تجارب زراعة الأعضاء في جامعة ليوفين .. الجودة والنجاح
في عام 2000 كان المركز الطبي التابع لجامعة ليوفين، بلجيكا، كلية للطب تحظى بالاحترام، وفيها 1782 سريراً موزعة على أربعة مواقع. وكما يوحى اسمه، كان مرتبطاً مباشرة بالجامعة التي تم تأسيسها عام 1425م. وفي تلك السنة، كان المركز يستخدم سبعة آلاف شخص من بينهم 500 طبيب و500 نزيل، وعالج 64250 مريضاً، وبلغت إيراداته الإجمالية 450 مليون دولار أمريكي.
وطوال فترة أسبوعين في كانون الثاني (يناير) 2002، كانت هناك حالتان متشابهتان تتعلقان بجراحة زراعة الأعضاء، في وقت كان على وشك أن يتم فيه رفض إجراء عملية زرع الأعضاء للمريضين اللذين كانا بحاجة إليها وانتظرا طويلاً لإجرائها، الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى وفاتهما. وبعد تلك الحادثتين، عملت الحاجة إلى تحديد الفجوات في بعض نواحي عمل أو هيكلية المركز الطبي المذكور على عرض أزمة متصورة تتعلق بنقص الأسرة على الرئيس التنفيذي للمركز.
وفي كلتا الحالتين: A/AI و B/BI، يبحث اثنان من الأساتذة في المعلومات الخاصة بأعمال وحدة الزراعة في المركز المذكور، وعلامة هذه الوحدة بالأقسام الأخرى بالمستشفى والاختصاصيين العاملين الذين يمكن أن يعملوا معاً بشكل نموذجي من أجل إدارة وتنفيذ إجراءات جراحة الأعضاء وإجراءات العناية بعد العمليات. وهذان الأستاذان هما جون تشيلينجيريان، الأستاذ في جامعة برانديس والأستاذ الزائر في قسم الرعاية الطبية في إنسياد، وفيليب فانديكرشكوف، الطبيب الأستاذ الزائر في معهد جونسون وجونسون.
وعبر تتبع خطوط التواصل، وتفحص القواعد المتبعة في اتخاذ القرارات لكل شخص له علاقة بالحالتين، فإن هذه الحالة تلقي الضوء على الأعمال والقيود اليومية وانتكاساتها في مركز طبي كبير وفي وحدة زراعة الأعضاء التابعة له وغيرها من الوحدات ذات العلاقة. كما تلقى الضوء على الضغوط وعلى الأفكار المأخوذة مسبقاً عن هذا المركز الطبي. هذا المركز الذي يتمتع بالشهرة والسمعة العالية في سائر أرجاء أوروبا بسبب جودته وكفاءته، وبسبب قوة أبحاثه وأثرها. مركز صحي يمكن أن يخاطر بهذا القدر من القيمة عبر وجود فجوات متصورة في رعايته لمرضاه وعنايته بهم.
وتبحث الحالة B في وضع المركز الطبي بعد مدة قصيرة من الفترة التي وقعت فيها في العام نفسه، ووجد أنه ما زال يعاني من المشاكل نفسها، محاولاً طيلة الوقت أن يتقصى جميع نواحي عمله المتشعبة لكي يصل إلى الأسباب الأساسية لها، ووضع الحلول الملائمة لها. وتوزعت مجهودات الفريق الإداري بين أولوياته الطبية، وإرضاء المرضى، والنجاح المالي، والصورة العامة، واستخدام أفضل الأطباء والاحتفاظ بهم وهلم جرا. إن وضع خريطة واضحة للتحسن في هذه النواحي كان عملية معقدة بالتأكيد.
وتكشف الدراستان اللتان أجريتا بالتتابع عن التعقيدات العملية والبشرية التي لا تعد ولا تحصى في أنشطة الرعاية الصحية. وهما تقدمان غذاء مهماً وغنياً للفكر والبحث في الكيفية التي يمكن للاتصالات الداخلية المتعارف عليها عادة أن تؤدي إلى كوارث ومصائب إذا لم يكن المكتب الخلفي ومختلف الممثلين على الموجة نفسها. وتوضحان لنا أيضاً ما يمكن أن توحي به الكارثة حين ترتبط الاستراتيجية والإجراءات الناجحة بحياة الناس مباشرة.