التطور في تقنيات التلفزيون والترفيه الرقمي يؤسسان لسوق نشطة ومُتجددة أمام Trident

التطور في تقنيات التلفزيون والترفيه الرقمي يؤسسان لسوق نشطة ومُتجددة أمام Trident

المُستثمر الحصيف هو ذلك الذي يقتني في محفظته الاستثمارية أسهم الشركات التي لها سمعة ووجود بارز وحصة كبيرة في سوقها الذي تعمل فيه الشركة، ويوجد شركات أُنشئت من زمن، ولكن ربحيتها قوية ومُستمرة، إما لميزة في إدارة الشركة وقدرتها على التسويق وإما لتميز النشاط أو الصناعة التي تعمل فيها، واليوم اخترنا إحدى الشركات التي تقتنص الفرص في سوق الدوائر الإلكترونية الخاصة بعرض الرسومات على شاشة الكمبيوتر.

إن التوجه التقني نحو دمج تقنيات الكمبيوتر الرقمية والبرامج مع أجهزة التلفزيون والترفيه أدى إلى توسع أفق الاستثمار أمام الشركات العاملة في مجال تصنيع وتصميم بطاقات العرض والرسوم على الشاشة، فجددت ودعمت فرص الربحية أمامهم، من ضمن هذه الشركات اخترت شركة مُتميزة ومنتجاتها معروفة لدينا في سوق أجهزة الحاسبات في السعودية ودول المنطقة، وهي شركة Trident Microsystems التي أُنشئت عام 1987 من خلال مؤسسها السيد "فرانك سي لاين" في ولاية كاليفورنيا في الولايات المُتحدة وسهمها مُدرج في سوق ناسداك بالرمز TRID.

نظرة عامة

شركة Trident Microsystems مُتخصصة في تصنيع وتزويد الأسواق بالدوائر الكهربائية المتكاملة (الشرائح الإلكترونية)، يتم استخدامها في شاشات الكريستال LCD والتلفزيونات الرقمية، إضافة إلى بطاقة رسومات الشاشة التي يتم تركيبها داخل الكمبيوتر لتُنظم عمليات عرض المعلومات والرسومات على شاشة الكمبيوتر، ويتم بداخلها عمليات ذات العلاقة بفك شفرة الفيديو وتحويله إلى عدة صيغ وتحسين عرض الصور، الشركة تُركز بشكل أكبر على منتجاتها الخاصة بالتلفزيونات الرقمية، نظراً للمُستقبل الواعد لسوق هذه المُنتجات وتقوم الشركة ببيع منتجاتها من خلال عدة موزعين ومنافذ عالمية.
الشركة لها شركات فرعية أنشأتها واستحوذت على بعض منها وكل منها تُركز نشاطها في سوق من هذه الأسواق الواعدة، شركة Trident Technology - TTI إحدى هذه الشركات المتفرعة منها وتعمل في مجال تصنيع أجهزة الوسائط الرقمية ومعها شركة موجودة في الصين اسمها Trident Multimedia، والشركة تُركز حالياً ومنذ عام 2003 على تصنيع منتجات لاقتناص حصة من سوق معالجات التلفزيون الرقمية التي حققت مبيعات للشركة تصل إلى 98 في المائة من مبيعاتها عام 2005، هذه المُنتجات تستخدم في جميع منتجات العرض (شاشات) الرقمية مثل شاشات الكمبيوتر المُحتوية على الكريستال السائل وكذلك تلفزيون البلازما والشاشات الموجودة في الكمبيوترات المحمولة Lap Top.
بالرجوع إلى قوائم الشركة المالية عام 2005 يتضح أن معظم مبيعات الشركة تأتي من آسيا والصين، وذلك بنسبة 43 في المائة من إجمالي المبيعات، أما اليابان، كوريا، وتايوان فحققت 30 و15.2 و7.7 وفي المائة على التوالي، بينما بقية العالم 2.7 في المائة، وكبار عملاء الشركة هم شركة "سوني"، "شارب"، و"سامسونج"، وجميعهم يعتمدون في منتجاتهم من شاشات الكمبيوتر وتلفزيونات البلازما على منتجات شركة Trident بنسب تتجاوز 80 في المائة، وشركات مثل "سوني" أسواقها ضخمة وعاشقوها حول العالم كثر، يوماً بعد يوم تنفتح أمامها أسواق جديدة مثل تلفزيونات البلازما وشاشات الكمبيوتر بشكل كبير، ولعل الاعتماد على منتجات الشركة من قبل هذه الشركات الكبيرة والمعروفة سيتعزز أكثر بعد انتهاء الشركة من تطوير الجيل السابع من معالج الفيديو الخارق، الذي سيجعل صور الفيديو المعروضة أكثر نقاوة.

التحليل الأساسي

بداية أول معلومة مالية سنعرفها عن الشركة هي أن قائمتها المالية المُفصح عنها في النصف الثاني من العام الحالي قبل التدقيق، التي تُمثل نهاية السنة المالية للشركة أظهرت أنه لا يوجد على الشركة أي ديون، كما أن السيولة النقدية المُتوافرة لديها 152.3 مليون دولار، وفي نهاية أيلول (سبتمبر)، أي الربع الأول من السنة المالية الجديدة للشركة أُعلن عن نتائجها المالية في نهاية أيلول (سبتمبر) محققة مبيعات مقدارها 70 مليون دولار بعد أن كانت مبيعاتها في الفترة نفسها من العام الماضي 33.2 مليون دولار.
نبدأ بمبيعات الشركة التي سجلتها في الاثني عشر شهراً الماضية، حيث بلغت 139.4 مليون دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 146.4 في المائة عن مبيعات العام الماضي ودخلها هو 13.3 مليون دولار، بالنسبة لربحية الشركة، فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة زادت بنسبة 9.5 في المائة، ولكن لا تزال أقل من معدل صافي أرباح الشركة في السنوات الخمس الأخيرة بفارق كبير هو 25.5 في المائة.
كما قلنا لا يوجد ديون على الشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio لدى الشركة تستطيع تغطية الديون عليها بمقدار 3.5 مرة وهي نسبة جيدة، أما قدرة الشركة على تغطية تكاليف الفائدة Interest Coverage التي تُعتبر عاجلة هي 29.5 مرة فقط، وهي أكبر من قدرة القطاع الذي تنتمي إليه الشركة كاملاً والبالغ 0.5 مرة، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو 10.9 وهو أكبر بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع وأقل من العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع وقدره 14.8.
من أكثر الأمور المُكلفة على أي شركة إدارة المخزون، ولكن شركة Trident يدور مخزونها بنسبة ممتازة هي 13.3 مرة، مما يُقلل على الشركة تكاليف حفظ وإدارة المخزون ويدل على أن منتجات الشركة لا تبقى كثيراً في مخازنها، وهذه النسبة أكثر من نسبة دوران المخزون بالنسبة لكامل القطاع وهي نسبة 5.8 مرة، كما أن قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول أي Assets Turnover هي 0.9 مرة، وهي نسبة لا بأس بها وأعلى مما يقوم به القطاع كاملاً من تغطية أصوله.
سعر سهم الشركة أغلق يوم الخميس الماضي عند سعر 19.20 دولار ويواجه أول مقاومة عند مستوى 22.35 دولار بسبب وجود متوسط 50 يوما يليها كمقاومة ثانية متوسط 200 يوم عند سعر 23.11 دولار، أما مستوى الدعم عند 14.85 دولار لأنه أقل سعر وصل إليه السهم قبل 52 أسبوعا، سنستفيد هنا من التحليل الفني المعتمد على الرسم البياني، وليس الأداء المالي في تحديد سعر الدخول الأنسب، حيث إن السهم أخذ يسير في قناة هابطة وسيجد الدعم عند منطقة تقع بين 18.5 و18 دولارا، حيث تُعد منطقة الدخول الأنسب حتى لو تبعها بعض الهبوط، وهذا بالاستعانة بالرسم البياني اليومي والأسبوعي حسب نسب فيبوناتشي، مع الاستعانة بمؤشر MACD في الشراء عندما يُعطي إشارة دخول إيجابية خصوصاً على الرسم البياني الأسبوعي.
مكرر الأرباح P/E الحالي للشركة هو 104.5 وهو مُرتفع جداً، ومع هذا يُتوقع المحللون أن يصل سعر السهم إلى 26.3 دولار نهاية النصف الأول من عام 2007، أي بزيادة أكثر من 29 في المائة، وفي منتصف 2008 فإن متوسط توقعات المُحللين يصل بسعر السهم إلى 33 دولارا، أي بزيادة من سعر الخميس الماضي قدرها 65 في المائة، أما العائد على السهم فيُتوقع أن يرتفع إلى 0.96 سنت في منتصف 2007.

المُنافسون والمُستثمرون

تواجه الشركة منافسة حادة من شركة IC المُتخصصة في تصنيع شاشات التلفزيون المُسطح بتقنية سائل الكريستال، ثم شركة Genesis وAMD من خلال ذراعها شركة ATI ثم الشركة ذائعة الصيت وهي NVDIA، كما أن شركة مثل "فيليبس" دخلت في خط المنافسة أيضاً، ولكن شركة Trident تقف بثبات أمام هؤلاء المُنافسين، خاصة مع اتجاهها لتطوير العديد من التقنيات الجديدة التي ستدعم حصتها السوقية في هذه السوق الواسعة والنشطة.
تمتلك الصناديق الاستثمارية حتى النصف الثاني من العام الحالي 95 في المائة من إجمالي أسهم الشركة المُتداولة في السوق مثل FMR وBarclays Global وVeredus Assest بنسبة 7.7 و6.7 و6.7 على التوالي، بينا المُطلعون Insiders من داخل الشركة فيملكون 5 في المائة، وقد حدثت عمليات بيع كثيرة على السهم منذ بداية العام من قبل بعض المُطلعين تصل إلى 1.35 مليون سهم وبلا شك هذا عدد كبير.

المخاطر

ما من استثمار إلا ويواجه المخاطر والاستثمار في هذه الشركة يواجه الخطر من التطور المتلاحق في سوق التلفزيون الرقمي، ما سيجذب العديد من الشركات ويدفعها لدخول هذه السوق والمنافسة فيها، مما سيؤثر على حصة الشركة، كما أن التضخم الاقتصادي حول العالم سيؤثر بلا شك على سوق الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والترفيهية.
إن كبار عملاء الشركة مثل سوني وغيرها يُشكلون 60 في المائة من مبيعات الشركة، وهذا يعني أن الشركة تعتمد عليهم في تحقيق هذه المبيعات، ولو حصل أن غير هؤلاء العملاء وجهتهم نحو منتجات شركة منافسة أخرى، فإن هذا سيؤثر بشكل قوي على الشركة وأدائها.

الخلاصة

الاستثمار في الشركة وليس المضاربة هو مُجد حسب المعطيات المذكورة أعلاه، وأهمها أن الشركة تزداد قوة السوق، الذي تعمل فيه بسبب طلب تقنيات جديدة واندماج وظائف التلفزيون الرقمي في وظائف الكمبيوتر وبرامجه، كما أن عملاء الشركة هم من كبريات الشركات مثل "سوني" و"سامسونج" و"شارب" وغيرها.
مع وجود بعض المخاطر التي ذكرت أعلاه إلا أن تسعة من المُحللين يوصون بشراء سهم الشركة بقوة Strong Buy وثلاثة آخرون ينصحون بالاحتفاظ بالسهم Hold، ولا يوجد مُحلل واحد يرى بيع هذا السهم، وهذا يعود إلى ثقة المُحللين بقوة السوق الذي تبيع فيه الشركة منتجاتها، ولعل النتائج المالية الأخيرة حتى في الربع الأول من سنتها المالية الجديدة يُظهر قوة نمو أرباح الشركة.

[email protected]

الأكثر قراءة