الإكسسوارات النسائية تصنع الثراء وليست بعيدة عن توجهات الموضة
المحل اسمه (بيجو بريجيت – Bijou Brigitte ) وهو محل إكسسوارات نسائية ، وكل زبونة تدخل هذا المحل تنفق بالمعدل عشرة يورو كاملة. فهي تشتري خاتما صغيرا سعره لا يتجاوز 2 يورو وسلسلة صغيرة من الزجاج ثمنها خمسة يورو وربما سوار براق بثلاثة يورو. هي لا تشتري أكثر من هذا. ولكن هذا وحده يكفي فمثل هذه الكمية الصغيرة وهذا المبلغ الذي يبدو ضئيلا يمكن للمرء أن يحقق ثروة قد لا يتصورها كثيرون. وهذا ما يؤكده بالفعل فريدريش فيلهالم فيرنر مؤسس سلسلة محلات الإكسسوار.
وتُرسم شركته ( بيجو بريجيت ) واحدة من أكثر قصص الثراء والنجاح تأثيراً في ألمانيا وإثارة للدهشة والإعجاب معا حيث تضاعف مؤشر سهم هذه المجموعة ما يزيد على مئات الأضعاف في غضون فترة زمنية لا تتجاوز عشرة أعوام فقط وهو ما تعجز عنه شركات كبرى متخصصة في مجالها مثل شركة أديداس أو بوما مثلا .. ولكن ما هي حقيقة الأمر؟
يقول فريدريش فيرنر وولده رولاند إنه إذا كان الأمر يتعلق بالحلي فإن النساء نهمات جدا للشراء .وعندما تكون موضة الحلي والإكسسوار رخيصة إلى هذا الحد تغيب عن المرأة أي مقاومة لكبح جماح هذه الرغبة للشراء. ولهذا يشهد قطاع موضة الحلي تطوراً باهراً، بعيداً عن تأثير الكساد، أو أزمات تجارة بيع التجزئة. وتتبدّل وُجهات الموضة سريعاً، وفي كل مرة تتوجه الزبونات ويطلبن قطعة الحلي المتلائمة مع خطوط الموضة الحالية. ولكن من المفترض ألا تبلغ تكلفتها الكثير.
وعندما بدأ فيرنر عام 1963 كان رائداً في عالم الحلي، فقد أسس هذا التاجر بقرض لم يزد على خمسة آلاف مارك حينها – وكان في ذلك الوقت لا يزيد عمره على عشرين عاما - أسس تجارة الاستيراد والتصدير عن طريق التجارة الخارجية للإكسسوارات، حيث اشترى صديق له في هونج كونج القلائد والخواتم، وكان يجتذب هو بنفسه مجموعات صغيرة من متجر إلى متجر آخر. وبعد ستة أعوام من العمل ، افتتح المتجر الأول الذي حمل اسم ( بيجو بريجيت) وهو اسم زوجته بريجيت قبل أن يتبع ذلك النجاح افتتاح المزيد من الفروع واحدا تلو الآخر. وفي عام 1988 اشترى فيرنر عن طريق التسجيل في البورصة رأس المال اللازم للتوسعة. وقد أصبحت هذه الشركة التي أسسها رجل واحد مجموعة يزيد حجم المبيعات لديها على 300 مليون يورو, تضم 900 متجر، 350 منها في ألمانيا.
هذا النجاح لم يكن بالإمكان أن يبقى خافيّاً عن الآخرين بعد أن بدأت حتى النجمات يتزين بالإكسسوارات المقلدة وبدأ القطاع ينمو بسرعة رهيبة وأصبحت شركة بيجو بريجيت رائدة السوق ومنذ ذلك الحين أخذت تتلقّى صفعات المنافسة من كل حدب وصوب. فقد أسست مجموعة سواتش المتخصصة في تصنيع الساعات خطوط إنتاج حلي وإكسسوار خاصة بها ، كما برزت مجموعة ليوناردو لقطع الزجاج في هذه السوق وكذلك شركات إيسبيرت وموستانج ودوجلاس وحتى العلامات الشهيرة العريقة مثل ( بوس ) و( شانيل ) و( ديور) انضمت إلي طابور المنافسة. ولكن زبونات مثل هذه العلامات الفاخرة لن يدخلن المحل لشراء حلي وإكسسوار بقيمة عشرة يورو ويقول فرانك راينبولت مدير سكادا: "بعضهن يدفع عقدا يراوح ثمنه بين 300 و600 يورو ليتناسب مع خطوط الموضة "
ومن الناحية الشكلية الظاهرية لا يكاد يمكن التمييز والتفريق بين قطع الحلي والإكسسوار الأصلية والمقلدة وهناك من قطع الحلي تلك ما هو مصنوع في مدينة دونجاون الصينية. وتنفق السيدات في ألمانيا على الأقل نحو مليار يورو مقابل موضة الحلي والإكسسوار حيث يوجد في كل سوق من الأسواق الشرائية الكبرى قسم للإكسسوار وهو يتسع يوماً بعد يوم.