المعرفة في مكان العمل: التعاون المبتكر في الاقتصاد العالمي

المعرفة في مكان العمل: التعاون المبتكر في الاقتصاد العالمي

تركز المشاريع القائمة في مكان العمل على التعليم بالنسبة للأفراد بصورة أولية، ويمتد هذا التركيز ليشمل المؤسسات والصناعات التي يعمل فيها هؤلاء الأفراد، حيث ينشرون على نطاق واسع المعرفة التي تلقوها خلال عملهم في هذه المشاريع.
يقيم الكتاب روابط بين عمليات التعلم للأفراد والمجتمع والمؤسسات والصناعات، ويشير إلى أن فهم هذه الروابط يعد غاية في الأهمية إذا ما كانت المؤسسات والصناعات تسعى لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للتعليم في مكان العمل.
يبدأ الكتاب بوضع تعريف للتعلم من خلال المشاريع المنفذة في العمل، وباستعراض دليل على ربط التعليم الفردي بالتطور المؤسسي. ثم ينتقل الكتاب إلى استعراض التعلم من خلال المشاريع المنفذة في العمل فيما يتعلق بالتعلم المهني وتعلم المجتمع وتعلم الشركة وتعلم الصناعة ككل.
وأخيرا يتناول الكتاب دور شبكات التعليم والتعلم من خلال المشاريع المنفذة في العمل في المجتمعات الافتراضية. كما يستعرض الكتاب عبر صفحاته كمية كبيرة من النظريات ويستشهد بمجموعة أمثلة من الواقع ومنها صناعة السينما وبناء القوارب وبرامج الكمبيوتر.
علينا أن نتذكر مدى طول الوقت الذي نقضيه من حياتنا العملية في تعلم كيفية أداء مهام معينة، وكم هي ثمينة معرفة الناس والظروف المحلية والظروف الخاصة. وليست هذه المعرفة بالثمينة فحسب، وإنما تعد أيضا من أغلى الأصول التي قد يمتلكها المرء.
فقد صار معروفا اليوم في عالم الاقتصاد أن قيمة أسعار أسهم الشركة غالبا ما تعكس الأصول الفكرية التي تمتلكها قبل الأصول المادية. كما أن الشركات والأفراد العاملين في المجالات التي تتطلب معرفة كبيرة يكون لهم قيمة اقتصادية أعلى حيث تكون الأصول المعرفية في هذه الشركات مفتاحا أساسيا لزيادة القدرات التنافسية للشركة.
أدت التطورات الأخيرة في مجال حوكمة الملكية الفكرية وإدارة الملكية الفكرية إلى تسهيل عملية تبادل المعرفة وتكوين علاقات تعاون بين الموظفين الذين يعتمد عملهم في الأساس على المعرفة في أنحاء العالم، إلا أن مصادر المعرفة المؤسسية غالبا ما لا يتم تحديدها بدقة. سيجد القراء من الدارسين وصانعي القرار في الكتاب تحليلا مفصلا لأماكن توافر المعرفة وكيفية تحويلها إلى قيمة اقتصادية.
يوضح الكتاب كيف تتطور المعرفة وتستغل الاستغلال الأمثل لتحقيق الميزة التنافسية في الاقتصاد العالمي. يتتبع الكتاب هذا التطور في الحصيلة المعرفية بدءاً من الفرد في بداية حياته المهنية إلى الشبكات الأوسع للمجتمع والمجالات الصناعية.

الأكثر قراءة