفس موقع متوسط حركة عشرة أيام يوجد المتجه الصاعد عن نفس المستوى حيث يُشكل مستوى دعم إذا تم كسره هبوطاً فعندها نقوم بتطبيق أول مستويات تصحيح فيبوناتشي، حيث من المُتوقع أن يصل ناسداك عند مستوى يقع بين متوسط خمسين يوما وهو 2291 نقطة ومستوى 2273 نقطة. جدير بالذكر أن مستوى 2400 نقطة الذي لامسه ناسداك يوم الخميس الماضي وتراجع من عنده سيكون مستوى المقاومة صغيرا ونفسيا معاً مع ضرورة مراقبة حدود البولينجر باند.

الأكثر قراءة