تغييرات وأعباء على قطاع الاتصالات وشركات الجوال اليابانية

تغييرات وأعباء على قطاع الاتصالات وشركات الجوال اليابانية

يشهد قطاع شركات الاتصالات والجوالات في اليابان ما يشبه الثورة بعد أن أصبح في مقدور الزبائن الانتقال على شبكة جديدة مع الاحتفاظ بالرقم الأساسي للمشترك حيث ترتب على ذلك بداية لعبة تقلبات وتنقلات وتغييرات ما بين الشركات. فتيلة هذه الثورة أشعلتها الحكومة اليابانية حين سنّت أخيرا قوانين شديدة حول نظام المنافسة في أسواق الجوالات ممهدة بذلك الطريق لتغيير شبكة الخدمات القديمة . وقد أدى ذلك إلى زيادة العبء على أنظمة البيانات الحاسوبية
وقبل أيام قليلة واجهت شبكة الاتصالات اليابانية ( سوفت بنك كورب ) مشكلة بعد أن رفضت الشركة عشرات الآلاف من الطلبات المقدمة من زبائن أرادوا نقل الرقم القديم إلى شبكتها، وذلك لأن أعطالا كثيرة في أجهزة الحاسوب وزيادة عبء إدخال البيانات عليها أدت في شركة تكنولوجيا متقدمة، واسعة النطاق، إلى تعطيل أنظمة البيانات فيهـا.
وقبل يوم من تطبيق خدمة نقل أرقام الجوالات في اليابان قامت شركة سوفت بنك بتخفيض أسعارها إلى مستوى أدنى من أسعار الشركتين المنافستين في السوق وهما شركتا ( إن تي تي- دوكومو ) و( كي دي دي آي KDDI) كما طرحت خدمات عديدة في السوق منها خدمة التعريفة الشاملة مستهدفة من وراء هذه العروض رفع عدد العملاء لديها من 15 إلى 26 مليون مشترك. من الناحية التسويقية كانت هذه الخطوة التي خلفت وراءها اندفاعا كبيرا للزبائن، نجاحا باهرا بلا شك. ولكن إجمالا، كان العطل الذي أصاب أنظمة بيانات سوفت بنك، أقرب إلى أن يكون أمرا دافعا للإحراج، ولاسيما أن الشركات النظيرة أخذت في الوقت ذاته تضغط على الشركة بحل المشاكل الفنية القائمة لديها بأسرع وقت ممكن.

ولا يعتبر هذا العطل الفني نقطة إيجابية لصالح دولة متقدمة مثل اليابان بالذات. فالسوق التكنولوجية المتقدمة في هذه الدولة يعتبر نموذجا للتطور التكنولوجي في أوروبا وأمريكا. ولهذا السبب بالذات يتم هناك عن قرب مراقبة سلوك الزبائن والاستراتيجية التجارية لشركات الاتصالات المتنقلة مراقبة كثيفة. من بين تلك الاستراتيجيات الاستراتيجية المطبقة في شن حرب أسعار ضارية بين الشركات، كمثل تلك التي أطلقتها سوفت بنك وأدت الآن إلى زيادة الثقل على خدمة الشبكة. من جانبها بررّت إدارة الشركة أعطال الأنظمة الواقعة بالتدفق الهائل للزبائن الراغبين في تغيير شبكة الاتصالات. ولكن لا يزال غامضا في هذا الموضوع حاليا، هو هل ستكسب سوفت بنك أم ستفقد عملاء من وراء هذه الخطوة. من جانب آخر، قامت شركة (إن تي تي-دوكومو) و( كي دي دي آي) بتقديم شكوى على الانقطاع الحاصل في خطوط الاتصالات - وذلك ربما من أجل تقديم المنافس الصغير أمام الشارع الياباني كشركة غير جديرة بالثقة.

وخدمة إمكانية نقل الرقم القديم إلى الشبكة الجديدة متوافرة في ألمانيا منذ بضعة أعوام، ولكن حسب ما يرد عن شركات الاتصالات الألمانية لم يستغل هذه الخدمة إلا نسبة ضئيلة جدا من الزبائن تقل حتى عن 1 في المائة. والسبب في ذلك، كما يذكر بعض الخبراء، هو مدى تعقيد العملية المتبعة في ألمانيا لمثل هذا النوع من التحويل والتي تؤدي بتعقيدها مرارا إلى تأخير وتباطؤ إنجاز عملية النقل بسرعة، ويترتب على ذلك عدم مقدرة المشترك على استخدام هاتفه النقال خلال فترة التحويل..

وتعتبر سوفت بنك أصغر شركات الاتصالات الثلاث في اليابان، فبينما تحتل ( إن تي تي- دوكومو) حصة في السوق تبلغ حوالي 56 في المائة و( كي دي دي آي ) 28 في المائة تمتلك سوفت بنك موبايل 17 في المائة فقط من حصة سوق الهواتف الجوالة في اليابان والذي يبلغ عدد المشاركين فيه 92 مليون مشترك. وجاءت نشأة سوفت بنك موبايل عن انبثاق من الشركة الفرعية اليابانية للشركة البريطانية الضخمة (فودافون) فقد قامت مجموعة (سوفت بنك) في ربيع هذا العام بالاستحواذ على جميع الأسهم بمبلغ 15 مليار يورو، وأسست شركة الاتصالات ( سوفت بنك موبايل). وكان مؤسس الشركة الملياردير العملاق وأغنى رجل في اليابان (ماسايوشي سون) قد أودع جزءا من أسهم مجموعته "سوفت بنك" نظير صفقة الاستحواذ.
إضافة إلى ذلك، قامت سوفت بنك بإنفاق مليار يورو من أجل تحديث وتجهيز النواحي الفنية في شبكة اتصالات شركة فودافون السابقة. وعلى العكس من الشركات الأخرى المنافسة واجهت الشركة الصغيرة رقم ثلاث في السوق صعوبات كبيرة في تقديم خدمات لعروض منتجاتها على مستوى يغطي جميع أنحاء اليابان ومن أمثلة ذلك أن الشركة لا يمكنها حتى الآن إقامة شبكة ربط للإنترنت عبر الهاتف الجوال خارج نطاق العاصمة طوكيو.

الأكثر قراءة