اتهام الصناعة النفطية بتجاهل مخاطر التآكل والصدأ
اتهام الصناعة النفطية بتجاهل مخاطر التآكل والصدأ
تمارس الصناعة النفطية فضيلة الصمت فيما يبدو تجاه عمليات التآكل والصدأ الواسعة التي تلحق بخطوط الأنابيب التي تمثل ركنا أساسيا تقوم عليه هذه الصناعة حول العالم.
ويقول ريتشارد بايك رئيس الجمعية الملكية للكيمياء والمستشار للعديد من الشركات النفطية وعمل من قبل ولمدة 25 عاما مع شركة "بي. بي"، إن الشركة ليست الوحيدة التي تواجه هذه المشكلة.
وقامت "بي. بي" بإغلاق جزئي لخط الأنابيب الذي ينقل بعض منتجاتها من حقل برودهو باي الضخم في ألاسكا في آب (أغسطس) الماضي، الأمر الذي جذب الانتباه إلى هذه القضية. ويضيف بايك أن الكثير من الشركات يسدل ستارا من الصمت على متاعبها في هذا الجانب خوفا من إثارة ذعر يؤدي إلى ردود أفعال مبالغ فيها من قبل المستهلكين.
وكان إعلان "بي. بي" عن التآكل في خط الأنابيب الذي يحمل نفطها إلى الأسواق قد أسهم في رفع سعر البرميل بنحو 3 في المائة إلى مرتبة تقارب أعلى سعر وصله في تموز (يوليو) الماضي إبان اشتعال حرب إسرائيل مع حزب الله عندما قارب سعر البرميل 80 دولارا.
ووصل الأمر بماثيو سيمونز، الذي أثار ضجة بحديثه عن وصول الاحتياطيات النفطية السعودية منطقة الذروة، إلى توقع أن يؤدي الحادث الذي وقع لخط أنابيب "بي. بي" القادم من ألاسكا إلى رفع سعر البرميل إلى 300 دولار فيما إذا اتضح أن مشكلة التسرب هي بداية أو قمة جبل الجليد التي تخفي وراءها مشكلة أعمق وأكبر. ولم يفصح بايك عن الشركات التي تعاني من هذه المشكلة، لكنه قال بصورة معممة إن بعضها في منطقة الشرق الأوسط، وأخرى في روسيا والهند.
وتلام الشركات على أنها تهمل عمليات صيانة خطوط الأنابيب هذه، بل والبعض يتهمها أنها تتجنب الإنفاق الاستثماري عليها، خاصة والكثير منها تجاوز عمره الافتراضي المقدر بنحو ربع قرن من الزمان، لكن الشركات تتلاعب بالمعلومات كي لا يفرض عليها القيام بخطوات للإصلاح. ويعود ذلك كما يرى بعض المنتقدين أنه في حال كون أسعار النفط منخفضة فإن الشركات تتجنب وقف عمل خطوط الأنابيب كي لا يؤثر ذلك في الكميات التي تبيعها، وفي حال ارتفاع الأسعار فإنها أيضا تمارس الموقف نفسه بهدف الحصول على أكبر عائدات ممكنة واقتناص فرصة ارتفاع الأسعار.
لكن مسؤولي الشركات لا يلقون بالا لمثل هذه الاتهامات، مشيرين إلى أن الصناعة النفطية عموما إنشاء وصيانة، تتميز أنها ذات تكلفة عالية وتحتاج إلى وقت طويل، وبالتالي لا يمكن للتقلبات السعرية اليومية أو السنوية أن يكون لها تأثيرها في مثل هذه القرارات.