مرايا فولكس فاجن تعكس الأضواء على مدينة كالوجا الروسية

مرايا فولكس فاجن تعكس الأضواء على مدينة كالوجا الروسية

كالوجا.. مدينة روسية تبعد نحو 160 كيلومتر عن جنوب غرب العاصمة موسكو وعدد سكانها يتجاوز 350 ألف نسمة. كانت في الماضي مقاطعة روسية تقليدية. وعايش سكانها منذ فترة التحول ومن ثم الانفتاح الاقتصادي والسياسي في البلاد كل ما هو سلبي: الانهيار؛ شوارع مهدّمة، ومنتزهات مليئة بأكوام النفايات، ومنازل متداعية، بل وحتى متحف علم الفضاء نفسه انهار كما سرحت المصانع الكبرى في المدينة أعداداً هائلة من العاملين وقلّص مصنع التوربينات حجم طاقم العمل من 12 ألفا إلى النصف فقط ومصنع المحركات من 11 ألف إلى 2500 عامل و موظف.
لكن فاديم فيتكوف مسؤول الشؤون الاقتصادية والمالية في المدينة قال إن هذا العصر أوشك على الانتهاء وحان الآن وقت التنمية عارضا خططا طموحة لعشرين عاما مقبلة. فعلي الجانب الآخر من النهر من المفترض أن تقوم مدينة بمجمع صناعي جديد بالكامل خاص بها، وإنشاء منطقة للترفيه على البحيرة الاصطناعية حاشدة بصالات عرض الأفلام، والفنادق لمن يريد من مواطني موسكو قضاء نهاية أسبوع ممتعة. وفي التاسع والعشرين من أيار (مايو) العام الجاري وقّع ( بيشيتسريدر ) مدير مجموعة فولكس فاجن عقدا بما يعادل 370 مليون يورو لإنشاء مصنع للمجموعة في كالوجا يوفر ما لا يقل عن 3500 فرصة عمل جديدة ووضع (بيشيتسريدر ) بالفعل حجر الأساس للمصنع الجديد مع جيرمان كيرف وزير الاقتصاد الروسي.
ويبدو ماكسيم أكيموف عمدة المدينة راضيا فمجموعة فولكس فاجن أكثر من مجرد مصدر للمال بالنسبة له، إنه مؤشر علي الثقة، فوجود المصنع في المدينة الروسية يجعلها تبدو وكأنها شتوتجارت أو فولفسبورج المدينة الألمانية التي يوجد بها المقر الرئيس لشركة فولكس فاجن. وعلى ما يبدو أن أكيموف قادر على تصوّر المستقبل تقريباً: "إن هذا دافع قوي! إن فولكس فاجن ستعمل على تغيير المدينة: نمط الحياة، وتنظيمها، كل شيء سوف يصبح أكثر ديناميكية".
ويقول فريدريش لينز المدير العام للشركة الروسية الفرع في مدينة كالوجا إن هناك ثلاثة عوامل كانت في صالح المدينة وهي: البنية التحتية، القدرة الكامنة العالية بالأيدي العاملة المتخصصة، وفريق المديرين والسياسيين المتمرسين. ويشهد العقد الألماني على طاولة أكيموف على الجهود الحقيقية، وهو ملتحق الآن بدورة للغة الألمانية، حيث يحضر أكثر من محاضرة في الأسبوع.
ومنذ نهاية التسعينيات، مددت فولكس فاجن مجساتها إلى روسيا حيث تمكن التعريفات الجمركية الروسية المرتفعة السيارة لادا من التفوق على سيارة صغيرة من سيارات فولكس فاجن سعريا برغم فارق الجودة. لكن هذا الأمر سوف يتغير اليوم حيث يبلغ حجم المبيعات اليوم نحو 30 ألف سيارة في السنة، وفي غضون أربعة إلى خمسة أعوام من المفترض أن تزيد هذه إلى 150 ألف. وبالإضافة إلى هذا من المفترض ابتداءً من عام 2007 أن يتم تجميع أنواع من قطع مصنّعة للعلامات التجارية فولكس فاجن وسكودا في كالوجا، وابتداءً من عام 2009 من المفترض أن يبدأ العمل بالتصنيع الكامل لأنواع مصممة خصيصاً لروسيا. ومن المفترض أن تبلغ تكلفة السيارة أقل من 10 آلاف دولار. وهذا يُعتبر معدل الأسعار الذي بناءً عليه يتم إنتاج السيارات المحلية. ولهذا تطالب الحكومة الروسية، وهي الراعي حتى الآن لوكالة سيارة لادا بأن يتم إنتاج على الأقل 30 في المائة من أجزاء التزويد في روسيا عقب مرور المرحلة الانتقالية.
أندريه فيلينفوتيش بيرتشان سوف يكون أحد المزودين لفولكس فاجن وهو منذ عام 1990 مدير مصنع أفوت إلكترونيكا المؤسس حديثاً الذي يصنّع قطع غيار السيارات. وحقق المصنع الذي يعمل به نحو 1800 عامل وموظف حجماً من المبيعات بلغ 65 مليون يورو العام الماضي. ويُعتبر المصنع مثالا قدوة للمدينة: أساليب إنتاجية جديدة، ومعايير جودة دولية. وما تم القيام به بالأخص، حسب ما ورد عن المدير، هي إحدى شركات التطوير الحديث لدعم عجلة القيادة.ووقع بيرتشان عقوداً مع إحدى مصانع دايو في أوزباكستان و مع سيمينز كذلك.
ولا عجب أن يعمل بيرتشان على حماية مميزات الضريبة الطموحة، التي تحظى بها فولكس فاجن مقابل بناء منطقة صناعية للإنتاج: "وإلا لما تمكّنا من الحصول على فولكس فاجن". إلا أن المعلومات الدقيقة حول مميزات الضريبة نادرة. ولكن على الأقل فإن كثيرا من الأمور غدت واضحة: إن فولكس فاجن معفاة لمدة عام من ضريبة الملكية، والحديث يدور حول المزيد من مميزات الضريبة الأخرى.

الأكثر قراءة