دوام البقالات

<a href="mailto:[email protected]">khalid@kaljarallah.com</a>

الفكر يتطور والعالم يتقدم والبعض مازال يعمل بفكره القديم والعقيم ويصر على رأيه دون اعتبار لآراء الآخرين، هذه المقدمة تشخص حال بعض المديرين ممن أكل عليهم الدهر وشرب – برغم أن التقاعد قليل فيهم لكي يريحوا ويستريحوا – ولكنهم منتهي الصلاحية وللأسف بعضهم في مناصب قيادية لشركات يملكونها أو لشركات خاصة أو مساهمة عامة يتصرفون ويقررون ما يشاؤون وكأنها من أملاكهم الخاصة ورثوها عن آبائهم. وتجدهم الآمر الناهي مع الاعتماد على عمالة غالبا ما تكون أجنبية لزوم التأييد والموافقة على كل ما يقوله الشيخ أو يراه الريس "هيك بده الريس وتمام يافندم وبالكل تيقا" وأكثر ما يغيظ أنهم مستمرون في مناصبهم وأمورهم ماشية وهذا ليس من باب الحسد - بينما الدماء الشابة وأصحاب الطموح والفكر يواجهون الضغوط ويمارس ضدهم كل أنواع التطفيش والتهميش، كيف سنتطور بهذا الفكر الحجري الذي لا يقبل التغيير والتطوير؟
دوام البقالات هو العمل بدوامين صباحي ومسائي والذي يستهلك كامل اليوم حتى العاشرة أو الثانية عشرة مساء ولا حرج في ذلك بالنسبة للمحلات التي تبيع المنتجات الاستهلاكية والتي يحتاج إليها الجميع مع كامل احترامي للبقالات وأصحابها وما تقوم به من دور حيوي، وتقديري للعاملين فيها كمهنة شريفة سواء من المواطنين أو المقيمين والتي على الأقل لا تبيع أو تروج لمواد منتهية الصلاحية أو تغش في منتجاتها لأنها مكشوفة بعكس بعض الشركات ومديريها ممن جبلوا على الاستعانة بكل ما هو عديم الفائدة ومنتهي الصلاحية وممن هم على شاكلتهم.
ولكن أن تطبق في بعض الشركات ذات الأعمال المتخصصة بما فيها العقارية فهنا مربط الفرس - السبب بسيط أن البعض يكبر المخدة إلى الظهر أو العصر ويبدأ الشغل "مسيان" ويبرمج الموظفين على هذا الأساس. من هنا جاءت هذه العادة السيئة - البعض مازال مقتنعا ومصرا على أن يكون الدوام بهذه الطريقة دون التفكير في عواقب الأمور والنتائج السلبية المترتبة عليها. ومن زود القهر يوم الخميس إما نصف دوام حتى الثانية ظهرا أو دوامين عند البعض، وهل العمل فعلا يحتاج إلى البقاء حتى هذه الساعات المتأخرة من الليل وما هو حال رب الأسرة؟ وكيف يؤدي واجباته الأسرية؟ والاجتماعية وكيف ينتج بكفاءة؟ هل الشركات الكبرى والصغرى والمنظمة تحتاج للعمل أكثر من ثمان ساعات يوميا من الصباح وحتى الساعة الخامسة عصرا كحد أقصى؟ الواقع والحاصل حاليا أن الكثير من قطاعات الأعمال بدأت تلغي فكرة الدوامين وتلغي العمل أيام الخميس بما فيها البنوك وبعض الشركات الخاصة والتي عادة ما تستغل موظفيها أكبر استغلال وثبت نجاحها وجدواها وانعكس على أدائها ونتائجها إيجابا. هذا من أهم أنواع التحفيز للعاملين وسبب رئيس في الاستقرار والأمن الوظيفي.
عندما تتعامل مع الأجانب - وهم ليسوا بقدوة لنا –بعد ساعات الدوام الرسمية لا يمكن أن يقبل أن تتصل به أو تطلبه في عمل ما خارج أوقات العمل الرسمية والتي عادة لا تتجاوز السادسة مساء حتى لو كنت من المقربين إليه فأنت في هذه الحالة تنتهك خصوصياته، بينما نحن تجرنا العاطفة والنخوة والشهامة لفعل ما هو أكبر حتى لو عملنا إلى آخر الليل بلا مقابل، وقد تكون لمن لا يستحقها من مديري الغفلة وأصحاب الشركات الاستغلاليين!!
متى نتغير ونعمل بحرفية ونعطي أسرنا ومجتمعنا حقوقهم بعيدا عن العاطفة والمجاملات؟ ربما نحتاج إلى عقد أو قرن من الزمان، أقول ربما..!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي