الفقاعة الثانية .. متى ستنفجر؟!

الفقاعة الثانية .. متى ستنفجر؟!

الفقاعة الثانية .. متى ستنفجر؟!

من منَا لا يذكر "فقاعة الإنترنت" التي انفجرت في بداية القرن الجديد، وانفجرت معها الكثير من شركات تقنية المعلومات التي اعتمدت عليها. يتوقع البعض أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى، ولكن مع موجة الويب 2.0 هذه المرة! أصبح الكثيرون يتحدثون عن هذه التقنية في الوقت الحالي، وظهرت الكثير من المواقع الناجحة التي يعزى نجاحها لهذه التقنية. من الأمثلة على هذه المواقع موقع YouTube التي جحظت أعين الناس، حين انتشر خبر شرائه من قبل شركة جوجل بمبلغ مليار و600 مليون دولار!، وكذلك موقع MySpace الذي تم شراؤه بمبلغ 580 مليون دولار!، بل وقعت جوجل أخيرا عقدا بمبلغ 900 مليون دولار فقط لكي تتمكن من عرض إعلاناتها على ذلك الموقع. يتساءل البعض، لماذا تدفع الشركات هذه المبالغ الضخمة ؟! والجواب بكل بساطة هو أن معظم المواقع التي تقدم خدمتها بالمجان يكون دخلها المادي من خلال عرض الإعلانات التجارية. حيث كلما ازداد وقت تصفح المستخدم للموقع، زادت احتمالية نقره على الإعلانات المعروضة فيه. وهذا يفسر المبالغ التي صرفتها شركة جوجل في الموقعين المذكورين آنفا.
عودة على الفقاعة، تحدث أحد كتاب جريدة الواشنطن بوست عن موقع ماي سبيس الشهير، وادَعى أن هذا الموقع كما اكتسب شعبيته في فترة وجيزة، فإنه سيفقدها بالطريقة نفسها. ويعزو الكاتب ذلك إلى أن هذه النوعية من المواقع تعتمد على طبقة معينة أغلبها من المراهقين والذين يمتلكون ميزتين مهمتين، الأولى هي سرعة الملل، والثانية هي الحرص والمتابعة لكل جديد. وضرب الكاتب مثالا على ذلك، فقبل ظهور موقع ماي سبيس، كان هناك موقع مشهور يدعى Xanga، والذي كان متوسط استخدامه في عام 2002 هو ساعة و39 دقيقة في الشهر، أما الآن فالمتوسط هو 11 دقيقة فقط!!، وكذلك موقع Friendster الذي كان متوسط استخدامه قبل عشرة أشهر هو ثلاث ساعات، أما الآن فهو سبع دقائق فقط !!، وبناء على هذه الأمثلة، فإن الكاتب يدعي بأن فقاعة الإنترنت الآن أكثر خطورة من السابق، بل اكتسبت خاصية التنقل من موقع إلى آخر.
شخصيا، أعتقد أن كلام الكاتب ليس صحيحا على إطلاقه، فعلى الرغم من الأمثلة التي ذكرها تدعم وجهة نظره، وعلى الرغم من أنني متأكد من أن هذه الأمثلة ستكرر في مواقع أخرى، إلا أنني لا أتفق معه بالطريقة التي عمم بها وجهة نظره. فموقع ماي سبيس مازال يمتلك شعبية كبيرة جدا، حيث يزيد عدد مشتركيه عن 120مليون مستخدم، ويشترك يوميا ما يقارب على أكثر من 200 ألف مستخدم جديد!، وهذا دليل على أن أقدام هذا الموقع راسخة بما فيه الكفاية للبقاء لوقت طويل. والسبب في ذلك يرجع بشكل كبير إلى تميز الموقع واعتماده على الكثير من خصائص الويب 2.0 التي تساعد على جذب المستخدمين وإبقائهم ضمن نطاقه.
لذا أقول للكاتب المحترم، لا أظن أن الفقاعة ستنفجر أو ستنتقل قريبا، بل هي باقية إلى أمد طويل!

[email protected]

الأكثر قراءة