نتائج الشركات ترتفع بالأسهم الأمريكية رغم هبوط الناتج المحلي حتى 1.6%

نتائج الشركات ترتفع بالأسهم الأمريكية رغم هبوط الناتج المحلي حتى 1.6%

<a href="mailto:[email protected]">mharthi@hotmail.com</a>

استمرت سوق الأسهم الأمريكية مشتعلة بحماس المتعاملين مدعومة بنتائج رائعة لأرباح الشركات للربع الثالث وبتعليقات إيجابية تلت اجتماع البنك المركزي الفيدرالي، وقد وصل عدد الشركات التي أعلنت نتائجها والمُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 إلى 309 شركات، منها 74 في المائة أعلنت عن نتائج أفضل من التوقعات و11 في المائة جاءت مُطابقة للتوقعات بينما 15 في المائة لم تُوفق. بناءً على ذلك يرى المُحللون أنه إذا استمر إعلان الأرباح على هذا النحو الإيجابي فإن معدل نمو أرباح الشركات الخمسمائة المُدرجة ضمن S&P 500 سيكون 18 في المائة أو يزيد قليلاً، جدير بالذكر أن التوقعات كانت تتحدث قبل بدء إعلان الأرباح عن نمو بمقدار 14 في المائة وبعد النتائج القوية في الأسبوع قبل الماضي قفزت التوقعات إلى ما يزيد على 16 في المائة وها هي تقفز الآن إلى 18 في المائة، ومع هذا التفاؤل لم تُحذر سوى شركات قليلة من تدني أرباح الربع الرابع المقبل.
من أبرز القطاعات التي تكتلت فيها الشركات الرابحة والتي جاءت نتائجها مُطابقة للتوقعات هي قطاعات الطاقة والمواد الخام، كان أداء المؤشرات الرئيسية في الأسبوع الماضي إيجابياً ما عدا يوم الجمعة حدث جني أرباح، وهذا طبيعي بعد الارتفاع القوي الذي تقترب ساعة احتضاره يوماً بعد يوم، حيث انخفض "داو جونز" يوم الجمعة فقط بنسبة 0.6 في المائة لكنه تمكن من المحافظة على ارتفاع مقداره 0.7 في المائة خلال الأسبوع الماضي وبقي ثابتاً فوق مستوى 12 ألف نقطة، بينما هبط "ناسداك" يوم الجمعة فقط بنسبة 1.2 في المائة وبقي مرتفعاً حتى نهاية الأسبوع بنسبة 0.35 في المائة فقط.
جني الأرباح هذا جاء نتيجة قيام "جولدن ساش" بالتحذير من الاستثمار في الشركات العاملة في قطاع أشباه المُوصلات، بسبب توقعه بتضاؤل الطلب على اللوحات الأم motherboards الخاصة بأجهزة الكمبيوتر، ومن الطبيعي أن تنخفض شركات قطاع التكنولوجيا مثل Dell وإنتل Intel Inc.، ومعها عدد من الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا.
اجتماع البنك المركزي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي لم يُغير في معدل الفائدة التي ثبتت عند 5.25 في المائة حسبما هو مُتوقع، ولكن السوق تفاعلت بشكل إيجابي مع تصريحات محافظ البنك المركزي التي جاءت عقب انتهاء الاجتماع، حيث أقر بأن التضخم مرتفع ولكن الاقتصاد سيستمر في تباطؤ نموه مما يُعطي فرصة للتخفيف من حدته وهذا يتزامن مع انخفاض أسعار النفط، ولعل البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي تؤكد ما ذهب إليه البنك المركزي.
أهم هذه البيانات الاقتصادية الذي صدر يوم الجمعة هو معدل الناتج المحلي GDP الذي وصل إلى 1.6 في المائة أي أقل من التوقعات وهي 2.1 في المائة ومنخفضاً عن سابقه الذي كان 3.3 في المائة وهو أحد أسباب السوق يوم الجمعة الماضي الذي دفع بعض المُتعاملين إلى جني أرباحهم، وكذلك ارتفعت الاستثمارات التجارية بنسبة 8.6 في المائة ومعه زاد الإنفاق الشخصي، كل هذه عوامل إيجابية حيث إن أرباح الشركات أتت موافقة للتوقعات والفائدة ستبقى عند مستواها الحالي 5.25 في المائة حتى بدايات عام 2007.

الأسبوع الحالي

سيستمر إعلان نتائج أرباح الشركات هذا الأسبوع ولكن السؤال هو: هل ستنجح بقية الشركات في إشعال حماس المُستثمرين ودفع السوق لمزيد من الارتفاع، وحتى لو كانت النتائج جيدة ومُطابقة للتوقعات فهل ستُفلح أيضاً هذه النتائج في دفع المؤشرات الرئيسية المُنهكة نحو تحقيق مزيد من الارتفاع، كما أن السوق سينتظر عدد من البيانات والمؤشرات الاقتصادية المُهمة ومن أهمها تقرير عن عدد الوظائف الجديدة لشهر تشرين الأول (أكتوبر) وذلك يوم الجمعة المقبل.
بداية البيانات الاقتصادية ستكون مع إنفاق الفرد لشهر أيلول (سبتمبر) والاهتمام يأتي به لعلاقته بقياس التضخم بطريق غير مباشر حيث يُتوقع بقاء إنفاق الفرد دون تغير عند مستواه السابق وهو 0.3 في المائة ويليه يوم الثلاثاء الإعلان عن ثقة المًُستهلك التي يُتوقع لها أن تزيد، يوم الأربعاء سيُعلن عن مبيعات السيارات والشاحنات في شهر تشرين الأول (أكتوبر) والتي من المُتوقع أن تشهد ثباتا في حركة مؤشراتها دون تغيير، الترقب الكبير هو لتقرير عدد الوظائف الجديدة يوم الجمعة المقبل والذي يُتوقع أن يرتفع إلى 125 ألف وظيفة في تشرين الأول (أكتوبر) بعد أن كان 51 ألف وظيفة في أيلول (سبتمبر) ونسبة البطالة ستبقى عند مستواها السابق 4.6 في المائة.
من أهم الشركات التي ستُعلن نتائجها هذا الأسبوع كل من شركة Verizon للاتصالات و"بروكتر آند جامبل" إضافة إلى شركة تايم آند ورنر صاحبة الشبكة الإعلامية والإخبارية ومعهم ستُعلن 94 شركة أخرى مُدرجة ضمن مؤشر S&P500.

التحليل الفني

برغم كل التحرك الذي قام به مؤشر "ناسداك" إلا أنه ما زال يتحرك في منطقة المقاومة التي حددتها في التقارير السابقة وهي بين 2357 و2375 نقطة، ما حدث يوم الخميس وهو إغلاق "ناسداك" فوق منطقة المقاومة ووصوله إلى 2379 نقطة تقريباً لو استمر وأغلق فوق هذا المستوى ليوم آخر كانت ستتغير النظرة ولكنه تراجع يوم الجمعة وأغلق عند 2350 نقطة بهبوط كبير في يوم واحد، وهو بهذا الهبوط يكون قد أغلق تحت متوسط عشرة أيام ولو استمر في الهبوط تحت 2338 فهذا سيكون تأكيد على بدء هبوط أكثر بالتدريج وهذا طبيعي بعد الارتفاع الذي حصل طوال الفترة الماضية وتذكر أننا ما زلنا نسير في قناة صاعدة يجب مراقبتها وهي واضحة بالرسم البياني.
أول مستويات الدعم هو متوسط حركة 20 يوما عند مستوى 2326 نقطة ثم عند مستوى 2300 نقطة، حيث يوجد المتجه الصاعد وبكسره هبوطاً يتأكد نزول "ناسداك" أكثر، ولكن في حالة حدوثه سيكون الدعم الأكيد من متوسط حركة 50 يوما عند مستوى 2250 نقطة، وهذا لن يحدث بسهولة، علماً بأننا ابتعدنا عن منطقة التشبع بالشراء حسب مؤشر RSI الذي وصل إلى 61 نقطة.
جني الأرباح هو حل جيد ومراقبة السوق من بعيد حتى يُحدد اتجاهه أكثر فإن أكمل الصعود فيُمكن انتقاء أسهم تملك فرصة أكبر وشرائها وإن هبط فأنت بعيد عنه وحافظت على أرباحك، ولا ننسى أن "ناسداك" منذ منتصف تموز (يوليو) أي أكثر من ثلاثة أشهر وهو في صعود وقد آن له أن يرتاح خصوصاً أنه يواجه مستوى مقاومة عنيف عند 2375 نقطة المحدد من قبل، والذي تشكل منذ منتصف تموز (يوليو) حيث لم يتمكن من تجاوزها سابقاً.

<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/hgfgai.jpg" width="499" height="300" align="center">
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/lai,v-rgr.jpg" width="499" height="300" align="center">

الأكثر قراءة