أختي خانتني، وفقدت ثقتي بالآخرين
*أنا فتاة عاملة ولي أخت أصغر مني، والدي طيب جداً ومكافح، يتعب طوال اليوم ليريحنا من هموم الدنيا، والدتي طيبة جداً، وذات قلب أبيض، وعلى نياتها، المشكلة هي أختي، فقد دمرت حياتي وثقتي بالناس، أصبحت أكره كل شيء ولا أثق بأحد، كنت مخطوبة لأحد الزملاء في العمل، اعتقدته طيباً وعلى خلق ويحبني، ولكن الصدمة كانت كبرى، لم أتحملها، أصبت بانهيار ودخلت المستشفى لمدة أسبوعين، وبعدها استقلت من العمل، ووجدت عملاً آخر، ولكن لا أستطيع نسيان ما حدث، ففي أحد الأيام أحسست بتعب في العمل، واستأذنت حتى أعود للمنزل وأرتاح، عندما دخلت لم يكن يوجد أحد، أبي في العمل وأمي عند أختها، فدخلت إلى الغرفة، وتمنيت أنني مت في تلك اللحظة، فقد وجدت أختي مع خطيبي في سريري، لم أصدق ما رأيت، تجمدت مكاني حتى أحسّا بي، فقام وخرج من المنزل، لم أعرف ماذا أفعل، أخذت أضرب أختي وسحبتها من شعرها وذهبت بها للطبيبة، وتأكدت من أنها ما زالت عذراء، خفت عليها وهي لم تهتم لمشاعري، وعندما اطمأننت لم أحس بنفسي إلا وأنا في المستشفى، لا أحد يعلم بما حدث، الكل يعتقدون أن سبب الانهيار أنني تركت خطيبي، لا أحد يعلم بشيء، لكني منذ ذلك اليوم لم أتحدث مع أختي، واهتزت ثقتي بالناس، وأصبحت خائفة من كل شيء حولي، أحس بالخيانة في الهواء حولي، لاحظ أبي وأمي أنني لم أعد أتحدث مع أختي، حاولا أن يحلا المشكلة، ولكن لا أستطيع أن أسامح أو أغفر لها؛ فهي ليست طفلة ليلعب بعقلها، وهي تعلم كم كنت أحبه، كم غضبت عندما أراد أن يرى شعري ورفضت؛ فأنا متحجبة، كيف تفعل بي هذا وأنا أعتبرها كنفسي لا أمنع عنها شيئاً؛ فهي أختي الوحيدة التي أحببتها، لا أستطيع أن أسامحها، والآن أفكر بالسفر بعيداً عنها؛ حتى لا أراها ثانية.أرجوكم ساعدوني .. ماذا أفعل؟
-الأخت الكريمة: أسأل الله – عز وجل- أن يرزقنا وإياك العفاف والرضا والغنى، ما حصل لا شك أنه أمر خطير، ولكن يجب أن نضعه في حجمه الطبيعي؛ حتى نحسن التعامل معه، إذ المبالغة في أي شيء قد تقود إلى ضد المراد حتى في الدين، فإن دين الله وسط بين المغالي فيه والمجافي عنه؛ ولذا فإني أذكرك ببعض النقاط، ومنها: 1- الإيمان الكامل، واليقين الجازم بأن ما حصل هو من قضاء الله وقدره، ولا بد للإنسان في تغييره بعد حدوثه، والمسلم إذا وقع له من أمثال ذلك يقول: (قدَّر الله وما شاء فعل)، وهذا – أي الإيمان بالقضاء والقدر- أحد أركان الإيمان الستة.
2- على المؤمن أن يتفاءل لما حصل، وألا يكره، فكثير من الأشياء نكرهها ونفاجأ بأن الخير العظيم فيها، وأحياناً نتمنى أشياء ونسعى لها ونفاجأ بأن فيها أحزاننا ومآسينا.
3- من أعظم فوائد هذه الحادثة أن هذا الخطيب شر صرفه الله عنك، وهذه نعمة عظيمة لو جلست طول حياتك تحمدين الله عليها، لما أديت حقها، وكما يقال: (كم وراء المحن من منح)، بل كما قال الله – عز وجل-: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) [النساء:19].
4- أختك أخطأت، وكلنا ذوو خطأ، ورسول الله – (- يقول: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) أخرجه مسلم (2749) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والتصرف الصحيح هو أن تحاولي دعوة أختك للحق، وتدليها عليه، وألا تعيني الشيطان عليها، وأن تفتحي لها طريق الخير والتوبة، لا طريق اليأس والقنوط.
5- يجب على الإنسان أن يكون عادلاً في حكمه على المجتمع، فكلما رأى مظاهر الفجور والفسق تذكر الخير والدعوة، بل إن رسول الله – (- كان يعجبه الفأل، إن التفاؤل والنظر للمستقبل بإشراق -والثقة بنصر الله - له مردود عجيب على النفس، وخاصة عند تعاظم الشر، وهذا ما حصل للمسلمين في غزوة الخندق.
6- لعلك تأخذين العبرة من هذه التجربة، وأن تتعاملي بصبر وأناة، وعدم استعجال في حل ما يعتريك من أذى، بل المسلم سيستفيد من أخطاءٍ حصلت له في الحاضر ليسخرها في خدمة المستقبل. والله يحفظك ويرعاك.
زوجي له علاقة بأخرى
* أنا فتاة متزوجة منذ أشهر، ومن أول لحظة جلست معه لم أرتح إلى زوجي، ولم أحس بأي مودة أو ألفة. أخبرت أهلي بذلك، فقالوا لي: كل فتاة تمر بهذا الشيء، فصبرت، وقلت: ربما لأني لم أعتد عليه، وبأنها حياة جديدة، ولكني مع مرور الوقت عرفت أن الذي أمُر به ليس فقط شيء عابر، أتيت أهلي ذات مرة، وجلست عندهم أسبوعا في فترة الاختبارات، على خلاف وقع بيننا، ثم أتى إلى إخوتي وتكلم معهم، ورجعت بعد ضغط أهلي علي وخاصة أمي التي لم أستطع أن أرد لها طلباً، ورجعنا ورجعت المشاكل، وقبل ما يقارب أسبوع اكتشفت شيئاً لم أستطع بعدها البقاء معه، أتدري ماذا اكتشفت؟ أنه على علاقة مع أخرى بالهاتف، وتأكدت من ذلك وواجهته، فأنكر، ولم أستطع تمالك نفسي، فطلبت منه أن يذهب بي إلى أختي عند الساعة الثانية صباحاً؛ لأني خائفة على أمي من الصدمة، وحضوري في هذا الوقت، ومن الغد ذهبت إلى أهلي، لم يحدث أي جديد، وقد قال لي قبل أن أتركه (استري علي)، وأنا مضطرة، أخبرت إخواني وأمي بالسبب، وقد اتفقنا على الطلاق أنا وهو، ولكن أظنه تراجع عن ذلك؛ لأنه اتصل علي بالجوال، ولم أرد عليه، لقد كرهته يا شيخي، أفيدوني؛ جزاكم الله خيراً.
- الأخت الفاضلة: - نسأل الله لك عز وجل- أن يفرج همك وغمك، وأن يرفع عنك العناء والضنك-.
أختي الكريمة: لم تذكري لنا ما الذي كرهته في زوجك، هل هو شيء محسوس أم هو أمر معنوي غير محسوس، هل هو في دينه أم في خلقه، أم في شكله؟.
وعلى كل حال فإن الذي أراه أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة وواقعية دون تحيز أو تعجل في الحكم، فإذا وجدت بأنك كرهته كرهاً قلبياً مجرداً فاعلمي أن هذا قد يكون من الشيطان – نعوذ بالله منه-، بل إن من أعظم أعماله أن يفرق بين الزوجين، ويفسد عليهما حياتهما؛ كما في الحديث الصحيح.
أما إذا علمت أن سبب كرهك له لسبب ما، فانظري لهذا السبب، هل يوجب الفراق بينكما، أم يمكن تعديله وتجاوزه مع الأيام، هذا مع العلم بأنك لن تحصلي في يوم من الأيام على زوج كامل الصفات من جميع الجوانب.
والذي أراه – والله أعلم- أن فترة بقائك معه هي فترة بسيطة، لا تكفي لكل طرف أن يعرف الطرف الآخر معرفة تامة، بل إن العام والعامين هي مدة غير كافية للتعرف، ولاسيما أن كل طرف جلس عند أهله ما يزيد على عشرين عاماً، فهل من المعقول أن يتقبل كلٌ منهما الآخر بسهولة؟! هذا في الغالب محال.
واتركي عنك الصورة المشهورة عن الزواج بأنه درب مفروش بالورود من بدايته حتى نهايته – هذا ليس بصحيح-؛ لأن الرسول – (- لقي من زوجاته وهن أمهات المؤمنات – رضي الله عنهن- بعض الخلاف أحياناً، وفي هذا درس للمؤمنين؛ كي يأخذوا العبرة في حياتهم الزوجية واليومية، وقد سأل عمر بن الخطاب عن الحب، فأخبر بأنه يكون بعد الزواج وليس قبله. أما مسألة علاقته بامرأةٍ أخرى، فهذه معصية سيحاسب عليها، ولكن الحل أن تقفي معه وتساعديه في تعديل هذا السلوك؛ حتى يكتب الله له الهداية على يديك، وما يدريك لعله وجد منك صدوداً وعدم إشباع في نواحٍ كثيرة، فَعَمِدَ إلى أساليب غير شرعية لتلبية هذه الحاجات وهو بلا شك مخطئ في ذلك.
لذا أرى أن تستعيني بالله وتستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأن ترجعي لزوجك، ولكن بعد الجلسة التي أرشدتك لها، على أن يكون هذا الرجوع رجوعاً جاداً بنفسية جديدة، تتقبلين فيما زوجك، وتكونين زوجة صالحة له – بإذن الله-.
احرصي على ستر عيوب زوجك – وهذا هو طبع الزوجة الوفية-، وألا تخرجي نقائصه أمام الناس، وتذكري قول رسول الله – (-: (ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة). وفي الختام اجتهدي في الدعاء في مواطنه المعروفة؛ كبين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، وفي حالة السجود، وتذكري الدعاء: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
زوجي استرجع زوجته الأولى
* أنا متزوجة من زوج متزوج سابقاً، وله من زوجته الأولى طفلان، قرر إرجاعها، وهو الآن يعيش حالة حب وشوق معها، تغير علي ولم يعد يهتم بي، وأنا صابرة، وأقول: صبرٌ جميل والله المستعان، أصبح يهاتفها كثيراً ويراسلها، وأنا لا أكذب عليك ضايقني هذا الشيء، ولكن والله صابرة وأُؤدي واجباته ومتطلباته، ومهتمة به كثيراً، ولم أبين له انزعاجي، وقد عزمت على أن أتركه أسبوعاً أو أسبوعين عند رجوع زوجته إليه ثم أرجع؛ عله يفتقدني ويحس بي؟ أرشدوني.
- الأخت الكريمة: أسأل الله – عز وجل- أن يجمع بينكما على طاعته، وأن يوفقكما لكل خير، وأن يرزقك الذرية الصالحة، والبيت السعيد في رضا الله – سبحانه وتعالى-.
أما ما سألت عنه: فأنت أعلم بطبيعة زوجك، فقد تقولين إنك إذا تركته مع زوجته الأولى، وغبت عنه في وقت جلوسه معها بأن هذا أدعى لاشتياقه إليك بعد مدة من الزمن، هذا احتمال وارد وليس أكيداً ولا مناسباً مع كل أحد، وقد تكون له نتائج عكسية، لكني أؤكد عدة مسائل أرجو أن تراعيها:
أولاً: أن يكون ذلك باتفاق ودي بينك وبين زوجك، ولا تشعريه بأن هذا عقاب منك أو هجر له.
ثانياً: ألا تطول مدة غيابك عنه؛ إذ إن طول مدة غيابك قد يجعله يتعود على فقدك.
ثالثاً: تأكدي من قيامك بواجبك كاملاً من حيث البشاشة وحسن العشرة، وإياك أن تطغى الغيرة فتؤثر في حسن تعاملك معه بحيث لا يرى منك خيراً، بل إن من المروءة ألا يتأخر المسلم عند بذل المعروف للآخرين، حتى ولو قصروا هم في ذلك.
رابعاً: إياك أن يحصل في قلبك وحشة وبُعد من زوجك وخاصة بعد عودتك إليه، بل عليك أن تظهري له الشوق والمحبة.
خامساً: ارضي بما قسم الله –عز وجل- فإن الله – سبحانه- قسَّم الأرزاق على العباد بحكمة يعلمها سبحانه ولا نعلمها، والمؤمن يصبر على ما أصابه، ثم يرضى بما قسم الله، ولا يظهر الامتعاض والقنوط، فإن الله – عز وجل- يقول: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم (البقرة:216). وفقكم الله لكل خير، ورزقنا وإياكم الصبر والاحتساب. والله –تعالى- أعلم.
أنا لا أحب زوجي، ومن أجل ذلك
* أنا فتاة متزوجة متدينة -ولله الحمد-، ولي سنتان مع زوجي الذي يكبرني بأربع سنوات وهو متدين، وأنجبت منه بنتاً عمرها سنة الآن, ونعيش في منزل مستقل, حالته المادية مستورة, مشكلتي هي: أنني لا أحب زوجي, حاولت أن أحبه وأن أكيف نفسي مع الوضع لكنني لم أستطع! قررت الإنجاب عسى ولعل أن أزيد قرباً منه لكني مازلت على حالي!هو يحبني ويصرح بذلك، لم أستطع مبادلته نفس الشعور!
فكرت عدة مرات في الطلاق لكني محتارة،كيف سأواجه أهلي؟ ما مصير ابنتي الوحيدة؟ تحدث المشاكل بيننا مراراً ولكني أتجاهلها, أما في بعض الأحيان فإنني لا أستطيع، وأذهب إلى أهلي، وأنا في نيتي عدم العودة, لكن إجبار أمي وإصرارها أعود بعد يوم أو يومين، تعبت.
زوجي إذا مرض فهو دائم الشكوى لا يريدني أن أبتعد عنه، أحتاج إلى زيارة أهلي, ولكنه يتعلل بأنه مريض ويحتاج إلي! عندما أذهب إلى أهلي يتصل بي ويشتكي بأنه مريض وو..، لا يجعلني أرتاح وأجلس مع أهلي مرتاحة!
ومرت بي الأيام على هذا الحال إلى أن تعرفت على شاب خلوق عن طريق الإنترنت! نمت علاقتنا وتعرفت عليه أكثر, يكبرني بسنة، تطورت علاقتنا وأحببته من كل قلبي! حتى صرت أفكر فيه في كل وقت أستمتع بكل كلمة يكتبها! حتى وصلت بي الحال إلى أن أعطيته رقم هاتفي! أكلمه بغياب زوجي! تطورت علاقتنا حتى قابلته مرة من المرات في مكان عام, أحببته إلى درجة الهيام, قد يكون تعرفي على هذا الشاب هو سبب تدهور علاقتي بزوجي في الوقت الحالي, إلا أنني لا أريد الاعتراف بذلك!
أعلم أنني أخون الله وأخون العهد وأخون زوجي ولكن ما العمل؟ دائما ما أدعو الله أن ينجيني من هذا الطريق الوحل الذي انزلقت فيه، ولكن دائما ما بين نفسي بأن علاقتي مع زوجي وافتقاري للحب المتبادل هو السبب فيما أنا فيه الآن، مر على علاقتي مع هذا الشاب ثلاثة أشهر وفي كل يوم تزيد رغبتي فيه! حاولنا ألا نسمح لأنفسنا بالتمادي أكثر وحاولنا أكثر من مرة بأن نبتعد عن بعض, إلا أننا في كل مرة نعود بأقرب من السابق!
أتمنى منكم إفادتي بالحل بشكل سريع؛ لأن وضعي الحالي سيئ للغاية؟
- الأخت الكريمة: تمنيت أنني لم أصل إلى الجزء الآخر من الرسالة، لقد كنت أقرأها والألم يعتصر قلبي؛ لأني أرى الخيانة الصريحة لله وللمواثيق والعهود ولهذا الزوج المسكين، أي تدين هذا الذي ذكرته في بداية رسالتك؟!
ترى ما مدى شعورك بالذنب والمعصية التي عصيت الله بها، إنني أسأل الله لك الهداية والرشاد، وأن يأخذ بيدك إلى الحق والخير، ويزيدك ثباتاً عليه.
أختي الكريمة: لم تذكري سبب بغضك لزوجك، هل أبغضته لشكله الخارجي؟ أم لسوء خلقه ودينه؟ أم أنك كرهته ولا تعلمين سبب ذلك؟ وهذه هي المصيبة العظيمة والطامة الكبرى، ورد في الحديث الصحيح أن الشيطان يكون على عرش على الماء ويبعث أتباعه في الناس ثم يأتون إليه مرة أخرى، فيسألهم ماذا فعلوا فيقول بعضهم: لا أزال به (أي بالعبد) حتى أوقعته في المعصية, والآخر يقول لا أزال به حتى أوقعته في البدعة، إلى أن يقول الأخير: لا أزال بهما حتى فرقت بينهما (أي الزوجين) فيزينه الشيطان ويلبسه تاجاً.
إذاً من أعظم ما يقوم به الشيطان هو التفريق بين الأزواج وهدم حياتهما، وأرى أن الشيطان قد اختارك هذه المرة لهذا العمل، فانتبهي لذلك واعلمي أنك على خطر عظيم قد تخسرين به ثواب الدنيا والآخرة، واعلمي أن الدراسات الاجتماعية والنفسية أثبتت أن الارتياح المتبادل بين الزوجين لا يمكن أن يحصل في غضون سنتين وكيف يحصل ذلك، وكل منهما مكث في دار أهله أكثر من عشرين عاماً، فهل سيتقبل هذا الطرف الآخر تقبلاً كاملاً في زمن يسير؟ بل إن دراسة أثبتت أن أكثر حالات الطلاق كانت وللأسف خلال السنتين الأُوليين.
وأنا ومن خلال رسالتك أستطيع أن أذكر بعض صفات زوجك الرائعة والتي أعماك عنها الشيطان ربما منها طيبة القلب.. ومنها العاطفة الشديدة والتصريح بهذه العاطفة تجاه الزوجة، مع العلم بأن كثيراً من الأخوات يشتكين بأن أزواجهن لا يصرحون لهن بالحب والهيام فانظري كيف جعل الشيطان هذه الخصلة، صفة نقص في نظرك، ثم انظري –رعاك الله- إلى هذا الشاب الذي تعرفت عليه وأعجبك كثيراً.. ما الذي أعجبك فيه؟ هل هو شكله؟ قد يكون ذلك ولكن ثقي تماماً بأن أصحاب الأشكال المميزة في الغالب قد يكون لديهم من الغرور والكبر والانحراف أحياناً.
وقد تقولين إن الذي أعجبك هو فكره وروحه، وأنا أقول كيف عرفت ذلك في غضون فترة بسيطة، أم كيف تعتقدين ذلك وأنت ترين أسلوبه في التعرف عليك، بل لو كان لديه دين ومروءة يردعانه عن المحارم لما رضي بالتعرف عليك وانتهاك خصوصيتك فضلاً عن كونك متزوجة ولديك أطفال.
فأوصيك بالتوبة والرجوع إلى الله ولن يتحقق ذلك إلا بالإقلاع الصادق الكامل عن هذه المعصية بالتوبة والرجوع عنها، إقلاعاً تأخذين العزم فيه على ألا تتحادثي مع هذا الشاب مرة أخرى، وإلا فإني أخشى عليك من الوقوع فيما لا تحمد عقباه، وعندئذ لا ينفع الندم ولا البكاء، وستتمنين حينذاك أن أمك لم تلدك.
إن زيادة تعلقك بهذا الشاب ليس هو الحل، بل هو زيادة في العذاب والعناء وركض خلف سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، بل هل تعتقدين أنك ستنالين منه ما تريدين، لا والله، وأكاد أجزم بأنه لو تيسر له الزواج منك لرفض رفضاً قاطعاً ونفض يده منك.
أختي الكريمة: لا تيأسي من رحمة الله؛ فإن الله كريم ولطيف بعباده، ويستر لهم عيوبهم، إياك أن تشعري بالقنوط من رحمة الله تعالى.
واستدركي نفسك فما زلت في بداية الطريق، والحمد لله الذي ردك إلى الحق وعرفت خطأك وأوصيك بلزوم الصدق مع الله ومع زوجك وستجدين مشقة في ذلك في البداية، ولكن ستجدين النهاية – بإذن الله- وتذكري قول الله – عز وجل-: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
فثقي بمعية الله ونصرته لمن يريد الهداية بصدق، وأظن أنك كذلك – إن شاء الله-. سدد الله خطاك، وأعانك على لزوم الحق والثبات عليه، والله يحفظك ويرعاك.
المستشار الأسري بمشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج